كتب: محمد ناصر في " الدرجات من المدرجات" نحاول تحليل وتفسير مجريات اللعب في المباراة، ونحاول تقييم جهود اللاعبين من خلال إعطائهم الدرجات من موقعنا في المدرجات في نهاية كل تحليل. في مستهل مباريات المجموعة الثالثة ببطولة الأمم الإفريقية للاعبين المحليين – الشان - ، تعادل كل من منتخبي تونسوغينيا في اولى مبارياتهما بكيجالي عاصمة رواندا، بعدما تعادلا الإثنين بنتيجة 2-2، ويمكن القول بأن المنتخب التونسي اضاع نقطتين، فيما فاز المنتخب الغيني بنقطة ثمينة من هذه المجموعة الصعبة في أولا مشاركاته بهذه البطولة، التي تضم إلى جوارهما كل من النيجر ونيجيريا. دخل المنتخب التونسي المباراة بغيابات عدة، شملت مدربه كازبرزاك، الذي لم يسافر مع المنتخب التونسي بسبب مرضه، وعوضه على العارضة الفنية المدرب التونسي حاتم ميساوي، ودخل حاتم الميساوي بتشكيلة ضمت: 1- رامي جريدي في حراسة المرمى ( الصفاقسي) في رباعي الدفاع : 17- حمزة المثلوثي ( البنزرتي) كظهير أيمن. 12- على معلول ( الصفاقسي) كظهير أيسر. 4- زياد بوغطاس ( النجم الساحلي) قلب دفاع. 21- زياد الدربالي (الصفاقسي) قلب الدفاع. ثلاثي خط الوسط: 13- كريم العوضي ( الصفاقسي) محور إرتكاز. 14- محمد أمين بن عمر ( النجم الساحلي) محور إرتكاز. 15- محمد على منصر ( الصفاقسي) جناح أيسر. ثلاثي الهجوم: 18- سعد بوجير ( الترجي) صانع ألعاب. 11- اّدم الرجايبي ( الترجي) رأس حربة . 9- أحمد العكايشي ( النجم الساحلي) رأس حربة. بطريقة لعب :4-2-1-1-2 فيما دخل المنتخب الغيني للمحليين بقيادة محمد كوني بانجورا بتشكيلة ضمت في حراسة المرمى: 16- عبد العزيز كيتا – كالوم الغيني رباعي الدفاع : 13- ألساني كامارا –كالوم الغيني-ظهير أيمن. 3- إبراهيما سوري بانجورا – حورية كوناكري- ظهير أيسر. 23- أبو بكر كامارا- كالوم – قلب دفاع. 21- إبراهيما كوندي – حورية كوناكري- قلب دفاع. رباعي الوسط: 8- إبراهيما سوري سوما- حورية كوناكري – محور إرتكاز. 6- إبراهيما سوري سانكون- حورية كوناكري – محور إرتكاز. 17- داودا كامارا- حورية كوناكري – جناح أيمن. 12- أبو بكر سيلا- كالوم- جناح أيسر. ثنائي الهجوم: 7- هابا- حورية كوناكري- رأس حربة. 15- ألساني كامارا- كالوم- رأس حربة. الشوط الأول في نقاط مختصرة: 1- اعتقد ان المنتخب الغيني نزل خائفًا من اسم المنتخب التونسي، وهو ما جعله يترك زمام المبادرة للمنتخب التونسي، الذي كان مستحوذًا للكرة واحسن انتشارًا من الناحية الهجومية. 2- كلا المنتخبين لعبا بطريقة مشابهة هي 4-4-2، حيث لعبها المنتخب الغيني صريحة، فيما كانت الخطة تتحول أحيانًا إلى 4-2-3-1 في المنتخب التونسي عندما يسقط اّدم الرجايبي لاعب الترجي التونسي إلى الجناح الأيمن بدلاً من مركز رأس الحربة الصريح، ولكن في اغلب الأحيان كان المنتخب التونسي يلعب برأسي حربة، بدون جناح أيمن، وذلك للإستفادة من صعود حمزة المثلوثي ظهير أيمن المنتخب والإستفادة من عرضياته. 