وصفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية محمد بن نايف، وزير الداخلية السعودي الذي تم تعيينه اليوم الأربعاء ولياً للعهد، بأنه "بطل" المعركة ضد تنظيم القاعدة الذي ساعد على إضعاف التنظيم في المملكة، وهو الأمر الذي جعله هدفًا لهجوم انتحاري نجا منه. ويصبح الأمير محمد بن نايف بذلك الرجل الثاني في المملكة العربية السعودية، خلف عمه الملك سلمان. ويؤكد تعيين الأمير محمد صعود الأمراء من الجيل الثاني – أحفاد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة السعودية – في ترتيب الخلافة. وجاء تعيين الأمير محمد بن نايف (55 عامًا) ولياً للعهد ليحل محل الأمير مقرن (69 عامًا)، ويجمع بذلك بين مهام منصب وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء. وقد تربى الأمير محمد في ظل والده الأمير نايف الذي تُوفي في عام 2012 بعد توليه وزارة الداخلية لمدة 37 عامًا. وورث الأمير محمد وزارة الداخلية في نوفمبر 2012، ليصبح أصغر أبناء جيله يحصل على مثل هذا المنصب رفيع المستوى. وشملت مسيرة الأمير محمد تدريبًا متخصصًا في مكافحة الإرهاب تقدمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي اي ايه)، وأنهى هذا التدريب في مدرسة الاستخبارات المحلية في الطائف. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الأمير محمد بن نايف تلقى تعليمه الأساسي في جامعة أمريكية وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية. وتولى أول منصب رسمي في عام 1999 عند اختياره مساعدًا لوزير الداخلية، وقاد حينها المطاردة التي لا هوادة فيها ضد الجهاديين في تنظيم القاعدة داخل المملكة. وكان تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن قد شن ما بين عامي 2003- 2006 حملة هجمات دموية في السعودية ضد رموز النظام والمنشآت العسكرية والنفطية والوافدين من الدول الغربية. ولكن، تم تحييد القاعدة على نطاق واسع بفضل عمل أجهزة محمد بن نايف. ولجأ الناجون من هذه المعركة إلى اليمن، حيث اندمجوا مع الفرع المحلي للتنظيم لإنشاء القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي لا تزال نشطة للغاية في اليمن. وشددت "ليبراسيون" على أن الأمير محمد نجح خلال هذه الفترة في "بناء شبكة قوية لمحاربة تنظيم القاعدة داخلياً وإقليمياً مع مكاتب في سفارات بلاده".