قالت جيهان السادات، زوجة الرئيس الأسبق أنور السادات، إن بعض الشباب الأن بحاجة إلى معرفة دور زوجها في مصر، موضحة أن اعادة طبع كتابين نادرين بخط الرئيس السادات بعنوان "أسرار الثورة" و "يا ولدي هذا عمك جمال"، أمرا جعلها سعيدة للغاية. وأوضحت، في حوارها ببرنامج "معكم"، الذي تقدمه الإعلامي منى الشاذلي، على فضائية "سي بي سي"، أن الكتاب الأول يحكي فيه السادات عن الثورة، ومقابله مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وكيف رتب رجال الثورة أمورهم السياسية بقيادة عبد الناصر، مشيرة إلى أن أسرة السادات تحب عبد الناصر بدرجة لا يتخيلها أحد.
وتابعت أن عبد الناصر كان يأتي إليهم ويتناول العشاء، وكان يرتاح في منزلهم، وأولادها يفرحوا به، وتربوا على احترام وحب عبد الناصر، قائلة إن حبهم لعبد الناصر موجود حتى يومنا هذا، ولكن الناصريين لا يحبونهم، ولا تعلم السبب.
وأكدت أن كل رئيس يكون حوله أحداث وتغيرات، ويجب أن يأخذ خط متغير، وليس معنى ذلك أنه ليس مؤمنا بعبد الناصر أو تاريخه، وأن السادات فرح بولدها جمال بشدة، وأنها عاشت في أمريكا فترة، وكانت تسير في الشارع هناك ووجدت بالونات أمام بيت امريكي بمناسبة ولادة ذكر.
وشددت على ان اسم العائلة يستمر مع الولد، على عكس الفتاة، ولهذا فرح كل أب بالذكر، وأن السادات كان يقول (نفسي يجي اليوم اللي يدخل جمال ابني ويفتح الدولاب ويلبس كرافتة من اللي بلبسها)، قائلة إن السادات لم يقدر على الفرحة بابنه جيدا بسبب الظروف في ذلك الوقت، سواء السياسية او الحروب.
وصرحت زوجة الرئيس الراحل بأن :"قبل أن أرى أنور السادات، كانت ابنة عمتي متزوجة من ضابط طيار، وكان هناك أجازة المدرسة وسافرت إلى السويس، وذهبت لهم، وكان زوج عمتي يتحدث عن السادات، وأبهرت به، لأنه كان يحب بلده، وأيامها كنا مستعمرين من الإنجليز، وكان هذا امرا يؤرقه نفسيا، وهذا ما شدني له، كما أنه أسى في شبابه بدرجة لا يتخيلها أحد".
وكشفت عن أن والدتها لم تكن موافقة على السادات كزوجا لها، وأنها هوجمت كثيرا بعد وفاة زوجها، وأن استشهاده كانت اكبر صدمة لها في حياتها، مضيفة أنها كانت عادة ما تشترى ملابسها من سوق الجملة في مدن اوروبا حينما كانت تسافر للخارج على عكس ما كان يردد البعض انها كانت تشترى الملابس من أرقى المحلات والماركات.
وشددت على أنها كانت تشترى القماش وتذهب به الى خياطة مشهورة في القاهرة لتفصيل ملابسها , وأن السادات كان يحرص على الذهاب معها عند الخياطة ويبدى ملاحظاته على الملابس، موضحة أن الرئيس الراحل ايضا كان يفصل بدله ولا يشترى من الماركات العالمية، واعتادت هي وزوجها ان يفصلا بدله أو فستان واحد كل عام.
وسردت جيهان السادات رد فعلها بعدما فاجئها الرئيس الأمريكي جيمي بطلب للرقص معه، ولم تستطيع الرفض لأنها محرجة، كما قام كارتر بتقبيلها أثناء وداعهم في المطار ورحيلهم عن الولاياتالمتحدة وبصحبتها الرئيس السادات، قائلة :"دى عادات وتقاليد الاجانب، ومكنش ممكن اننى اصده، لأنهم يعتبرون هذا تقدير وترحاب".
وصرحت بأنها لم تتقاضى معاش السادات كضابط في القوات المسلحة لأكثر من 15 عاما، لأنه لم يرسل لها أحد شيئا، ولم يكن من المعقول أن تذهب هي وتطلب المعاش، قائلة :" زوج ابنتى كان يعزم نفسه على الغذاء عندنا ويحضر الطعام معه حتى لا يحرجنا ".
وأوضحت :"عندما كنت أدرس في جامعة القاهرة رفضت ان أخذ مرتبي، ولا أريد فائدة سوى خدمة بلدي، وهذا كان تقديري الذي أحس به، والسادات كان فلاح، ولم ينسى جذوره أبدا، ولا يسمح بزوجته أن تتدخل في حياته، وهذا كان اتفاقنا من يوم زواجنا".
