العيد ليس فرحة دائمًا، هذا ما تعكسه ساحات المحاكم التى لا تعرف الهدوء أو الإجازات، حتى فى الأعياد، فأصبحت طريقًا إجبارى الاتجاه، على كل إنسان قادته مأساته وظروفه الخاصة إليه أن يسير فيه، وألا يكتفى بالوقوف عند عتبات بوابته فقط، خاصة لو وصل بك هذا الطريق إلى محاكم الأسرة. «الفجر» استمعت لحكايات العديد من النساء، اللاتى أجبرتهن الحياة ودروسها على رفع دعوى خلع أو طلاق ضد أزواجهن قبل أيام قليلة من حلول العيد، استقبلتنا السيدات على عتبات سلالم محاكم الأسرة لتقص علينا مآسيها، تقول «منى.أ»، رغم أننى لم أتجاوز ال22 من عمرى إلا أننى اضطررت إلى إقامة دعوى طلاق للضرر ضد زوجى الذى يبلغ من العمر 30 عاماً، لعدم إنفاقه علىّ أو على طفلنا ابن ال6 شهور. وتابعت: حاولت مع زوجى كثيراً قبل الإقدام على هذه الخطوة، ولكنه دائما ما رفض الإنفاق علىّ أو على طفلنا، حتى أصبح وجوده مثل عدمه، فقررت التخلص منه بإقامة دعوى طلاق للضرر والحصول على نفقة بقوة القانون، أتمكن بها من الإنفاق على طفلى، وبدلاً من أن أذهب برفقة زوجى لشراء ملابس العيد لطفلنا طرقت أبواب المحاكم للتخلص من هذه الزيجة الفاشلة وهذا الرجل البخيل غير المسئول. أما «سهام.ب»، فتورط زوجها فى قضية خطف وسرقة بالإكراه والحكم عليه بالحبس لمدة عشر سنوات مهد لها الطريق للتخلص منه، خاصة أنها لا تزال فى مقتبل العمر ولم تتخط عامها ال25 بعد، فأقامت دعوى خلع حتى تتخلص من زوجها فى أسرع وقت ممكن، لأنه أصبح وصمة عار لها، وما شجعها على ذلك أن زواجهما لم يثمر عن أطفال، لذا لم تتردد فى إقامة دعوى خلع رغم قدوم العيد، معتبرة أن التخلص من هذا الزوج «السوابق» هو فرحة العيد التى تنتظرها. بينما دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة «إيمان.م»، ربة منزل، إلى إقامة دعوى قضائية فى محكمة أسرة القاهرة الجديدة، ضد زوجها «أحمد.م»، الذى يعمل سائق تاكسى، بسبب عدم إنفاقه على أسرته بعد انخفاض دخله الذى يكتسبه من عمله بصورة يومية، ما أدى لزيادة الخلافات بينهما، خاصة مع ارتفاع الأسعار، كل ذلك دفع الزوجة إلى إقامة دعوى طلاق أمام المحكمة بعد استحالة الحياة بينهما؛ نتيجة المشاكل المتكررة، حيث لجأت للمحكمة بسبب سلوك زوجها السيئ، فعلى الرغم من انخفاض دخله إلا أنه كان يتعاطى المخدرات، وأصبح عالة وعبئا عليها وعلى أطفالها الثلاثة، لذلك طلبت الطلاق لتتخلص منه، وقررت أن تبحث عن عمل فى ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة لتنفق على أطفالها. لم تكن «إيمان» الحالة الوحيدة التى تقرر إقامة دعوى خلع ضد زوجها لعدم الإنفاق، حيث أقامت «نجوى.إ» دعواها بمحكمة أسرة المطرية، ضد زوجها «خالد.ع»، الذى يعمل موظفا بإحدى الشركات الحكومية، تطالب فيها بخلعه، خوفاً ألا تقيم حدود الله، وهذا ما يتم ذكره فى جميع عرائض دعوى الخلع، ورغم تشابه السبب فى نص العرائض إلا أن الحقيقة والمعاناة تختلف من امرأة لأخرى، حيث أرجعت نجوى سبب إقامتها الدعوى إلى عدم تلبية زوجها متطلبات المنزل، فدخل زوجها الموظف ثابت والأسعار فى المقابل تزاد يوماً تلو الآخر، علاوة على أنه بخيل.. وبالتالى كثرة المشاكل بينهما التى وصلت إلى حد الاعتداء بالضرب عليها وتحولت حياتهما لسلسلة طويلة من المشكلات انتهت أمام محكمة الأسرة.