انتشرت الشرطة وقوات الامن الباكستانية في أحياء كراتشي يوم الاربعاء لاخماد يومين من العنف في العاصمة التجارية للبلاد والذي أسفر عن سقوط 35 قتيلا. وقال مسؤولو الامن ان عدة أشخاص احتجزوا في مداهمات لاحياء شملها القتال المرتبط بتوترات عرقية ودينية تعاني منها كراتشي منذ زمن طويل.
وصرح مسؤول أمن بأن القوات أقامت نقاط تفتيش وزادت من اجراءات التفتيش المباغتة في المناطق المضطربة.
وأضاف "نشرنا جنودا في أغلب المناطق المضطربة وسنتخذ اجراءات شديدة اذا رأينا أي مشكلة... كما قمنا بعملية الليلة الماضية حيث طوقنا بعضا من المناطق المضطربة واحتجزنا بعض المشتبه بهم."
وساد الهدوء أغلب المناطق يوم الاربعاء ولكن ترددت أنباء عن العثور على ثلاث جثث في مناطق مختلفة.
ويقول مسؤولون ان أكثر من 300 شخص قتلوا في كراتشي في يوليو تموز وحده وهو واحد من أكثر الشهور دموية منذ نحو 20 عاما.
وتعهد مسؤولون باتخاذ المزيد من الاجراءات للحد من العنف.
وقال شرف الدين ميمون وهو مستشار لوزير الداخلية الاقليمي "سننفذ عملياتنا المحددة والمستهدفة في المناطق المضطربة استنادا الى تقارير المخابرات... نتمنى أن تساعد هذه الاجراءات في اعادة السلام الى المدينة."
وقال ميمون ان عدد القتلى هذا الاسبوع بلغ 35 على الاقل.
ورغم نشر مئات من الجنود لمواجهة تصاعد العنف في الشهر الماضي استمر العنف في منطقة أورنكي. ولقي نحو 100 شخص حتفهم خلال ثلاثة أيام.
وسيطرت قوات امنية على المنطقة لكن العنف امتد منذ ذلك الحين الى أجزاء اخرى من المدينة التي يسكنها أكثر من 18 مليون نسمة مما أدى الى انتقاد شديد للسلطات.
واتهم ألطف حسين وهو زعيم للحركة القومية المتحدة المهيمنة على كراتشي الحكومة من مقر اقامته في لندن بالعجز عن اتخاذ اجراء لاعادة الهدوء.
وقال حسين الذي يعيش في المنفى باختياره منذ عام 1992 "لم يتخذ اجراء بعد ضد المتورطين في العنف."
وأضاف "نظرا لموقف الحكومة وأجهزة انفاذ القانون أطلب من المواطنين أن يشتروا مواد غذائية تكفيهم لمدة شهر على الاقل حتى اذا اضطروا لبيع بعض الاشياء القيمة مقابل ذلك."
وكثيرا ما تتحول نزاعات عرقية ودينية وطائفية وخلافات سياسية الى معارك تعاني منها مناطق بأكملها في المدينة.
واستهدف متشددون مرتبطون بالقاعدة كراتشي بتفجيرات وعمليات خطف واغتيالات بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 عندما انضمت باكستان الى الحملة التي قادتها الولاياتالمتحدة على المتشددين. وهوجم الاجانب مرارا.
كما أن احزابا سياسية تستغل العصابات ومجموعات عرقية في حربها على النفوذ في المدينة التي تساهم بنحو ثلثي عائدات باكستان من الضرائب وتضم الميناء الرئيسي والبورصة والبنك المركزي.
وعلى الرغم من أن الكثير من المستثمرين معتادون على عنف الشوارع في كراتشي ومناطق اخرى فان استمرار غياب القانون يمكن أن يزيد من المخاوف. (رويترز)