إذا كنت ممن يحنون إلى الماضي، سيأخذك مباشرة شعور غريب بالفخر والاستغراب في نفس الوقت، مما كان عليه وأصبح فيه حاله الآن، إنه شارع محمد علي، الذي كان ملاذا للحالمين بالشهرة والنجومية، وسمي على اسم مؤسس مصر الحديثة، وقد قام بتخطيطه المهندس الفرنسي "هوسمان" الذي خطط شارع ريفولي في باريس، واسند إليه تخطيط "شارع محمد علي" علي نفس طراز شارع ريفولي . نبذة عن الشارع ملاذ الحالمين بالشهرة عرف شارع محمد علي بأنه قبلة لعشاق الفن والموسيقى، وانتشرت فيه عشرات المحال التجارية ، التي تعدد و تنوع نشاطها وكان نواة لتأسيس معهد الموسيقى العربية عام 1913،علمت في شارع محمد على، تحية كاريوكا ولوسى وغيرهما فن الرقص الشرقي، وجلس أغلب مطربي الفن الشعبي، ومنهم أحمد عدويه وعبد الباسط حمودة ومحمد رشدي، وغيرهم على مقاهي الشارع . وعرف شارع محمد علي بأنه قبلة لعشاق الفن والموسيقى، وانتشرت فيه عشرات المحال التجارية ، التي تعدد و تنوع نشاطها وكان نواة لتأسيس معهد الموسيقى العربية عام 1913. وعمل بالشارع كوكبة من نجوم الفن من أبرزهم: (تحية كاريوكا، ولوسى، وغيرهما فن الرقص الشرقي، وأحمد عدوية، وعبد الباسط حمودة، ومحمد رشدي، وغيرهم). قهوة "التجارة" والعصر الذهبي للفن ويتميز الشارع بقهوة "التجارة" التي شهدت العصر الذهبي لفن الطرب والموسيقى في مصر على وكانت مركزا لتجمع الفنانين والموسيقيين والمطربين وهي تقع أمام "سوق الخضار، في أول شارع محمد على وداخل القهوة حجرة كان يجلس فيها الفنانون يؤدون البروفات، كما عاش بهذا الشارع العريق، عددًا من الفانين منهم:" نعيمة عاكف، وعائلة الحلو، صالح عبد الحي وكارم محمود ومحمد عبد المطلب ومحمد الكحلاوى ومحمد العزبى وشفيق جلال وإسماعيل ياسين وغيرهم" .
سكان الشارع والصدمة من حاله حاليًا بمجرد حديثك مع أصحاب المحلات المتواجدين فيه، تشعر بصدمة غريبة من طريقة حديثهم عن ما كان عليه حال الشارع قديمًا وما أصبح عليه الآن، فبعد أن كان مدرسة للرقص والفن في العالم العربي أجمع، تحول به الحال حاليًا إلى عدد من المقاهي والمحلات التجارية. بالرغم من كآبة السيتينيات كان أفضل مكان للفنانيين في العالم العربي تجولت "الفجر" في الشارع لمعرفة آراء سكانه عن ما كان الشارع عليه وما تحول إليه حاليًا فيحكي عم عبد الغفار، الذي يبلغ من العمر 74 عامًا، عن تاريخ شارع محمد علي بأنه كان أفضل مكان يخرج منه الفنانون في العالم العربي وذلك في فترة الستينيات وذلك بالرغم من الظروف شديدة القسوة التي كانوا يعانون منها في ذلك الوقت بسبب الفقر المدقع نتيجة للحروب المتتالية. وتحامل الرجل بشدة على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدًا أن الشعب كان يعاني أشد المعاناة في ذلك التوقيت بسبب دخول عبد الناصر في حروب متتالية بداية من العدوان الثلاثي مرورًا بنكسة 67 وحتى حرب الاستنزاف. مقاهي أخرجت "إسماعيل ياسين وشكوكو" تحولت لمحلات موبايلات وأضاف أن الفنان إسماعيل ياسين، ومحمود شكوكو، وغيرهم كانوا يجلسون على أحد المقاهي الموجودة بالشارع حتى الآن والتي كانت تسمى قهوة "السلام"، وكذلك "قهوة التجارة" والتي تحولت إلى محل لديكورات المحمول وهي التي أخرجت كل فناني مصر وكذلك أرض شريف التي أخرجت العديد من فناني مصر من العالم الشعبي كأحمد عدوية وشعبان عبد الرحيم . ناس زمان وناس دلوقتي أما محمود حسن، صاحب مكتبة على أول شارع محمد علي فيرى أن تصرفات الناس زمان كانت أفضل بكثير جدًا من تصرفاتهم حاليًا، وكذلك تعاملهم أيضًا اختلف كثيرًا عن الآن، لافتًا إلى أن شارع محمد علي كان من أعرق الشوارع الفنية وأفضلها وأخرج عدد كبير من الفنانين إلا أنه تحول الآن إلى شارع تجاري وهو ما أخفى بهائه وجماله الذي كان يزينه في السابق.
أصحاب محلات العود باعوا أماكنهم ورحلوا كما أكد عم إبراهيم، صاحب محل لبيع "العود" بالشارع أنه كان يعمل في هذا الشارع منذ الستينيات إلا أن الشارع لم يعد مثل ما كان قديمًا، فلم يكن الازدحام كما هو الحال الآن، كما باع أصحاب محلات "العود" محلاتهم لتحل محلها المحلات التجارية والقهاوي. كانت تشغله نغمات "المزيكا" وحمادة البرنس، أحد العاملين في محل للديكورات بالشارع، يؤكد أن الشارع بعد أن كانت تشغله "المزيكا" وكان المكان الرئيسي لعمل فرقة موسيقية، تحول حاليًا إلى شارع موبيليا وموبايلات. الآلات الموسيقية الحديثة أثرت على سوق العود فيما اشتكى محمود، أحد العاملين بمحل للزخارف والديكورات من صعوبة سير السيارات بالشارع، ولافتًا إلى أن استحداث المحلات الغربية، قد أثر على شارع محمد علي وهو المعروف بشارع الفن، مؤكدًا أن الشارع كان يزدهر بالفن الخاص به، ثم "انشغل الناس دلوقيت بالقرش ولقمة العيش غطى على الفن والفنانين وكان بييجي هنا عدد من الفنانين منهم فريد شوقي ومحمود المليجي". نظرة من المسؤولين أنهينا جولتنا.. بالشارع ولكن يظل السؤال الهام هل يمكن لمسؤولي الأحياء الاهتمام بهذه الأماكن التي تحكي عن تراثنا الأدبي والفني؟ وكذلك استغلالها كمزار أثري وسياحي.. يعلم أبناءنا من بعدنا كيف كان أجدادنا يبدعون.