يتوجه الناخبون الايطاليون، غدا الأحد، لصناديق الاقتراع لانتخابات مجلسي البرلمان في دورته التشريعية الجديدة، وذلك وفق نظام انتخابي جديد من المرجح ألا يسفر عن فوز أي من القوى الحزبية الثلاث المتنافسة الرئيسية بأغلبية كافية. ويسود اليوم السبت الصمت الدعائي الذي سار مفعوله منذ منتصف الليلة الماضية ويستمر حتى صباح غد بعد اغلاق الحملة الانتخابية التي شهدت ارتفاع حدة الخطاب العدائي وبروز فصائل اليمين العنصري كما شابتها بعض أعمال العنف مع تراجع البرامج السياسية وغياب المناظرات السياسية حولها. ويحق لأكثر من 50 مليون ايطالي التصويت في هذه الانتخابات التي تتوزع المنافسة فيها بين ثلاثة أحزاب وتحالفات سياسية رئيسية وبجانب العديد من القوى الصغيرة لانتخاب 630 عضوا في مجلس النواب و315 عضوا في مجلس الشيوخ كما تتزامن مع انتخاب رئيسي ومجلسي اقليمي لومبارديا وعاصمته ميلانو ولاتسيو حيث العاصمة روما. وتأتي هذه الانتخابات التشريعية ال18 منذ قيام الجمهورية بعد دورة تشريعية تعاقبت خلالها ثلاث حكومات بقيادة الحزب الديمقراطي والتي كان أخرها حكومة رئيس الوزراء الحالي باولو جنتيلوني الذي حل عام 2016 محل أمين عام الحزب الديمقراطي ماتيو رينتسي بعد خسارته الكبيرة في استفتاء على تعديلات دستورية رفضها الايطاليون. وتتركز المنافسة على تشكيل الحكومة المنتظر أن تقود ايطاليا في مرحلة حساسة لتعزيز خروجها الشاق من أعمق أزمة اقتصادية تركت آثارا اجتماعية غائرة بين ثلاث قوى رئيسية هي "الحزب الديمقراطي"، وبعض القوائم المتحالفة الصغيرة وبين حركة "الخمس نجوم" التي تخوض المنافسة منفردة بعد أن برزت في الانتخابات السابقة كأكبر القوى السياسية شعبية. ويخوض المنافسة تحالف يميني يضم حزب "هيا ايطاليا" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكوني الذي قاد تحالفات اليمين وحكوماتها المختلفة منذ 24 عاما مع حزب "رابطة الشمال" الشعبوي بزعامة الشاب ماتيو سالفيني الذي ينازع حزب بيرلسكوني قيادة التحالف الذي يشمل حزب "أخوان ايطاليا" الأصغر وقائمة جانبية. كما يخوض الانتخابات لأول مرة تكتل يساري جديد تحت مسمى "أحرار ومتساوون" بقيادة رئيس مجلس الشيوخ المنحل بيترو غراسو يتكون من المنشقين عن الحزب الديمقراطي المعارضين لسياسة أمينه العام بجانب رموز سياسية مثل رئيسة مجلس النواب لاوا بولدريني.