كان تفوق البريطاني لويس هاميلتون على أبرز منافسيه، الألماني سيبستيان فيتيل، وفوزه، أمس الأحد، بسباق الجائزة الكبرى الإسباني على مضمار كتالونيا بمدينة برشلونة، ثمرة أداء جيد للسائق وإستراتيجية مميزة من إدارة فريق مرسيدس، لكن الأمر الذي يبدو أكثر أهمية هو أن الصراع بين السائقين، ربما شكل أفضل برنامج ترويجي لسباقات فورمولا 1 هذا الموسم. واحتفل فريق مرسيدس بالفوز المثير الذي حققه سائقه البريطاني هاميلتون أمس، متفوقًا على فيتيل، سائق فيراري، في السباق الذي بدت فيه الأمور وكأنها تسير لصالح السائق الألماني. وقدم فيتيل انطلاقة هائلة، ونجح في تجاوز هاميلتون المنطلق في السباق من المركز الأول، ليجبر فريق مرسيدس على البحث عن حل سريع يستعيد به توازنه، في ظل الأداء المبهر من جانب فيراري. وقد نجح مرسيدس بالفعل، فقد اجتمعت كلمات توتو فولف، رئيس الفريق، مع عمل جماعي وإستراتيجية مميزة، وكذلك الأداء الرائع من جانب هاميلتون، وتلقيه المساعدة من زميله فالتيري بوتاس، ليتمكن هاميلتون المتوج بطلًا للعالم ثلاث مرات، من تجاوز فيتيل واستعادة موقعه في الصدارة حتى فاز بالسباق. واتفق الكثير من مراقبي منافسات فورمولا 1 أنهم شاهدوا، أمس، واحدًا من أفضل السباقات على الإطلاق في مضمار كتالونيا، وربما يكون السباق الأكثر إثارة في الموسم. ويأمل مسؤولو فورمولا 1 في اشتعال منافسة شرسة ومثيرة بين السائقين الأبرز هذا الموسم، واللذين حصلا على 7 ألقاب في بطولة العالم. وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن المنافسة بين السائقين في برشلونة، ربما كانت أفضل ترويج لمتابعة منافسات فورمولا 1 حتى نهاية الموسم. وقد كان سباق أمس صعبًا على هاميلتون، خاصةً عندما تفوق عليه فيتيل وانتزع الصدارة مبكرًا، وبات السائق البريطاني مضطرًا للكفاح لتجنب اتساع الفارق. ولم يتوقف هاميلتون عن الصياح عبر الاتصال اللاسلكي بفريقه، متسائلًا بشأن التوقف في نقطة الصيانة وتغيير الإطارات. وبعد تفكير سريع من جانب مسؤولي الفريق، توصل مرسيدس إلى الحل الذي قاد هاميلتون المتألق إلى تجاوز فيتيل في اللفة 44 من السباق، الذي تضمن 66 لفة. وربما كان مفتاح الفوز هو قرار مرسيدس بتغيير التكتيك نتيجة لفترة سيارة الأمان الافتراضية، حيث أجرى تعديلًا على خطته، ووجه هاميلتون بتغيير الإطارات قرب النهاية. وتوقف فيتيل لتغيير الإطارات في اللفة التالية، ثم فوجئ بالخروج من نقطة الصيانة إلى جانب هاميلتون، ليضيع عليه فارق ثماني ثوان، وبعدها استمرت المنافسة الشرسة بينهما قبل أن يفرض هاميلتون تفوقه في النهاية. وظل فيتيل محاطًا بمشاعر الحيرة إزاء فقدانه التقدم بفارق جيد أمام هاميلتون، قبل أن تتضح إستراتيجية فريق مرسيدس ورئيسه فولف، التي قلبت موازين السباق. كذلك، حظي هاميلتون بدعم زميله بوتاس الذي احتل الصدارة خلال مرحلة بالسباق، ونجح في تعطيل فيتيل لعدد من اللفات، وذلك بعد التوقف الأول لكل من سائقي فيراري في نقطة الصيانة.