نور الشريف تكمن موهبته المدهشة على منح من يراه شعورًا جميلا مصحوباً بالألفة والمودة. لقد استطاع الفنان الكبير نور الشريف أن يعبر عن الحالة الفلسفية التي تغلف أعمال صاحب نوبل الفنان الكبير نجيب محفوظ بقدرة فنية غير عادية، تكمن في موهبته على بث الروح الفنية في شخصية عاشور الناجي من خلال مسلسل السيرة العاشورية أيضًا جسد شخصية الفتوة واستطاع أن يعطيها حقها الكامل من القوة والكبرياء. وقدم لنا الحرافيش بمستوى فني أعلى من ذي قبل، وبمهارة فنية مدهشة. مثلَ أيضًا شخصية شظا وبكر سماحة المأخوذ من إحدى قصص الحرافيش. جسد أيضًا دور كمال عبد الجواد في فيلم قصر الشوق الذي ما أن تراه حتى تشعر بأنه فعلا شخصًا عاديًا من أبناء الطبقة المتوسطة والبروليتاريا الرثة. أيضًا قدم الفنان الشريف شخصية عم كامل في الجزء الثاني من الثلاثية. هو أيضا إسماعيل الشيخ أحد أهم الشخصيات التي قدمها نور الشريف، في فيلم "الكرنك" أول فيلم يستعرض مساوئ الحقبة الناصرية. ومن من خلال رواية "السراب" والتي تحولت لفيلم حمل نفس الاسم، لينتقل من كمال إلى كامل ذلك الشاب الثري الخجول، الذي تؤدي تربيته الناعمة في حضن أمه، إلى ضعف شخصيته وفشله في التعليم وفي الزواج. بعد ذلك يقدم لنا بطل السكرية بوصفه كهلا تجاوز الأربعين من عمره على الرغم من أنه في الحقيقة لم يتجاوز السادسة والعشرين، وذلك أكبر دليل على القدرة الرهيبة في الإبداع والتمثيل. نهاية لقد كان للشريف نصيب الأسد في أعمال محفوظ التي تم تحويلها لأعمال سينمائية؛ حيث قدم الشريف تسعة أعمال مأخوذة عن أعمال لمحفوظ. قصر الشوق، السكرية، السراب، الكرنك، الحرافيش، الشيطان يعظ،، أصدقاء الشيطان، قلب الليل. نور الشريف ونجيب محفوظ معجزتان سوف يخلدهما ما قدماه من أعمال فنية في حياة لا يعرف الموت.