تتجه أنظار العالم بعد أيام إلى أسبانيا لمتابعة كلاسيكو الأرض بين ريال مدريدوبرشلونة بالليجا الأسبانية، ضمن منافسات الجولة الثانية عشر من الدوري الإسباني لكرة القدم. يحمل هذا الكلاسيكو طابعاً خاصاً بسبب العداء الشديد بين جمهور الفريقين الذي يصاحبه قبل وعقب كل مباراة في أي بطولة سواء كانت محلية أو قارية.
هناك 3 أسباب كانت سبباً في إشعال فتيل التعصب بين الفريقين وسيلقي الفجر الرياضي الضوء على هذه الأسباب.
1 - السياسة تشعل فتيل التعصب بين الناديين : في بدايات الثلاثينات من القرن الماضي، كانت مدينة برشلونة رمزاً للهوية الكتالونية بخلاف العاصمة مدريد والتي كانت رمزاً للحكم الديمقراطي أولاً، ثم الحكم الشيوعي، وفي 18 يوليو 1936 قام الجنرال الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو بانقلاب عسكري ضد الجمهورية الإسبانية الثانية والتي كانت تحت حكم الجبهة الشعبية، وكانت تتكون من الديمقراطيين والاشتراكيين، مما أدى إلى نشوب الحرب الأهلية الإسبانية بين الجمهوريين (مدينة برشلونة)، و القوميين (مدينة مدريد تحت قيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو)، وكان من نتائج تلك الحرب الأهلية ، اعتقال جوسب سونال عضو اليسار الجمهوري لإقليم كتالونيا وإعدامه من دون محاكمة من قبل قوات فرانسيسكو فرانكو.
خلال تلك الفترة اكتسب نادي برشلونة شعار ( أكثر من مجرد نادي ) بسبب احتضانه للقومية الكتالونية وتمثيله لإقليم كتالونيا في وقت لم يسمح فيه الديكتاتوريون مثل ميجيل بريمو دي ريفيرا وفرانسيسكو فرانكو بأية هوية أخرى سوى الهوية الأسبانية، وعلى الرغم من ذلك،كان يتم منح نادي برشلونة المساعدات من قبل حكومة فرانسيسكو فرانكو بسبب العلاقة الجيدة بينه وبين إدارة نادي برشلونة، فبالنسبة للشعب الكتالوني ، نادي ريال مدريد يعتبر نادي المؤسسة على الرغم من أن رؤساء الناديين مثل جوسب سونال رئيس نادي برشلونة ورافائيل سانشيز جويرا قد عانوا الأمرين على يد أنصار فرانسيسكو فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية.
2 - مباراة ال 11 / 1 : في عام 1943 تحت حكم الديكتاتور فرانكو باهاموندي والمعروف بقمعه لشعب كتالونيا، واجه برشلونة غريمه ريال مدريد في الدور نصف النهائي من بطولة كأس الملك، وانتهت مباراة الذهاب على ملعب برشلونة كامب دي ليز بفوز برشلونة بثلاثية نظيفة، وقبل مباراة الإياب في مدريد، لم يتم الترحيب بنادي برشلونة وتم توجيه رسالة له مفاداها "لا تنسوا أن سخاء النظام الذي تغاضي عن نقص الوطنية عندكم هو السبب الوحيد وراء بقائكم للعب".
تحت هذا التهديد ، وخلال نصف ساعة فقط كان ريال مدريد متفوقًا بثلاثة أهداف بينما كان برشلونة يلعب بعشرة لاعبين فقط، وأكمل الفريق الملكي إذلاله لبرشلونة قبل نصف الوقت بزيادة الأهداف في الدقيقة 33، 35، 39، 43 و 49 لينتهي الشوط الأول بتقدم الريال بثمانية أهداف، وفي الشوط الثاني ، تردد لاعبو برشلونة في الخروج ولكنهم بدلوا رأيهم ليكملوا المباراة التي سيطر فيها ريال مدريد على الشوط الثاني وأضاف فيه ثلاثة أهداف أخرى ، بينما أحرز النادي الكتالوني هدفًا وحيدًا لحفظ ماء الوجه ليفوز ريال مدريد بالمباراة بنتيجة 11-1.
3 - دي ستيفانو أسطورة ريال مدريد : دي ستيفانو أسطورة النادي الملكي كان سبباً في العداء بين الفريقين خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي بعد ظهوره بمستوى مميز مع نادي ديبورتيفو لوس ميلوناريوس الكولومبي ليبدي سانتياجو بيرنابيو رئيس نادي ريال مدريد إعجابه باللاعب الرائع.
كان دي ستيفانو يمتلك عقدين الأول مع ناديه الكولومبي نادي ديبورتيفو لوس ميلوناريوس والذي يبدأ في أغسطس 1949 حتى ال31 ديسمبر 1954 والثاني مع ريفربليت يبدأ من 1 يناير 1955.
وقّع برشلونة مع اللاعب عن طريق نادي ريفر بليت، بينما وقّع ريال مدريد مع اللاعب أيضًا عن طريق العقد الذي يربطه بنادي ديبورتيفو لوس ميلوناريوس فأصبح كلا الناديين يملكون عقداً صحيحاً مع ألفريدو دي ستيفانو.
رفض الاتحاد الأسباني عقد نادي برشلونة مع ألفريدو دي ستيفانو بحجة أن نادي ديبورتيفو لوس ميلوناريوس الكولومبي يملك حق التصرف باللاعب حتى نهاية 1954، واستغل الريال رفض الاتحاد الإسباني لطريقة تعاقد برشلونة مع دي ستيفانو وقاموا بالتعاقد مع اللاعب من فريقه نادي ديبورتيفو لوس ميلوناريوس.
بسبب العقدين الذي يمتلكهم دي ستيفانو ، رفض الاتحاد الإسباني لكرة القدم استخراج تصريح عمله له حتى يتم حل هذا الخلاف، وهو ما جعل الفيفا يُعيّن أرماندو مونوز كاليرو رئيس الإتحاد الإسباني السابق الذى اتخذ قراراً بأن يلعب دي ستيفانو مع ريال مدريد موسمي 53 -54 و 55 - 56 ، كما يلعب ل برشلونة في عامي 54 - 55 و 56 - 57 ، وبعد ذلك يُقرِّر الناديين ما سيحدث بمُستقبل اللاعب.
في بادئ الأمر، وافق ريال مدريد ونادي برشلونة على هذا القرار، فقام ريال مدريد بدوره بعدما قدّم رخصة دي ستيفانو للاتحاد الإسباني من أجل تسجيله بشكل رسمي إلا أن اللجنة المُختصة أصرت بأنها لن تسمح بتسجيل اللاعب مع برشلونة إلا في حالة دفع تعويضات اقتصادية لريال مدريد، ووافق الريال على أن يدفع برشلونة مبلغ 4.400.000 بيزيتا إسبانية كتعويض لكن نادي برشلونة تنازل رسمياً عن عقد اللاعب في يوم 25 أكتوبر من عام 1953 ليصبح اللاعب ملكاً لنادي ريال مدريد.
وفي اليوم الذي تلاه و تحديداً في 26 أكتوبر من عام 1953 واجه ريال مدريدبرشلونة في ملعب تشامارتن وفاز عليه بخماسية نظيفة ، وكان دي ستيفانو قد سجّل هدفين في المُباراة، لتستمر نجاحاته و يفوز بخمس بطولات دوري أبطال أوروبا.