على مدار عامين تولى شاب عشريني العمر رعاية والده العجوز، الذي لا يغادر المنزل، بعدما أنهكه المرض، لكن خدمة الابن لوالده لم تدم طويلًا، حيث هشم رأسه وذبحه في أولى الليالي الوترية، في العشر الأواخر من الشهر المبارك. طوال العامين، كانت تتولى زوجة العجوز ونجله الصغير، مصاريف المنزل، لعدم قدرة رب الأسرة على العمل، لمعاناته من أمراض مزمنة وتليف بالكبد. صباح أول أمس، غادر الابن الصغير إلى عمله ك" فران"، فيما سافرت الأم إلى محافظة الفيوم، للإفطار لدى شقيقتهما، وجلس " محمد" رفقة والده بالمنزل لرعايته. مشادة كلامية وقعت بين العجوز ونجله " محمد " صاحب ال 28 سنة، خلال تواجدهما داخل مسكنهما بمنطقة كفر المنفى، التابعة لحي الهرم غربي محافظة الجيزة، بسبب كلامات الأب القاسية.. " هتعيش طول عمرك عاطل.. عالة علينا، أخوك الصغير شغال وأنت قاعد في البيت". لم يتحمل الإبن كلمات والده، ليتشاجر معه، ودفعه أرضًا، ليهشم رأسه، ليفارق الحياة متأثرًا بجراحه، لكن الشاب لم يكتف بذلك.. " شوفته باصص عليا، فقررت أدبحه، علشان أرتاح منه ومن كلامه"، ليستل سكينا، ويذبح والده، ويفر هاربًا، قبل وصول شقيقه. ملابس مدممة وحركة مسرعة ل" محمد"، لاحظها سكان الشارع فور ارتكابه الجريمة، وبعودة الإبن الأصغر إلى المنزل، عثر على جثة والده العجوز، وسط بركة دماء، ووقتها أجرى اتصالا هاتفيا بشرطة النجدة.. " إلحقونا لقيت أبويا مقتول في البيت". إشارة تلقاها العميد محمد نبيل مأمور قسم شرطة الهرم، من إدارة شرطة النجدة بورود بلاغًا من فران عشريني العمر يفيد بأنه لدى عودته من عمله عثر على جثة والده العجوز، مقتولًا داخل مسكنهم. دقائق معدودة كانت كفيلة بانتشار رجال المباحث، بمحيط مسرح الجريمة، على رأسهم العقيد محمد الصغير مفتش مباحث الهرم والمقدم حسن الصبان وكيل الفرقة، والرائد أحمد عصام رئيس مباحث القسم، وفرض القوات كردونا أمنيًا، وتبين عدم وجود أي آثار لكسر أبواب أو نوافذ الشقة.. " الجاني ليس غريبًا"، وعدم سرقة متعلقات الشقة إضافة إلى اختفاء الإبن الأكبر للمجني عليه. ث اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، شكل فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة فحص علاقات المجني عليه مع أفراد أسرته "زوجته - نجلاه" وتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط العقار سكنه، وبمراجعة كاميرات المراقبة، وسماع أقوال شهود العيان، أشارت إلى مغادرة الابن الأكبر مسكنهم في وقت مزامن لوقت الجريمة.. " هدومه كانت مليانة دم وبيجري في الشارع". تحريات فريق البحث المشكل تحت إشراف اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة توصلت إلى أن نجل الضحية الأكبر " محمد"، عاطل، عمره 28 سنة وراء ارتكاب الواقعة. عقب تقنين الإجراءات والتوصل إلى الأماكن التي يتردد عليها المتهم، وتتبع خط سيره، تمكنت مأمورية تحت إشراف اللواء سامح الحميلي نائب مدير مباحث الجيزة تمكنت القوات من ضبطه، وبمناقشته أقر بارتكاب الجريمة على النحو المشار إليه. وقال خلال التحقيقات التي أجريت معه إن مشادة كلامية وقعت بينه ووالده، لمعايرته بعدم الشغل.. " هتفضل طول عمرك عاطل وعالة علينا"، ما دفعه إلى ضرب والده حتى أسقطه أرضا، لترتطم رأسه بالأرض، ثم أحضر سكينا وذبحه، وفر هاربا. وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، بالواقعة بإخطار اللواء رجب عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيقات.