شوقي حامد: مصر في خطر.. وأتمنى أن تعبر مثلما عبرت في أكتوبر يوسف القعيد: الحرب انتصر بها الفقراء.. وأنقض عليها الأغنياء لطفي لبيب: دورنا كان البحث عن الشاردين بعد الانسحاب من سيناء محمود الجندي: لا يوجد منتج خاص يجرؤ على إنتاج فيلم عن نصر أكتوبر بسبب تكلفته العالية احتفل برنامج مساء الخير يا رمضان الذي يقدمه الإعلامي محمد علي خير، عبر فضائية سي بي سي تو ، بذكرى العاشر من رمضان مع مجموعة من الرموز الفنية والرياضية التي شاركت في حرب أكتوبر المجيدة، وهم الفنان لطفي لبيب، والناقد الرياضي شوقي حامد، والكاتب والروائي يوسف القعيد. بداية، أكد الناقد الرياضي شوقي حامد أن 1967 هي بداية نصر وإفراز لبطولة كاملة في 6 أكتوبر المجيد، وأنه تشرف بالخدمة في القوات المسلحة، منذ 1962، وأنه خدم خدمة حسنة وحصل على أنواط حتى سنة 1990، مشيرا إلى أنه في 1967 سار حافي القدمين على رمال سيناء 450 كيلو متر كاملا، وسار من جبل لبنى وحتى جبل العريش ثم لبورسعيد، بسبب دخول الإسرائليين هناك، ودهسهم لعدد كبير من الضباط، وأن كتيبته كانت إما قتلى أو أسرى، وتبقى معه 6 جنود فقط وساروا هذه المسافة حافيين القدمين، وكانوا ينامون في النهار ويسيرون ليلا. وتابع : البطولة ليست مجرد بطل، بل حالة كامنة في نفوس الشعب المصري كله، وأفضل تجسيد للبطولة هم الشهداء، وكان هناك جندي يقف على المدفع وقلت له أوقف المدفع أثناء دخول الإسرائليين ورفض هذا، وتم تفجيره بواسطة دانة دبابة ومن كان معه، بسبب بطولته وشجاعته، لذا البطولة ليس كلام، والحرب لا يستطيع أن يتحدث عنها سوى من عاش فيها ورأى الشهداء وحسدهم على شهادتهم . وأضاف : الاوطان تمر دائما بتجارب وتحتاج لتضحيات، والطلقة لا تفرق بين الضابط والعسكري أو الغني والفقير، والضابط يكون على 30 عسكري، والقائد يكون على 500 عسكري، ولا نستطيع أن نأتي لكل جندي ضابط، والكل ضحى بحياته في الحرب . وتابع : مصر في خطر، وأرجو أن يحس الشعب بهذا، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن العدو الأن يرتدي عباءة ويتلون وللأسف العدو منا، وليس كما كان سابقا وواضح، ومصر في حالة حرب وأتمنى أن تعبر مثلما عبرت في أكتوبر، ويجب أن يكون هناك جلد وصبر على السيسي الذي يقتطع من جلده لإنقاذ مصر . الروائي والأديب يوسف القعيد إن الأحق بالتكريم هم الشهداء، لأنهم دفعوا حياتهم فداءا للوطن، موضحا أن الشهداء لا يأخذوا حقهم في التكريم بسبب فكرة الجندي الجهول الذي يغني عن تكريم الشهداء جميهم، وأن هذا الأمر يظلم حق الشهداء جميعهم، مشددا على ضرورة وجود نصب تذكاري في مدخل كل منطقة أو مدينة به أسماء الشهداء ليأخذوا حقهم في التكريم، خاصة وأن هذه الفكرة تم طرحها في أعقاب حرب أكتوبر المجيدة. وأضاف القعيد أنه : يجب أن يتذكر الشعب جميل الشهداء، وتضحيتهم، لأن كل من دخل الحرب هو مشروع شهيد، و المشكلة تكمن في أن هناك أجيال ممن ولدوا بعد 1973 ولم يعاصروا الحرب، وايضا هناك مجندين كثيرين بالقوات المسلحة لم يشاركوا في الحرب، وهنا يجب أن يكون هناك دور للذاكرة الوطنية لتذكير أبناء الشعب في كل لحظة بنصر أكتوبر المجيد . وحول الأعمال التي لم يجسدها بعد وتخص الحرب، أوضح الأديب أن : المسألة الشائكة هي بطولة المواطن والتسرع السياسي، حول الحرب من بطولة لأمر مختلف عليه، حيث أن الدماء والشهداء لا خلاف عليه، ولكن التسارع الشديد الذي حدث أدى إلى سلام مخل مع العدو الصهيوني، فهذا الأمر لو اقتربت منه سأحس أني خنت دماء الشهداء، ولدي رواية باسم أطلال النهار حاولت أن أقترب منها حول هذا الموضوع، ولم أقرب كثيرا من فكرة بطولة الشهداء والجنود ومحاولة اسثماره بالطريقة التي حدثت، إحتراما لملحمة الشعب أثناء الحرب . وتابع قوله : حرب أكتوبر هي حرب تحرير جزء من الوطن، ولكن يجب أن ننظر لما خرج من رحمها، فهو انفتاح اقتصادي، وسلام منقوص القيمة مع عدو انتصرنا عليه في الميدان ولكنه انتصر علينا في السلام، فالحرب انتصر بها فقراء المصريين وأنقض عليها الأغنياء، ومازلت مؤمن أن الحروب دائما نجد من يستغلها ويحولها لمكاسب بشكل أوبأخر، لأنه لا يمكن لحرب تحرير عظيمة أن يخرج منها انفتاح اقتصادي يسبب عجز في الموازنة وما إلى ذلك . واستطرد قائلا : في تجربة الاحتلال النازي لفرنسا لم يخرج منه التفسخ الذي خرج لدينا، والفقير عادة أكثر رغبة في التضحية في الوطن، لأنه لا يوجد ما يتمسك به في الحياة، وأنا أعتبر المؤسسة العسكرية هي خلاص مصر الوحيد، وكنت عسكري بها، والجنود أقرب لليسار، والضباط أكثر لليمين . وقال إن : حرب أكتوبر تم عمل 9 أفلام عنها، ومنهم 6 أفلام تم عملهم في الثلاث سنوات التالية للحرب، وعندما تم تصوير العبور في فيلم أبناء الصمت استخدمنا التسجيلات التي تم إستهلاكها في الأفلام التي سبقت هذا الفيلم، لأن الرئيس أنور السادات رفض إعطائنا تسجيلات العبور لدواعي أمنية، وكان هناك ضابط معنا بالوحدة وكان ينفذ عبور بالخطاطبة واستشهد أثناء التدريب، وورقه الرسمي مكتوب عليه تدريبات على عبور مانع مائي، وكان هذا في 1972 . وأوضح : هناك عنصران يصنعان التاريخ الأول هو هما القرار وشجاعة القرار وسرعة القرار ودقة القرار وبالإضافة لإلتفاف الشعب حول هذا القرار، ويكمن الأمر في أخذ قرار بشجاعة، وأنا شخصيا كنت أعتقد أننا سنموت لو الدعم تم رفعه، ولكن حتى الآن هناك ضيق ولكن ملتفين حول القرار ويريدون نتيجة من هذا القرار، لأن هناك شئ أساسي يخدم السيسي وهو أننا في حالة حرب بالفعل، سواء داخل الوطن أو خارجه، والحرب تفرض ما لا يفرضه السلم، وأنا معه في القرار لانه صحيح، وأتمنى أن نحمي الفقراء من أثاره الجانبية . ومن جانبه، قال الفنان لطفي لبيب إنه كان طالب بمعهد الفنون المسرحية في سنة 1976، وكان في معسكر خاص بالشؤون المعنوية وكان معه الفنان محمد وفيق ونور الشريف، وكان معه الأديب سمير ندى الذي وصفه بأنه كان جسورا ومغامرا، وتم توزيعهم على القناة لأنهم مدنيين وكانت مهمتهم تجميع الشاردين من الجنود بعد قرار سحب القوات من سيناء، وكان هناك معسكر في القنطرة غرب لتجميع الشاردين، وبعدها لم يشارك في حرب الإستنزاف، ولكنه شارك بعدها في حرب أكتوبر المجيدة. وأكد : أنا كنت عسكري وفرضت نفسي بالكتيبة، ودور الضابط كان ثانوي بالنسبة لي، وكتبت عنهم، وعن حياتي معهم وذكريات الحرب، والمستفيدين من المولد ليسوا أصحاب المولد، أي أن بمجرد إنتهاء الحرب وبدء الاحتفالات، دعوت للإجتماع كل عام في كتائبنا لخلق حالة من الشجن، ولكن ليس أن يكون استعراض واحتفالية إستخدام مرة واحدة مثل أوراق الكلينكس . وتابع : كانت منطقة الإحتلال الخاصة بنا عند محطة جنيف العسكرية، وكانوا ينفخون القارب المطاطي وراء الساتر الترابي، وفي الأعلى يقف جنود يمصون قصب السكر وينشرون ملابسهم، كنوع من التمويه، وبعدها تم النزول بالقوارب، وكان الضابط يقول للعسكري إتبعني، بعدما كان في 1967 يقول له تقدم، وبعدها خرجنا ومعنا مجسات ألغام وقاذفات لهب، وتأخر عبور المعدات بسبب تيار المياة القوي، ووصلنا إلى الناحية الآخرى من الشط بالفعل، وعبرنا . وفي مدخلة هاتفية بالبرنامج قال الفنان محمود الجندي إن هناك مشاهد عديدة من نصر أكتوبر، مثل مشهد الجنود وهم في مطار فايد بعد الصلاة، لأنها كانت مرحلة ما بين الشك واليقين، ومن كان يتمالك نفسه كان يمر ومن يصيبه اليأس يقع، موضحا أنه تمسك بأن القادم أفضل. وأوضح الجندي أنه لم يكن هناك منتج قطاع خاص يجرؤ على عمل فيلم عن الحرب لكبر تكلفته، وأن الدولة شالت يدها من هذا الامر ونسيته، الأمر الذي تسبب في فتح السوق للتجارة، وسارع المنتجين للإتجاه لهذا والفوز بالأموال، وتم نسيان فكرة عمل فيلم حربي عن أكتوبر. وختم قائلا : كان هناك أفكار كثيرة ولم يهتم أحد بأن يقرأ حتى هذه الأفكار .