3- المنتخب التونسي اعتمد على الكرات البينية Channels through half spaces بالإضافة إلى إنطلاقات حمزة المثلوثي، الذي كان بطلاً للشوط الأول بلا منازع، من خلال إنطلاقاته حيث ارسل إليه سعد بوجير كرة بينية في د4 تمكن من إرسالها عرضية خطيرة، وكاد أن يتسبب في ركلة جزاء لم يحتسبها الحكم، وتسبب في الهدف الأول عن طريق أحمد العكايشي من خلال تمريرة متقنة في د32، احرزها بالعقب بطريقة رائعة، ففي خلال هذا الشوط تمكن حمزة المثلوثي بإرسال عدد 4 عرضيات في الشوط الأول، فكان بحق مفتاحًا للمنتخب التونسي من خلال العرضيات من الجهة اليمنى. 4- اعتمد المنتخب التونسي على التأمين من العمق، لكن الغريب والمثير للدهشة، هو غياب الجبهة اليسرى عن الدور الهجومي، بل والعكس تحولها لتكون نقطة ضعف ومفتاح لهجوم المنتخب الغيني، على الرغم من تواجد أسماء وازنة في هذه الجبهة، هما محمد علي منصر، وعلي معلول، الذي كان محل إهتمام النادي الأهلي، هذا الأخير الذي اخطأ غير مرة في التمرير، والتمركز، والإندفاع الهجومي، فكان من الواضح أن السيد بانجورا المدير الفني للمنتخب الغيني يعلم الصبغة الهجومية لعلي معلول، وعمد إلى اللعب خلفه بجناح مهاري سريع هو داودا كمارا رقم 17، فمن المعروف أن الفريق يلعب بطريقة 4-4-2 وليس 3-5-2، حتى يصعد الظهيرين في وقت واحد، فدائمًا ما كنا نرى المثلوثي، ومعلول متقدمين دائمًا، تاركين خلفهم مساحات شاسعة، واعباء على محاور الإرتكاز من أجل التغطية، ومع هذا التقدم لعلي معلول، لم نر أي عرضية واحدة خطيرة من معلول، في غياب دائم؛ ويمكن تفسير ذلك هو عامل الإرهاق الذي تعرض له اللاعب، فاللاعب استهلك مع النادي الصفاقسي، والمنتخب الأول. أما محمد علي منصر، فلم نشاهده هجوميًا، ويبدو أنه استنفذ في معركة وسط الميدان. 4- الغريب أن المنتخب الغيني تفطن متأخرًا أن مفتاح لعب منتخب تونس هو حمزة المثلوثي، والتقدم الدائم للجناح الأيسر للمنتخب الغيني أبو بكر سيلا رقم 12، وعدم رجوعه مع حمزة المثلوثي عند صعوده، فكان سببًا في الهدف الأول، لكن المنتخب الغيني اعتمد على الهجمة المرتدة أو Counter Attack ، حيث اعتمد على إنطلاقة الجناحين وبالتحديد الجناح الأيسر في إرسال العرضيات إلى العمق لرأس الحربة حيث قام داودا كامرا بإرسال 3 عرضيات في الشوط الأول وحده. 5- هدف المنتخب الغيني جاء في الدقيقة 39 من خلال خطأ زياد الدربالي في تشتيت عرضية أبو بكر سيلا، وخطأ أيضًا من الظهير الأيسر على معلول في التغطية العكسية حيث وجدت اللاعب ألساني كامارا منتظرًا لها في منطقة الجزاء، حيث يشبه كثيرًا في بنيته الجسمانية الأسطورة النيجيرية راشيدي ياكيني، مع الفارق، ولكنه كما يقال Fox in the Box، نجح في إستغلال العرضية أو التمريرة. 