عشقناه نعم وعشقنا سمرته المصبوغة بلون الشمس الذهبى، ضحك وبكى، رقص وغنى، فرح وحزن، وصدقناه فى جميع أفعاله، ِنه هو ذلك الفتى الأسمر الذي عشقه الكثير ومازلوا يعشقونه، رحل من عالمنا ولكنه لم يرحل من قلوبنا، استطاع أن يضمن خلوده بيننا فى القلوب بأعماله وفنه، لم يكل يوما عن العمل لحبه له ولجمهوره الذي ينتظره حتى مع أخر أيامه ظل يقاوم ويعمل من أجل الفن وأجل جماهيره . الفنان أحمد زكى ذالك الرجل الذي أمتع الملايين بفنه وبقدراته الغيرعادية على خوض جميع الأدوار، فهو المدمن وهو الشاب التافه وهو الشاب الذي تلطمه الحياة ليصبح أقوى وهو اليتيم الذي يعيش عمره دون ان يعلم من أمه ومن أبيه وهو الزعيم المحبوب عبد الناصر وهو العسكرى العظيم السادات وهو العندليب الأسمروهو الكثير والكثير . يرجع مولد زكي الى 18نوفمبر عام 1949 ونكتب عنه كأقل مايمكن لنذكر الناس لأحياء ذكرى ميلاده التى تحل علينا هذه الايام. أسمه بالكامل أحمد زكى عبد الرحمن من مواليد الزقازيق، تربى على يد جده بعد وفاة أبيه وزواج أمه من رجل آخر، كان يعيش حقا بما تعنيه كلمة يتيم ولكنه لم يكن أمامه سوي الصمت حتى وجد فى المسرح متنفسا ليخرج ما بداخله، فقد صار في فترة وجيزة هاوياً للتمثيل والإخراج المسرحي على مستوى طلاب المدارس، وهذا معناه بأن أحمد زكي قد اكتشف الفن في أعماقه مبكراً، فكان رئيس فريق التمثيل في مدرسته الابتدائية ومدرسته الإعدادية ثم مدرسة الزقازيق الثانوية، وحينها شجعه ناظر المدرسة على ممارسة الفن وفى حفل المدرسة تم دعوة الكثير من الفنانين الذين بعد مشاهدتهم له نصحوه بالألتحاق بمعهد الفنون المسرحية وهكذا تحدد طريقه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، الذي تخرج منه عام 1973 من قسم التمثيل بتقدير ممتاز، وهو نفس التقدير الذي حصل عليه في كل سنوات الدراسة, وكانت البداية مع مسرحية مدرسة المشاغبين الذي لفت الأنظار إليه بدور التلميذ المسكين وسط عمالقة الضحك حتى قيل عنه إنه كان الدمعة في جنة الضحك . بعد ذلك بدأ يأخذ الأدوار شيئا فشيئاً حتى جاءته فرصة تمثيل دور عميد الأدب العربى، ليعقد الجمهور والنقاد مقارنة بينه وبين محمود ياسين، الذي قام بنفس الدور ولكن فى السينما، وحين تجري المقارنة بين من مثل مائة فيلم، وبين من مثل خمسة أفلام ومسلسل، فمعنى هذا أن أحمد زكي قفز إلى مكانة لم يسبقه إليها أحد، ثم كان الفيلم المثير للجدل شفيقة ومتولى وهنا بدأت خطورته فى مبارزة أصدقائه الفنانين على الساحة الفنية، ثم يحصل على جائزة عن دوره فى فيلم الباطنية رغم وجود العملاقين فريد شوقى و محمود ياسين وهكذا وجد أحمد زكي لنفسه مكاناً في الصف الأول فقد كانت الأنطلاقة بالنسبة له. والواقع أن أحمد زكي عرف كيف ينتقل من دور إلى آخر حتى لو لم تكن هناك قواسم أساسية مشتركة بينها. فهو الفلاح الساذج في فيلم البريء، ومقتنص الفرص الهائم على وجهه في فيلم أحلام هند وكاميليا، وإبن الحي الذي قد يهوى إنما يحجم ويخجل في فيلم كابوريا، كما هو ضابط الاستخبارات القاسي الذي يفهم حب الوطن على طريقته فقط في فيلم زوجة رجل مهم. والثابت المؤكد هنا قدرة أحمد زكي على تقديم أداء طوعي ومقنع في كل هذه الحالات المختلفة، مقدرة يعتقد أنها ناتجة عن اهتمامه منذ الصغر بالملاحظة وحب التعبير. وعن حياته : تزوج من الفنانة المعتزلة الراحلة هالة فواد وانجبا ابنهما الوحيد هيثم احمد زكى الذي شارك مع والده وجسّد شخصيه عبد الحليم الشاب في فيلم حليم لكنهما انفصلا قبل وفاتها. ومن أهم الجوائز التى حصل عليها: • جائزة عن فيلم طائر علي الطريق في مهرجان القاهرة • جائزة عن فيلم عيون لا تنام من جمعية الفيلم. • جائزة عن فيلم امرأة واحدة لا تكفي من مهرجان الإسكندرية عام 1989. • جائزة عن فيلم كابوريا من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990. • وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار السينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها الفنان أحمد زكي، وذلك ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي زوجة رجل مهم، والبريء، أحلام هند وكاميليا، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه وأبناء الصمت. شارك فى العديد من الأفلام التى حفرت فى ذاكرة الجمهور نقشا ثمينا منها : زوجة رجل مهم_ البيه البواب _ استاكوزا _ سواق الهانم _ الأمبراطور _ ضد الحكومة_ الهروب_ الرجل الثالث _ ناصر 56_ أيام السادات_ وكان أخر أعماله حليم وشاركه أبنه بطولته، ومن المسلسلات الأيام ، هو وهى ، نهر الملح ومن المسرحيات مدرسة المشاغبين ، العيال كبرت ، هاللو شلبى . و توفي في القاهرة يوم 27 مارس 2005 إثر صراع طويل للغاية مع مرض سرطان الرئة نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها، وعولج على نفقة الحكومة المصرية في الخارج، وتردد أنه أصيب بالعمى في أواخر أيامة إلا أنه طلب من المحيطين به تكتم الخبر. فكم من آه توجعها الفتى الأسمر على مدار حياته وأخفاها لتعتلى البسمة جمهور محبيه.