يواجه هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر انتقادات حادة بسبب إصراره على تطبيق الانضباط التكتيكي خاصة في حالة الدفاع للاعبي الفراعنة قبل بطولة كأس الأمم الإفريقية 2017. ففي الوقت الذي يسير فيه منتخب مصر بخطى ثابتة بفضل كوبر بعد انتشاله من مصائب تجارب بوب برادلي وشوقي غريب المدربين السابق فإن الخواجة الأرجنتيني يتعرض لانتقادات البعض بدعوى أسلوبه الدفاعي وغياب الأداء الهجومي الجميل متجاهلين أن الدفاع المنظم من جماليات الكرة أيضًا. فلسفة كوبر في العالم فلسفة كوبر الدفاعية والاعتماد على المرتدات نجحت في بعض الأندية والمنتخبات على مستوى العالم مع إيماننا أنها قليلة لأن الغلبة في الإنجازات لأصحاب المغامرات والهجوم خير وسيلة للدفاع الذي يلجأ إليه البعض لتعويض الفوارق مع من هو أقوى. اليونان والبرتغالوإيطاليا وليستر سيتي حقق منتخب اليونان أمم أوروبا 2004 تحت قيادة العجوز الألماني أوتو ريهاجل بفضل الحصون الدفاعي التي ضمنت له تحقيق المعجزة لأنه لم يكن مرشحًا أو لديه بصيص من الأمل في البطولة من الأساس. وفاز ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي بفضل استراتيجية الإيطالي كلاوديو رانييري الدفاعية والاعتماد على مرتدات جيمي فاردي ومن خلفه رياض محرز وأوكازاكي وألبرايتون وكذلك الحال منتخب إيطاليا في مونديال 1982 وإن كان الإيطاليون هم ملوك المدرسة الدفاعية المنظمة. أما البرتغال في يورو 2016 فأيقن مدربها فرناندو سانتوس مبكرًا أن إمكانيات فريقه أقل من مقارعة الكبار فلجأ إلى تجاهل الأداء الجميل والاعتماد على الدفاع والمرتدات بقيادة كريستيانو رونالدو وناني حتى حقق الإنجاز وفاز باللقب. هل تحتاج مصر إلى معجزة؟! الواقع يؤكد أن فلسفة كوبر منتشرة في العالم وبطلها جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشستر يونايتد الإنجليزي لكن هل تحتاجها مصر في أمم إفريقيا 2017؟ منتخب مصر إذا توج بأمم الجابون لن يعد ذلك معجزة لأنه كان قد حققها بالفعل بالفوز بها 3 مرات متتالية في 2006و2008و2010 كما أن يبقى دائمًا مرشحًا دائمًا للقب حتى وهو في أضعف حالاته. مصر تمتلك حاليًا بعدما انتشالها كوبر من براثن تجارب غريب وبرادلي الأدوات التي تمكنها من مقارعة كبار القارة السمراء كتفًا بكتف ولعبة بلعبة بوجود خط أمامي مميز يضم مروان محسن ومحمد صلاح وعبد الله السعيد وكهربا وتريزيجيه مع تماسك خط الدفاع نسبيًا بوجود علي جبر وسعد سمير ومحمد عبد الشافي وأحمد فتحي ومن أمامهم محمد النني وطارق حامد. ورغ عدم حاجة مصر إلى معجزة في أمم إفريقيا بالكرة الدفاعية فإنه يجب عدم انتقاد كوبر على فلسفته طالما يكسب بها لأنه يمكن اعتبار بطولة الأمم فرصة لتطور المنتخب وزيادة صلابته وقوته وبالتالي يغير المدرب فكره وعقلية لاعبيه اعتمادًا على هذه القوة في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم ويضمن مقعد المونديال. الطبيعي في حالتنا أنه بعد غياب 3 بطولات نبحث على تطوير المستوى تدريجيًا وليس دخول البطولة بمنطق "إللي فاتح صدره". ويمكن القول إن الخلاف بين محللي الفضائيات والجماهير وكوبر يبدو في تعجلهم الأداء الهجومي المندفع – غير المطلوب حاليًا – بخلاف الخواجة الذي يرجح عقله وصبره بعيدًا عن العواطف بعد أن تحمل الانتقادات حول أسرار ضم لاعب من على الدكة للمنتخب واستبعاد آخر يلعب أساسيًا ولم يسمع لمن يده في الماء البارد!!