6- المنتخب التونسي كان جيدًا في الشوط الأول، إلا أنه يعيبه شيئٌ مهم، ألا وهو " إن تمكنت من فريستك، فلا تتأخر في إلتهامها "، وهو عنوان المباراة ككل، المنتخب التونسي تأخر في إلتهام الفريسة، فبعد تحقيق الهدف في د32، تمكن المنتخب التونسي من الحصول على فرصة خطيرة، وإنفراد صريح لأحمد العكايشي كاد به أن يجهز على الخصم إلا أنه وضعها برعونة في العارضة، ربما هذه الجملة ستتضح أكثر في الشوط الثاني. 7- الحارس رامي جريدي، تألق في حراسة مرماه، فتصدى ل 3كرات على المرمى، فيما اعتمد المنتخب الغيني بجانب اللعب على الهجمة المرتدة، على اللاعب إبراهيما سوري سانكون رقم 6 في التسديدات المباغتة على المرمى.
الشوط الثاني في نقاط مختصرة: 1- كان الشوط الثاني أقل من نظيره الأول فنيًا وضعيفًا للغاية، وذلك بسبب هبوط مستوى الفريق التونسي على وجه التحديد؛ بسبب الإرهاق، واللجوء المبكر للدفاع بعد هدف أحمد العكايشي في الدقيقة 51. 2- الهدف الثاني للمنتخب التونسي كان نموذج للهجمة المرتدة، ونموذج أسوأ لكيفية التمركز من لاعبي غينيا، حيث هناك ركلة ركنية ينفذها كالمعتاد القائد إبراهيما سوري بانجورا، ويتمركز في الخلف بشكل عجيب لاعب واحد، والمنتخب التونسي يلعب بمهاجمين إثنين، قطعت الكرة، ارسلت الكرة طويلة من محمد امين بن عمر إلى العكايشي الذي كان هو و اّدم الرجايبي منفردين بالحارس. 3- تغيير تكتيكي بنزول مروان تاج – الذي تألق أمام الزمالك في الكونفيدرالية في مباراة 5-1 محل محمد علي منصر الغائب تمامًا عن اللقاء؛ وذلك لتأمين صعود وتدرج علي معلول بالكرة، حيث كنا نرى مروان تاج في بعض الأحيان يلعب كظهير أيسر في كثير من الأحيان، ويعد هذا التغيير تعبير عن رغبة المنتخب التونسي في الدفاع، وترك زمام المبادرة لغينيا من لحظة هذا التبديل. 4- الغريب أن المنتخب التونسي لاحت له فرصتان، عن طريق اّدم الرجايبي، وأحمد العكايشي، إلا أنهما اضاعا الفرصة برعونة شديدة جدًا، ولم يستفيدا من درس الشوط الأول، عندما اضاعوا فاستقبلوا هدف التعادل الأول قبيل نهاية الشوط الأول. 5- حالة من عدم التركيز للمنتخب التونسي، وتراخي في بناء الهجمة، بالإضافة إلى الإعتماد على الكرات الطويلة، التي كانت من نصيب المدافعين، ادت إلى إحكام المنتخب الغيني لسيطرته على مجريات الأمور منذ الدقيقة 65، معتمدًا على عدم تركيز الظهيرين المثلوثي الذي هبط مستواه بشدة، ولم نشاهده يصعد بكثافة كما كان في الشوط الأول، أما معلول فكان في سبات عميق. 6- هدف التعادل في الدقيقة 83 ، من ركلة ركنية توضح خطأ فادح في التمركز، كيف يلعب إثنان الكرة بينهما دون وجود لاعب تونسي يضغط عليهما، حيث تركا الإثنين في التمهيد وإرسال العرضية بأريحية شديدة للغاية، مستغلاً عامل الطول في الكرات العرضية، ليرسل اللاعب رقم 14 رأسية إلى ألساني كامار ليسجل هدف التعادل. دفع المنتخب التونسي ثمن اضاعته للفرص غاليًا، والتحدي المقبل سيكون اصعب أمام المنتخب النيجيري، ولكن الجماعية التي ظهر بها الفريق تعطي مؤشرًا جيدًا على إمكانية تصاعد مستواه بشكل تدريجي، المنتخب