أظهرت دراسة شملت تحليل رواسب جلبتها المركبة الفضائية "أبولو 17" عند عودتها إلى الأرض أن كميات المياة الجوفية الموجودة فى كوكب القمر أكبر مما كان يعتقد سابقاً. وركزت الدراسة على مواد بركانية مخزنة في الخرز الزجاجية، وعثرت الدراسة على كميات مياة في الخرز الزجاجية تفوق 100 مرة القياسات السابقة، مضيفة أن القمر كان يحتوي في الماضى على كميات مياة بحجم بحر الكاريبى. وألقت هذه النتائج شكوكاً على النظريات السابقة بشأن كيفية تشكل القمر، وذهبت مجموعة من الدراسات خلال السنوات الأخيرة إلى أن كميات المياة الموجودة فى القمر أكبر مما كان يعتقد فى الماضى. وتقوم النظرية السائدة على أن الكثير من المياة الموجودة على سطح القمر جاءت عن طريق آثار مذنبات جليدية أو نيازك محملة بالمياة. لكن الاكشتاف الأخير تلقى الأضواء على كيفية ظهور المياة داخل القمر، ما يشير بدوره إلى العناصر التى تتألف منها وكيفية تشكلها. وكان فريق من الباحثين من معهد كارنيجى وبعض الجامعات الأمريكية حلل عام 2008 محتويات المياة التى عثر عليها في عينات رواسب جلبتها مركبة "أبولو" وذهب الباحثون إلى أن كميات المياة التى عثر عليها تزيد بعشر مرات عن حجم الكميات التى كان يعتقد سابقا أنها موجودة. وخلص فريق البحث إلى أن جيوب الرواسب القمرية إحتوت على كميات مياة تزيد ب 100 مرة عن العينات السابقة ما يعنى أن المناطق الداخلية من القمر كانت تحتوى على مياة تعادل المياة الموجودة فى طبقة الأرض أى تحت قشرة الأرض. ومثلما هو الشأن بالنسبة إلى الدراسات التى أنجزت عام 2008، ساهمت هذه الدراسة الجديدة فى إلقاء المزيد من الغموض بشأن النظريات الخاصة بكيفية تشكل القمر.