رحلت عن عالما اليوم، الفنانة القديرة شادية، عن عمر يناهز 86 عاما، داخل مستشفى الجلاء العسكرى، بعد تدهور حالتها الصحية، حيث تراجعت نسبة الهيموجلوبين في الدم لأقل من النسبة الطبيعية، ووصلت إلى ست درجات. وتعد الفنانة شادية من أبرز أعلام السينما المصرية على مر تاريخها، وبجانب تقديمها العديد من الأدوار الراسخة في أذهان المصريين الي الآن، فتمتع بصوت نقي رائع ترك صداه في أذان المصريين، وارتباط أغانيها بمناسبات هامة ووطنية، الأمر الذي أكسبها جماهيرية ورمزيو في عقول المصريين. استطاعت الفنانة شادية من تحقيق كل ما كانت تحلم به منذ طفولته من غناء وتمثيل وشهرة بلغت عنان السماء، إلى أن أكثر أحلامها قربا لقلبها لم تستطع تحقيقه، وهو إنجاب أطفال، فدائما ما كانت تتمني ان تنجب أكثر من طفل حتى انها كانت تقول: "تريد أن يكون لها نصف دستة من الأطفال"، ولكن ذلك الحلم لم يتم تحقيقه، برغم من أنها تزوجت أكثر من مرة. ومن المحطات الهامة في حياة شادية، عندما قررت الاعتزال عن العمل الفني بشكل كامل، وارتداء الحجاب وعدم العودة للفن مرة آخري، وهو القرار الذي اثار ضجة كبيرة جداً في هذا التوقيت، خاصة وأن شادية كانت من أهم نجوم الوسط الفني كله. ولكن شادية كانت اتخذت القرار بشكل نهائي، وبرغم أن الكثير حاولوا إثنائها عن قرارها، لكنها رفضت التراجع وهذا ما احترمه جمهورها، وقررت أن تبتعد عن العمل الفني بكل أشكاله منذ هذا الوقت، لتبتعد عن جميع أضواء العمل الفني في مصر. وأرجعت شادية سبب اعتزالها لرغبتها في الابتعاد عن الأضواء قبل أن تبتعد عنها الأضواء رغما عنها، فكانت تريد أن تبتعد هي عن الأضواء والفن وهي على قمة النجومية، والجميع يعرفها بكونها البطلة والفنانة الكبيرة شادية وليس أي شيء عكس ذلك. وأضافت انها لا تريد ان تبقي في العمل الفني حتى تقدم أدوار الأمهات والأجداد، وكانت تبلغ من العمر 50 عام فقط، وبالفعل لم تعد مرة أخري إلى العمل الفني مرة أخري.