الغيني الذي يشكل قوامه من ناديي كالوم، وحورية كوناكري العريق، على الرغم من إنخفاض إمكانياته، والفارق بين الدوري التونسي، والغيني، إلا أنه يمتلك عناصر جيدة، وجماعية الفريق تشكل مفتاح مهم لتصعيب مهمة أي فريق سيواجهه. درجات اللاعبين: تونس: 1- رامي جريدي في حراسة المرمى ( الصفاقسي): 7 تألق في اكثر من إختبار 17- حمزة المثلوثي ( البنزرتي) : 7 تألق في الشوط الأول لكنه كان غائبًا تمامًا في الشوط الثاني، ولم يقم بمهام هجومية فالشوط الثاني 12- على معلول ( الصفاقسي): 5 كان عبئًا على الفريق، ولم يقم بالتغطية العكسية في الهدف. 4- زياد بوغطاس ( النجم الساحلي) : 6 21- زياد الدربالي (الصفاقسي) قلب الدفاع: 5.5 اخطأ في تشتيت الكرة التي تسبب منها الهدف. ثلاثي خط الوسط: 13- كريم العوضي ( الصفاقسي) : 6.5 14- محمد أمين بن عمر ( النجم الساحلي) : 7.5 صنع هدف، و كان احد اسباب تماسك العمق التونسي. 15- محمد على منصر ( الصفاقسي): 5.5 الحاضر الغائب. ثلاثي الهجوم: 18- سعد بوجير ( الترجي): 6.5 11- اّدم الرجايبي ( الترجي): 6.5 اضاع فرصة خطيرة، ولم يكن في الموعد عندما سنحت له الفرصة. 9- أحمد العكايشي ( النجم الساحلي) : 8 سجل هدفين، ولكنه اضاع مثلهما. 7- مروان تاج ( النجم الساحلي) : 6.5 . لم يتم إختبار كلاً من إيهاب المباركي، و سيف الدين الجزيري.
غينيا في حراسة المرمى: 16- عبد العزيز كيتا – كالوم الغيني: 7 تألق هو الاّخر في أكثر من مناسبة. رباعي الدفاع : 13- ألساني كامارا –كالوم الغيني :6 لم نشاهده هجوميًا، لكن كان متماسك دفاعيًا. 3- إبراهيما سوري بانجورا – حورية كوناكري:6.5 ارسل اكثر من 7 عرضيات طول المباراة. 23- أبو بكر كامارا- كالوم :6.5 21- إبراهيما كوندي – حورية كوناكري: 6 خرج مبكرًا بعد الإصابة رباعي الوسط: 8- إبراهيما سوري سوما- حورية كوناكري: 7 على الرغم من بلوغه الأربعين سنة، إلا أن كان جيدًا من حيث التمرير، ووقف هجمات الخصم من العمق 6- إبراهيما سوري سانكون- حورية كوناكري: 7 17- داودا كامارا- حورية كوناكري : 7.5 تميز بسرعته ومراوغاته، وكانت جبهته اليسرى مصدر خطورة المنتخب الغيني، وله مستقبل جيد 12- أبو بكر سيلا- كالوم: 6.5 لم يقوم بأدوراه الدفاعية بشكل جيد، ولكنه عوض ذلك بصناعة الهدف الأول ثنائي الهجوم: 7- هابا- حورية كوناكري- رأس حربة: 6.5 لم يكن خطيرًا بإستثناء كرة واحدة تصدى لها رامي جريدى ببراعة 15- ألساني كامارا- كالوم: 8.5 وهو بتلك النتيجة رجل المباراة؛ وذلك لأنه تمكن من تسجيل الفرص التي سنحت له، فعلى الرغم من أن ألساني كامارا، والعكايشي سجلا هدفين، إلا أن كامارا يستحق نصف درجة اضافية، وذلك بسبب قلة خبرته، وصغر سنه، ودقة تسديده، مقارنة بالعكايشي الذي اضاع اكثر من فرصة، رغم خبرته. 14- جيان موستي – حيفا :7 صنع هدف التعادل. 19- محمد يولا – كالوم: 6.5 كان جاهزًا عندما طلب منه النزول بديلا لإبراهيما كوندي المصاب.