ليلة سوداء عاشها المصريين، مساء أمس، أكاد أجذم أنهم لعنوا فيها الثورة مليون ألف مرة، بعدما صدمهم الإعلام المصري بإطلالتين باهتتين لكلاً من رجل الأعمال أحمد عز، والذى اتهم بإفساد الحياة السياسية فى أخر 5 أعوام من حكم "مبارك"، والفنانة الاستعراضية سما المصرى، والتى أعلنت لجنة الانتخابات قبول أوراقها رسمياً للترشح، بعدما ظهرا هما الاثنين بفجاجتهما الفاسدة الأولى فى السياسة والثانية فى الأخلاق على المليء وأمام أعين الجميع. لم نتوقع جميعاً أن يصل حالنا بعد أربع سنوات من ثورة 25 يناير أن يجلس الشعب أمام شاشات التلفزيون يشاهدون حوار مطولاً مع ملك الحديد أحمد عز، عبر برنامج الإعلامي خالد صلاح، يشرح ويوضح فيه كيف كان رجلاً وطنيا رفض المال الفاسد من أجل المواطن "الكحيان" وأن ما قام به شيء سيظل يفتخر به لأنه لم يفعل شيئاً يندم عليه فى عهد النظام السابق.
ولم نتوقع أن يفاجئنا الإعلامي وائل الإبراشى بسهرة ساخنة و"سافلة" بمعنى الكلمة مع سما المصري، والتى أعلنت نقابة الموسيقيين شطب عضويتها ومقاضاتها على الهواء لانتحال شخصية فنانة وهى غير مقيده بكشوف أعضائها.
سما أعلنتها صراحة أنها راقصة من الدرجة الأولى، وتجيد الرقص على واحدة ونص، وعلى من شاهد كليباتها فقط أن يدعمها فى الانتخابات البرلمانية، دون أن تكشف تفاصيل برنامجها الانتخابي او حتى تكشف عن الأهداف التى تريد أن تحققها بعد دخولها البرلمان، والشئ الوحيد الذى كشفت عنه هو انحدار مستواها الأخلاقي من أجل الشهرة فقط.
يبدوا أن بعد مرور 4 أعوام من الثورة نسي أو تناسى "عز" أنه المسئول الأول عن تدهور الأوضاع فى مصر، وتناست سما المصري أن سبب شهرتها كان خبر مفبرك عنها من صحفى معدوم الضمير حصل على "قرشين" من أجل الترويج لأول أفلامها "على واحدة ونص" وأدعي كذباً ان هناك حروب على فيلمها من الصحفيين والإعلاميين لسخريتها منهم داخل فيلمها.
لم ننسى أن سما المصري شهرتها زادت الضعفين من خلال البرلمان "المنحل" فى عهد المعزول محمد مرسي، فى دورة عام 2012، بعدما ادعت كذبا وروجت لزواجها السري من أنور البلكيمي، عضو حزب النور السلفي السابق والمشهور بنائب التجميل، من أجل الشهرة الكذابة.
وكان القاسم المشترك بين "عز" و"سما" بعد 25 يناير هو دخولهما السجن، الأول فى قضايا فساد سياسية، والثانية فى قضايا أخلاقية بدعاوى قضائية من رئيس نادى الزمالك الحالي بعدما قامت بسبه وقذفه عبر قناتها الفضائية.
ما وضح جلياً أن هناك أشخاص يبدو أن انخفاض ضوء الشهرة عنهم قد يصيبهم بالهبل فأرادوا الظهور من جديد من أجل "لقمة العيش" كما يقول المثل الشعبي الدارج فى الأحياء الشعبية :"هزها تجيب رزقها"، وكأنهما - عز وسما - أغمضا أعينهما عن حق الشعب فى اختيار من يشاءون، وأصبح كلا منهما يروج لنفسه كأنه مناضل وبطل ثورى – رغم اننا لم نشكك فى وطنيتهم ومدى حبهم للوطن، ولكن نطلب منهم ترك الشعب المصري فى حاله بعيداً عن فساد المال وفساد الأخلاق.
الشعب لم يعد يريد أن يسمع، وقد حان الوقت أن يجنى ثمار ثورتين أعادونا للعصور المظلمة، ولو لم نستطع إدارة انتخابات نزيهة تعبر عن الشارع المصري فى تلك الفترة سأدعم رأى الإعلامي عمرو أديب بعدما طالب الدولة بتأجيل الانتخابات لحين إشعار أخر، إذا ثبت عدم دستورية قانون الانتخابات، فمصر مقبلة على مرحلة تاريخية والشعب محتاج لمن يمثله تمثيلا قوياً نابعاً عن حق دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".