رغم مرور 30 عاما لا تزال أصداء مقتل الرئيس السادات تلقى بظلالها على إسرائيل حيث واصل "جاكى حوجى" الصحفى الشهير ومراسل الشئون العربية فى إذاعة الجيش الإسرائيلي تناوله بعض التفاصيل الخاصة من حياة السادات وخصوصا الجانب الدينى الذى تميز به الرئيس الراحل، وذكر "حوجى" أن السادات كان معروفا بتدينه الشديد أكثر من اعضاء الجماعات الإسلامية الذين وقفوا ضده خلال الفترة الأخيرة من حكمة واتهموه بالكفر وطالبوه بتطبيق الشريعة الإسلامية فى البلاد وكان يؤدى الفروض الخمسة بإنتظام ومنحه المصريون لقب الرئيس المؤمن كما أطلق على رحلته إلى القدس "المهمة المقدسة". وروى الرئيس الإسرائيلى الأسبق "إسحاق نافون" حوارا دار بينه وبين السادات ذكر فيه السادان تفاصيل حوار دار بينه وبين أحد أفراد الجماعة الإسلامية حيث قال له السادات "هل تتهمنى بالكفر؟ أنت الكافر فالله اراد أن أكون رئيسا فهل تكفر بإرادة الله؟". وخلال سعى السادات للسلام مع إسرائيل كانت تتملكه مشاعر خاصة حيث ذكر أنه من مواليد 24 ديسمبر وهو اليوم الذى ولد فيه المسيح وعندما كان ضابطا صغيرا فى الجيش أثناء فترة الإحتلال البريطانى, شعر انه يحمل رساله إلهية تلزمه بالسعى نحو تحقيق السلام. وأكد حوجى أن الفترة التى تلت اغتيال السادات قد أعطت معنى حقيقيا لإيمانه العميق حيث ظهر من بعده العديد من الزعماء والملوك وقادة المنظمات الدينية الذين أستغلوا الدين لتبرير إستخدام العنف ضد الشعوب المجاورة والأقليات أما السادات فقد فعل العكس حيث استخدم عقيدته الدينية لتكون دافعا نحو تحقيق السلام حتى عندما خرج لحرب 1973 اعلن قبلها أن أهدافه منها محددة وليس الغرض منها تدمير إسرائيل أما وريثه حسنى مبارك فعلى الرغم من إيمانه بالسلام إلا أنه كان يطبق فقط ما فية مصلحة مصر فى حين كان السادات يريد أن تتطور العلاقات المصرية الإسرائيلية لتصل إلى درجة التطبيع وليس مجرد مصلحة مشتركة وروى الرئيس الأسبق "إسحاق نافون" أن السادات قد تحدث معه فى شأن توصيل مياة النيل إلى صحراء النقب الإسرائيلية لكى يسهم فى إستصلاحها إلا أن المبادرة قد انهارت بعد إغتياله. وفى عصر مبارك عانت إسرائيل من السلام البارد الذى منحه لها مبارك حيث كانت إستراتيجيته تعتمد على تنفيذ كل بنود إتفاقية السلام بحذافيرها مع تطويع الإتفاقية لخدمة مصر لذلك تحولت إتفاقية السلام إلى إتفاقية أمنية فى أساسها اتفاقية بين الحكومتين لا بين الشعبين المصرى والإسرائيلي. ويواصل مراسل الشئون العربية تحليلة لفترة السادات مشيرا أن المقارنة بين السادات ومبارك فى هذا الامر لن تكون فى مصلحة مبارك ولكن لكى نكون منصفين كان ينبغى أن نعرف كيف كان سيكون موقف السادات من حرب لبنان الأولى عام 1982 وقت أن طالبت جميع الدول العربية من مصر قطع علاقتها بإسرائيل فهل كان السادات وقتها سيوافق على مشروع مد مياة النيل إلى صحراء النقب فى الوقت الذى كانت تشتعل فية الانتفاضة الفلسطينية والمظاهرات تندلع فى المدن العربية وتطالب بعودة القوات المصرية إلى سيناء. واختتم جاكى حوجى مقاله بالحديث عن نهايات عصور زعماء مصر وأشار أن جميع زعماء مصر لم ينهوا فترات حكمهم بشكل مريح فالملك فاروق قد سقط بعد اندلاع ثورة الضباط الأحرار عام 1952 ومات فى المنفى وحيدا وعبد الناصر مات مريضا ومهموما بهزيمة عسكرية نكراء والسادات قتُل ودفع ثمن السلام وحده ومبارك تم إبعاده على أيدى أفراد جيشة ويبدو أن أزمات مصر ستظل أكبر من طاقه زعمائها على مر الزمان.