طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بضرورة توفير حماية دولية حقيقية للشعب الفلسطيني. وقال العربي في كلمته مساء اليوم الأربعاء أمام اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية على المستوى الوزاري برئاسة مصر وحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبومازن"، " لا اقصد هنا الحماية المحدودة التي "المفروض" أن يباشرها الصليب الأحمر ولكن المطلوب هو حماية دولية حقيقية يصدر بها قرار من مجلس الأمن وتكون لها آليات للإشراف على احترامها". وأضاف العربي أن اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية على المستوى الوزاري ينعقد اليوم، لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية والوضع الخطير والمتدهور الذي تشهده الأراضي المحتلة في ضوء تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمواطنين الفلسطينيين التي كان آخرها الجريمة الوحشية التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون، وحرق أسرة فلسطينية آمنة في منزلها، أسفرت حتى الآن عن مقتل رضيع وإصابة شقيقه ووالديه الذين لا تزال حياتهم مهددة، ولابد هنا أن تتحرك المجموعة العربية بطرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن حول الجرائم الإرهابية للمجموعات الاستيطانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والعمل على أن يقوم المجلس بتحمل مسئولياته لوقف الاستيطان. وتابع العربي: إن المشهد السياسي الماثل أمامنا في منطقة الشرق الأوسط، والذي يسوده التوتر الشديد والأزمات والاضطرابات المتلاحقة، وانسداد الأفق لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمات، يؤكد مجددا على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية ومفتاح الأمن والسلم في المنطقة، وأن العمل على إيجاد حل عاجل ودائم لها، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية، سيكون مدخلا رئيسيا لتخفيف حدة التوتر والوصول الى تحقيق السلم والاستقرار في المنطقة،ولا يجب أن يغيب عن البال أن إسرائيل هى آخر معاقل الاحتلال والعنصرية والابارتايد في القرن الحادي والعشرين". ولفت العربي الى أن تجربة مسارات السلام السابقة بمختلف مسمياتها، التي سادت طوال العقد الماضي، تؤكد على ضرورة إيجاد مقاربة جديدة تقوم على أساس مرجعية واضحة وآلية تنفيذية فاعلة لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق آلية زمنية محددة ، وإذا تعذر الحصول على المطلوب من مجلس الأمن ولابد من الاستفادة من الزخم الدولي الداعم لقضية فلسطين العادلة وطرق جميع الأبواب المتاحة بما في ذلك العمل على المستوى الدولي ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته والالتجاء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث المأزق الحالي وتحريك الموقف، وهذا يتطلب تعديل المنهجية المتبعة في الماضي وإقرار توجه جديد يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية التي تشكل الإطار السياسي والقانوني الدولي لحل قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، في إطارسقف زمني يحدد إنهاء عملية التفاوض القائمة على التوافق الدولي على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطين على خطوط 4 يونيو1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وأعرب الامين العام للجامعة العربية عن بالغ القلق إزاء الأوضاع المالية المتردية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الأونروا"، الأمر الذي يهدد قدرتها على الاستمرار بالاضطلاع بمسئولياتها وتقديم خدماتها مما يشكل كارثة جديدة ومحنة عميقة للاجئين الفلسطينيين وعبئاً كبيراً ومضاعفا على عاتق الدول المضيفة، وفي هذا الإطار، أدعو الدول العربية القادرة وجميع دول العالم إلى الوفاء بالتزاماتها المالية وتقديم الدعم الفوري اللازم للأونروا. وتابع العربي: نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، في زمن أرسى فيه العالم قواعد النظام الدولي المعاصر الذي يطبق على جميع الدول ولكننا مع الأسف الشديد نجد ان هذا النظام لا يسرى على إسرائيل التي تباشر سياساتها العدوانية، كما لو كانت فوق القانون، وما تقوم به إسرائيل من انتهاكات صارخة للقواعد يمثل تهديداً مباشراً للنظام الدولي المعاصر برمته وليس فقط للشعب الفلسطيني والشعوب العربية، كما أن هناك تأييدا دوليا متزايدا لحقوق الشعب الفلسطيني في نيل استقلاله الوطني وممارسة سيادته، وعلينا جميعا مسؤولية تحريك المجتمع الدولي في هذا الاتجاه".