بالتأكيد تابعت عزيزى القارى، كلاسيكو الأرض بين برشلونة و ريال مدريد، ليلة أمس الاحد، و الذى إنتهى بفوز العملاق الكتالونى بهدفين لهدف، وهى المباراة التى خرجت بشكل مبهر من ناحية التنظيم و الاستعداد الرائع، بجانب المستوى الفنى لكلا الفريقين. فكرنا فى بادىء الامر فى عقد مقارنة بين الكلاسيكو الإسبانى و مباراة الديربى بين الاهلى و الزمالك، لكننا وجدنا انه لا يوجد مقارنة ، ليس تقليلًا من الكرة المصرية او من حجم القطبين وجماهيرهما، لكن قد يكون لاننا مازال ينقصنا الكثير لنصل لهذا المستوى و لتخرج مباراة "القمة " بهذا الشكل الرائع . دعنا نستعرض الأمر بشكل أخر، وهى مستحيلات الكرة المصرية التى لم ولن تراها فى "الكلاسيكو الإسبانى" : سوء تأمين واشتباكات مع رجال الامن لم يشهد الكلاسيكو الإسبانى أى اشتباكات بين رجال الامن و الجماهير، أدت الى اصابات او سقوط قتلى كما هو معتاد سماعه فى مباريات الدورى المصرى، و التى كان أخرها مباراة الدفاع الجوى التى راح ضحيتها أكثر من 20 مشجع الامر الذى ادى الى ايقاف النشاط الرياضى. وكان هناك تنظيم رائع أثناء دخول الجماهير وخروجها من الملعب ، لتمر المباراة بشكل رائع دون أى ازمات وكان المشكلة الوحيدة هى تذاكر "السوق السوداء" و التى حرمت عدد من المشجعين من الدخول. أرضية ملعب سيئة و إستاد غير مؤهل لإستقبال الجماهير على عكس مانراه كثير من الملاعب المصرية من سوء الأرضية التى يشكو منها لاعبين كثيرين، وعدم جاهزية الإستاد لإستقبال جماهير، ظهر ملعب "الكامب نو" الذى أقيمت عليه المباراة أمس فى أروع صوره، مزينا باعلام الناديين. الكامب نو هو أروع ملاعب إسبانيا و الذى يطلق عليه "الجوهرة" حيث يتسع لأكثر من 99 ألف مشجع. ورغم إمتلاك مصر العديد من الملاعب الا ان هناك شكوى دائمة من سوء الارضية مثل ملعب الجونة، او عدم الجاهزية دائمًا بسبب الاصلاحات مثل ستاد القاهرة، أوعدم قدرتها على إستضافة مباراة كبرى مثل ستاد المقاولون او الكلية الحربية. الإخراج السىء بالطبع لم تشاهد مخرج "الكلاسيكو الإسبانى" يسلط الكاميرا لفترة طويلة على القمر أو يترك احداث المباراة ليركز على أطفال أو فتيات فى المدرجات لأكثر من مرة أثناء كرة خطيرة، وهو الامر الذى إعتاد عليه متابعى الكرة المصرية اذا ان المخرج يقرر ترك هجمة مهمة ليعيد لقطات غير هامة للمشاهد أو يبحث عن أقاربه فى المدرجات لتسليط الصورة عليهم، وهو ما لن تراه فى اى دولة أوروبية أو عربية. التعليق الرياضى "الغير مثالى" يعتبر "التعليق الرياضى" فنًا مثل الفنوان الاخرى، ففى العام الماضى أجرت إحدى الصحف إستطلاعًا للرأى بشأن التعليق الرياضى فى مصر، و الذى أظهر أن نسبة كبيرة من المعلقين لا يتميزون بالتعليق المثالى الذى يتسم بالحيادية وانتقاء الالفاظ و الالتزام بالتعليق على احداث اللقاء فقط دون الخوض فى "حكاوى" أخرى، اذ ان المعلق الرياضى فى مصر يتفرغ لحكايات بعيدة عن احداث اللقاء، عكس إسبانيا أو إنجلترا، التى يتفرغ فيها المعلق لتحليل اللقاء فنيًا و التعليق عليه.
الإستوديو التحليلى ستوديو بى أن سبورت التحليلى الكبير، الذى يبث مباشرة من داخل ملعب الكامب نو، بالتاكيد مظهر رائع ويتمنى متابعى الكرة المصرية ان يكون فى المستقبل ستوديوهات مباشرة وحية من ملاعب المباريات بدلا من ستوديوهات قناة النيل الرياضة الضعيفة .
نيمار يشتبك مع مدربه بعد تبديله لم نرى اى من لاعبى برشلونة او ريال مدريد، يعترضون على تبديلهم خلال المباراة، وهو المشهد الذى إعتدنا رؤيته فى الملاعب المصرية، اذ ان اللاعب يغضب و يرفض مصافحة مدربه اذا تم تبديله اثناء اللقاء ويخرج عقب المباراة ليؤكد انه كان يستحق ان يكملها لأخرها وانه غضب لخروجه قبل تقديمه كل ما لديه.