مشاهد إحتفالية مختلفة لشهر رمضان المُبارك على مقاهي المحروسة وبخاصة الموجود منها في منطقة الحسين، وهي المنطقة التي تتمتع بأجواء خاصة خلال هذا الشهر الفضيل، حيث تزينت جميع المقاهي لاستقبال الزوار من المصريين والعرب والأجانب الذين يحضرون بمناسبة الاحتفال بشهر رمضان. وتجولت "الفجر" بمقاهي الحسين بعد الافطار لاستقصاء آراء عدد من أصحاب المقاهي والعاملين بها، بالإضافة إلى زوارها عن الأجواء عليها في شهر رمضان. البداية كانت مع المقاهي الموجودة أمام مسجد الحسين، فبعد أن تطيء قدمك هذا المكان تجد العاملين بالمقاهي يسرعون إليك لتقديم قوائم الطلبات والمشروبات وعرضها عليك بأرخص الأسعار، ليتنافسوا معاً على الأسعار التي يقدمونها، ويفوز أي منهم ب"الزبون"، فينادي أحدهم "قهوة شاي .. والأسعار عربية"، "اتفضل اقعد والأسعار مش غالية"، "شاي .. قهوة ..شيشا". ويقول أبو هادي، صاحب احدى المقاهي، إن التجهيزات في المقاهي خلال أيام شهر رمضان تختلف عن الأيام العادية، موضحاً أن العمل بها يبدأ من الفترة التي تلي صلاة العصر وحتى موعد الفجر. وأضاف أبو هادي، أن اقبال المواطنين على المقاهي يزيد بعد الانتهاء من صلاة التراويح، في العاشرة مساءً وحتى موعد السحور الذي يبدأ الاعداد له في الواحدة صباحاً، لافتاً إلى أن أغلب الزبائن يكونوا من زوار مسجد الحسين، فيأتون له للتمتع بنفحات الإيمان حيث صلاة التراويح وحلقات الذكر، وبعد الانتهاء منها يستكملون يومهم يالجلوس على المقاهي حتى موعد أذان الفجر . وعن المشروبات الأكثر طلباً في رمضان، قال إن الإقبال يكون أكثر على بعض المشروبات التي يقال عنها أنها رمضانية مثل العناب والتمر، بالإضافة إلى السحلب والشيشة، التي أكد أنه لا غناً عنها بالنسبة لبعض الشباب الذين يعوضون صيامهم عنها طوال النهار في المساء . أما عن أجواء شهر رمضان على المقاهي واختلافها عن السنوات الماضية، فأكد أن شهر رمضان الآن يختلف كثيراً عن السنوات الماضية، قائلاً: "رمضان زمان كنا بنشتغل بعد الفطار بس .. دلوقتي شغالين طول اليوم زي الأيام العادية .. والزباين هما هما". ومن جانبه قال الحاج عادل، الذي يعمل بأحد المقاهي منذ أكثر من ثلاثين عاماً، أن الزائرين الذين يجلسون على المقاهي في شهر رمضان يكونوا من جميع أنحاء الجمهورية ومن جميع الفئات، لافتاً أن شكل زبون شهر رمضان يختلف عن الأيام العادية التي في الغالب يكون الزبائن فيها من الأجانب والعرب. وأضاف أن المشروبات التي يقدمونها في المقهى لم تختلف عن مشروبات الأيام العادية، بالإضافة إلى أن الإقبال على طلب الشيشه لم يختلف أيضاً، مستكملاً أنهم يبدأون العمل في الفترة بعد الافطار حتى الفجر. وعن البرامج التي يقدمونها في هر رمضان، أوضح أن بعض الفرق الموسيقية تجلس على المقهى لتعزف للزبائن الموسيقى ويغنون أغاني أم كلثوم وعبدالوهاب، لافتاً إلى أن هذه الأجواء يحبها كثيراً الزبائن ويجلسون لأطول فترة ممكنه على المقهى من أجلها، مضيفاً: "الناس بتتفشخر". وعن رمضان زمان، فقال: "رمضان زمان كان رمضان .. والناس كانت مبسوطة ومعاها فلوس .. دلوقتى الغلا بئا مشكلة والناس مش معاها فلوس". ومن ناحية أخرى كان لنا حديث أيضاً مع زبائن المقاهي الذين أصروا على الجلوس على المقاهي والتمتع بالأجواء الرمضانية على الرغم من ارتفاع الأسعار. فقالت أم عُمر، التي كانت تجلس هي وابنها ووالدتها على احد المقاهي، إنها تأتي مرة واحدة خلال شهر رمضان لتستمتع بالأجواء الرمضانية خاصة ووجود المكان بجانب مسجد الحُسين، وأنها تفطر هي والعائلة هناك. وعبرت عن استيائها بسبب ارتفاع أسعار المشروبات على المقاهي، عن السنوات الماضية، قائلة: "الأسعار غالية .. وأصحاب المقاهي بيعاملوا المصري زي السياح .. ودي كارثة.. أنا بأطلب الشاي والحاجة الساقعة لأنهم الأرخص". وأضافت: "الأسر تتجمع في شهر رمضان للتغيير وخاصة أننا في فصل الصيف وبنستمتع بشرب العصائر.. والشباب ينطلقوا". واستكملت بأن أجواء شهر رمضان تشعر بها في هذا المكان كثيراً وأن أفضل ما يميزه هو ازدحامه الذي يشعرها بأجوء رمضان. وعلى مقهاً آخر وجدنا أسرة أخرى، حيث كانت تجلس سيدة بسيطة ترتدي العباءة المصرية وكان يجلس معها أبنائها بأعمار سنية مختلفة، فعبروا جميعهم عن سعادتهم بالأجواء الموجودة وازدحام المكان بالمصريين الذين جاءوا أيضاً للاحتفال بشهر رمضان. وقالت السيدة أنها طلبت لأبنائها المشروبات العادية مثل الشاي والحاجة الساقعة نظراً لارتفاع أسعار المشروبات، مشيرة إلى أنها أحبت الجلوس على المقهى خاصة وأنها لأول مرة ولكن الأسعار مرتفعة.