نظمت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) مؤخرا بمدينة الثقافة أمسية رمضانية حول الأعمال التلفزية خلال شهر رمضان 2018، تضمنت نقاشا حول تقييم الانتاج الدرامي الرمضاني ودراسة إحصائية للمساحات الإشهارية على القنوات التلفزية التونسية العمومية والخاصة. وسجل هذا اللقاء حضور عديد الأطراف المعنية بالقطاع السمعي البصري من ممثلين ومنتجين ونقاد وإعلاميين، وتباينت قراءات المشاركين في تقييمهم لمضمون الانتاج التلفزي الدارمي لموسم رمضان 2018 فمنهم من استحسن نسبيا الاختيارات والفكرة في الكتابة الدارمية من حيث المعنى الاجتماعي والتاريخي لتونس معللين ذلك بتقاطعها مع الواقع في مختلف تجلياته المجتمعية والسياسية الراهنة، ومنهم من انتقد بشدة التوظيف المقصود للعنف المادي واللفظي في المنتوج الدارامي التلفزي الذي أثر سلبا على سلوكيات الأفراد في المجتمع لا سيما منهم الفئة الشبابية مما زاد في تعميق التوتر والتعامل العدائي بين الأفراد الذي خلفته مسبقا التداعيات الإقتصادية والسياسية في البلاد، حسب تقديرهم. كما لفت الحاضرون الانتباه في هذه الأمسية الى شبه غياب الانتاج الدارمي في القنوات التلفزية العمومية، وفي هذا الصدد بين المسرحي والمخرج التلفزي عاطف بن حسين أنه تقدم للتلفزة الوطنية بعمل درامي مستوفي الشروط الا انه لم يتم بثه مرجحا اسباب رفض بثه لوجود مصالح ضيقة وحسابات خفية بين المسؤولين لتيسير احتكار تلفزات خاصة لبث انتاجاتها الدارمية وكسبها مبالغ هامة من المستشهرين، حسب قوله. وفي خصوص المساحات الإشهارية أكدت نتائج رصد الإتصال التجاري في القنوات التلفزية والإذاعية من 17 الى 23 ماي 2018 الذي أعدته الهايكا عن تجاوزات واخلالات تمثلت في تسجيل مخالفات في مدة بث الومضات الإشهارية وزمن الفاصل الإشهاري ووجود إشهار مقنع فضلا عن بث الروبروتاجات الإشهارية والإشهار عبر تقاسيم الشاشة ووضع إسم المنتج التجاري. وذكرت الهايكا في استعراضها للمخالفات المرصودة في عملية الاتصال التجاري بالقواعد القانونية المنظمة للإشهار في مختلف أشكاله مبينة أن التجاوزات التي ارتكبها عدد من القنوات التلفزية والإذاعية في مجال الإشهار من شأنها أن تشوش ذهن المشاهد والمستمع ودعت إلى ضرورة الالتزام بالقوانين المنظمة للإشهار لتفادي الإساءة للمشاهد التونسي.
