أجرت صحيفة "كورييه انترناسيونال" الفرنسية حوارًا مع الكاتب المصري علاء الأسواني الذي وصفته بأنه أحد الكتاب الأكثر شعبية وتابع عن قرب الثورة في ميدان التحرير في عام 2011 وشارك بها ودافع عن مبادئها. وقد تحدث الأسواني في حواره عن شعوره إزاء نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وعند سؤاله حول رأيه في نتائج الجولة الأولى الرسمية من الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن اجراء جولة الاعادة بين كل منمرشح جماعة الإخوان المسلمين ، محمد مرسي (24,3% من الأصوات)، ورئيس الوزراء السابق في عهد حسني مبارك ، أحمد شفيق (23,3%) والمرشح الذي يدعمه الجيش ، قال علاء الأسواني أنه كتب على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه يؤيد جبهة القوى لثورية مع الإخوان المسلمين من أجل قطع الطريق على شفيق. وأشار علاء الأسواني إلى أنه لا يؤيد تمامًا الإخوان المسلمين ، ولكن الثوري الحقيقي يجب أن يقرأ الوضع بعناية ، حيث أن عودة شفيق الذي يحميه المجلس العسكري تعني نهاية الثورة. وعند سؤال الصحيفة الفرنسية له حول اندهاشه أو احباطه من أنه بعد عام من الثورة المصرية ، يحصل وزير وزراء سابق في حكومة مبارك على ربع الأصوات ، أعرب الأسواني عن عدم اندهاشه من ذلك حيث أن العسكر قاموا بخطة مماثلة لما حدث في رومانيا مع شاوشيسكو ، ألا وهي ممارسة الضغط على الشعب (من خلال زيادة أسعار المواد الغذائية على سبيل المثال) والعمل على نشر الفوضى حيث أن الشرطة لا تعمل في القاهرة منذ عدة أشهر انعدام الأمن يسود الآن وهناك البعض يقدمون أنفسهم على أنهم أبطال مثل أحمد شفيق الذي يعد باعادة الأمن في البلاد. وأوضح علاء الأسواني أنه لا يجب أن ننسى أن العسكر يثيرون الفزاعة الإسلامية منذ بداية الثورة في 2011. كما أن الخطة تنص على الفصل بين الثوار وذبحهم. وهذا ما حدث بالفعل. وبالتالي فقد تم تنفيذ الخطة بصورة مثالية. ولكن لن يستمر ذلك ، فالثورة ستفوز. وحول رأيه إذا ما كانت الثورة لم تفشل ، قال علاء الأسواني أنه لا يعتقد ذلك ، حيث أن المرشحين الاثنين اللذين يمثلان النظام السابق ، أحمد شفيق وعمرو موسى ، اللذين يطلق عليهما الفلول لم يحصلان سوى على 30% من الأصوات. مما يعني أن 70% من الشعب يؤيد التغيير. والمشكلة أنه كان هناك العديد من المرشحين والأصوات تم تفتيتها. وأضاف أن "هذا هو خطأنا. ولكن من الطبيعي أن ترتكب الثورة أخطاء". وعند سؤاله ما إذا كان يتذكر الحوار الذي دار بينه وبين أحمد شفيق على إحدى القنوات الفضائية في الثاني من مارس 2011 بعد أن وقت قليل من اختياره رئيسًا للوزراء ثم استقال شفيق اليوم التالي من منصبه ، قال علاء الأسواني أنه حاول خلال هذا الحوار أن يتعامل مثلما يفعل أي مواطن أمام وزير وحاول أن يظل مهذبًا. وفي وقت ما في الحوار ، طلب الأسواني من شفيق أن يتحدث عن مئات الجرحى الذين أصيبوا عندما كان لا يزال رئيسًا للوزراء ، مما جعله ينفعل. ثم قال له أن مبارك هو سيده ، مما افقده السيطرة على أعصابه وصرخ قائلًا : "من أنت؟" بدلًا من أن يقول "كيف تجرؤ على ذلك؟". "فبدلًا من أن أجيبه بأنني كاتب مصري لديه شعبية كبيرة ، أجبته بأنني مواطن وبالتالي لدي الحق في أن أطرح عليه جميع الأسئلة كما أنه كوزير ، من المفترض أن يعمل من أجل الشعب المصري". وعند سؤاله حول السيناريوهات التي يراها مطروحة في الأيام القادمة ، أوضح علاء الأسواني أنه شخصياً يؤيد الجبهة المناهضة لأحمد شفيق. فقد أخبره خالد علي ، الناشط في اليسار المتطرف والمرشح في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ، أنه يعتزم تنظيم مؤتمر مع جميع أنصار المجتمع العلماني خلال هذا الأسبوع (الأربعاء 30 مايو أو الخميس 31 مايو). وأشار الأسواني إلى أنه يجب أن يتفاوض المدافعون عن الثورة ويفرضون شروطهم على الإخوان المسلمين حتى لا تتم خيانة المثل العليا للثورة ومن أجل التوصل إلى اتفاق لدعم مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي ، حيث أعلنت ثمانية أحزاب ليبرالية أنها في المقابل لن تدعم أحمد شفيق أو محمد مرسي. وقد يتمكن الإسلاميون وأنصار اليسار من هزيمة أحمد شفيق. فالثوري الحقيقي ليس شخص رومانسي ، ويجب أن يكون عملي وبرجماتي وأن يتسائل : "ماذا أستطيع أن أفعل لإنقاذ الثورة؟" واليوم إذا لم يفعل المصريون شيئا وظلوا في منازلهم ، أتباع مبارك هم من سيبقون في البلاد.