في ظل لعبة القط والفأر بين حزب الإصلاح في اليمن، ودولة الإمارات العربية المتحدة، بعد الأخبار الكاذبة التي بثتها اللجان الإعلامية التابعة ل"إخوان اليمن"، وآخرها مزاعم بيع جزيرة سقطرى اليمنية، تزامنًا مع الخدمات التي يُقدمها "أبناء زايد"، من مساعدات إيوائية، وأعمال إنسانية، ومشروعات استثمارية. ويرصد "الفجر" في السطور التالية المواقف والشواهد التاريخية التي تؤكد تناقض إخوان اليمن، بالإضافة إلى خبثهم في التعامل مع المواقف، وتغليب مصلحتهم الشخصية على مصلحة بلادهم، كعادة باقي فروع الجماعة في الدول العربية. شارك حزب الإصلاح بكل قوة في حرب الانقلاب على مشروع الوحدة واجتياح الجنوب، بقيادة عبدالمجيد الزنداني، وعبدالله صعتر، وعبدالوهاب الديلمي، بالاشتراك مع علي عبدالله صالح، وذلك بهدف تقسيم السلطة بين الإخوان والمخلوع وقتها، ولكن استغل "الإخوان" في اجتياح الجنوب، وبعد ذلك وجه لهم صفعة قوية، وخرجوا من المعادلة السياسية. وفي بداية الوحدة رفض "الإخوان" دستور الوحدة ثم قاموا بالموافقة عليه بعد أن حققوا مكاسب سياسية بإعلان حزبهم (الإصلاح)، وبعد ذلك شاركوا في الانتخابات البرلمانية في 1993م، ومن ثم أعلنوا تحالفهم مع المؤتمر الشعبي العام. وقام الإصلاحيون، بالتزوير في عدد من الدوائر الانتخابية ليحصلوا على عدد من المقاعد التي جعلتهم يشاركوا في المجلس الرئاسي في 1993م، وكان يمثلهم عبدالمجيد الزنداني، ووقعوا على اتفاق برعاية الأردن، وتعهدوا من خلالها على تسليم القتلى الذين ارتكبوا جرائم في حق قيادات الجنوب، إلا أنهم سرعان ما انقلبوا على ذلك الوثيقة وأعلنوا بفتوى عبدالوهاب الديلمي إن أبناء الجنوب كفرة ووجّب محاربتهم وخاضوا معارك دامية اجتاحوا خلالها الجنوب بمساعدة عدد من الإرهابيين. وفي عام 2011، أعلن الجنوبيون رفضهم لتواجد حزب الإصلاح في الجنوب، وشهدت العديد من ساحات التظاهر، التي انطلقت بالتزامن مع ثورات الربيع العربي، مصادمات بين محتجين جنوبيين، وآخرين من حزب الإصلاح أتوا بهم من مختلف المحافظات الشمالية كما نشرت وسائل إعلام محلية حينها. واستمرارًا لتناقضات جماعة الإخوان في اليمن، تنظيمهم لتظاهرة في عام 2014، وذلك في تحدي صريح لعددًا من الشباب المتظاهرين الرافضين لوجود الإخوان في عدن، وكان ثمن الرفض الشعبي لتلك التظاهرة الإخوانية سقوط حسين اليافعي، أحد قادة المكونات الشبابية المنادية باستقلال الجنوب شهيدًا. وعقب سقوط "صنعاء" بيد الحوثيين وقوات صالح، فر الكثير من القيادات الإخوانية نحو تركيا، هربًا من أعمال تعذيب وحشية مارسها الحوثيون بحق بعضهم، وكان التنظيم في زوال بحسب ما اعتقد البعض، ولكن فاجئ حزب الإصلاح الجميع بعقد عملية مصالحة مع عبدالملك الحوثي، زعيم المتمردين الحوثيين في معقله بصعدة، قبل أن تبحث قيادات أخرى عملية مصالحة ثانية مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي يتهم زعماء "الإصلاح" بمحاولة اغتيال شهيرة تعرض لها في دار الرئاسة بالنهدين في العام 2012. أما الإصلاحيون، في الوقت الحاضر لم يعلنوا أي مواقف سياسية تجاه الوحدة اليمنية من عدمه.