عرض الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إحدى الرسائل العلمية التي قام بها أحد الباحثين تحت عنوان "الضوابط الشرعية لوقف العمل بنصوص الكتاب والسنة" والتي أكد فيها كيف أن الإسلام قدم مصالح الناس على الدين. وقال الجندي خلال تقديم برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على فضائية "دي ام سي" اليوم السبت: "الباحث في هذه الرسالة أكد أنه إذا تعارضت مصلحة الإنسان مع مصلحة الأديان ففي هذه الحالة الإسلام يقدم مصلحة الإنسان على مصالحة الدين، فمصلحتك مقدمة على مصلحة الدين". وكان استنكر الشيخ خالد الجندي ما وصفه بعشوائية بناء دور العبادة التي أشار لها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن جميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تدل على عظمة وفضل وبركة بناء المساجد، معقبًا: "إيه المعنى انك تبني مسجد على مخر سيل، فالمسجد أعظم ما يتم تقديمه لله، ولكن تسببه في غرق القرية يحوله لمسجد ضرار، وفي هذه الحالة لا يكون مسجد". وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الله سبحانه وتعالى يقول: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ"، مضيفًا أننا لا نزايد على نية الناس الحسنة في بناء المساجد، ولكن لا بد من تنظيم هذا الدور التعبدي، مشيرًا إلى أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يكتف بعدما الصلاة في المسجد الضرار فقط، وإنما نهي عن الصلاة فيه، وتم هدمه في عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم-، معقبًا: "لو كانوا جماعات الشر موجودين وقتها كانوا هللوا للنبي، وقالوا بيهدم المساجد، وكانوا قالوا نفس الكلام على النبي"، مشددًا على أن السفهاء ليس موجودين بعصر النبوة فقط، وإنما في كل عصر، وهما من لا يستطيعوا التفرقة بين الاعتداء على العبادة وتنظيم العبادة. وأكد، أنه في الدين الإسلامي جميع الاماكن مسجدًا وطهورا باستثناء أماكن النجاسة، ولا يوجد شيء يمنعنا عن الصلاة، مستدلًا على ذلك بقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:" وَجُعِلَتْ لي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا".