أول يوم عمل له.. محافظ الدقهلية يُشارك في الاحتفال بالعام الهجري الجديد    ماذا يريد الشعب من الحكومة؟    جريمة موثقة أضرت بالتعليم.. نقابة المحامين تعلق على واقعة الغش الجماعي بالدقهلية    وزير التموين يحسم مصير رغيف الخبز (فيديو)    قوات الاحتلال تقتحم بلدة تقوع شرق بيت لحم    مجلس التعاون الخليجى يدين قصف إسرائيل لمدرسة الجاعونى التابعة للأونروا بغزة    مقتل شخصين إثر قصف روسي على مبانٍ في خيرسون الأوكرانية    أحزاب يمينية هولندية وإسبانية تنضم إلى الحزب التابع لرئيس وزراء المجر    نادر شوقي: جالي 50 مكالمة عشان مطلعش وأقول حقيقة ما حدث ل أحمد رفعت    نجوم الرياضة في عزاء أحمد رفعت بكفر الشيخ | فيديو    يورو 2024 – كومان: لهذا السبب أشركت فيجورست.. ومن الممكن لعبه ضد إنجلترا    إعادة الامتحان ومعاقبة المتورطين.. التعليم تكشف تفاصيل جديدة بشأن واقعة "الغش الجماعي" بالدقهلية    بحضور حسام حبيب.. جهات التحقيق تعاين الاستوديو محل الاعتداء على شيرين عبد الوهاب    بدء مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة | فيديو    شيرين تحرر محضر اعتداء بالضرب ضد حسام حبيب والأخير يكشف السبب    خبراء صناعة: نتماشى مع توجه الدول ونعمل على تأهيل الشركات للتصدير    جمال شعبان يكشف مفاجأة عن سبب وفاة أحمد رفعت    سحر القهوة: تاريخها، فوائدها، وأثرها الثقافي في العالم    الكلية العسكرية التكنولوجية تستقبل وفدًا من جامعة العلوم للدفاع الوطنية الصينية    موعد مباراة هولندا ضد إنجلترا في نصف نهائي يورو 2024    لليوم ال 274.. الاحتلال يواصل جرائم الإبادة الجماعيةوينسف المبانى بالشجاعية و"غوتيريش" يحذر من حرب شاملة    فاجعة تضرب الكرة المغربية.. غرق لاعبين بنادي اتحاد طنجة بعد انقلاب قاربهم    مجلس أمناء الحوار الوطني يتوجه بالشكر للرئيس السيسي لاهتمامه البالغ بالحوار    محافظ كفر الشيخ يتفقد المشروعات التنموية والخدمية الجارى تنفيذها.. صور    هل يتم وضع تسعيرة جبرية على السلع لضبط الأسعار؟ وزير التموين يُجيب (فيديو)    شاهد بالبث المباشر منتخب البرازيل اليوم.. مشاهدة منتخب البرازيل × الأوروجواي Twitter بث مباشر دون "تشفير" | كوبا أمريكا 2024    نادر شوقي يفجر مفاجأة بشأن وفاة أحمد رفعت    عام واحد.. رئيس نادي مودرن سبورت يحدد مصير راتب أحمد رفعت بعد وفاته    جمال علام: وفاة أحمد رفعت صادمة لجميع المنظومة.. وأجهزة صدمات القلب موجودة    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن الأحد 7 يوليو 2024    سعر الفراخ البيضاء يتراجع وكرتونة البيض ترتفع بالأسواق اليوم الأحد 7 يوليو 2024    وفاة مسن ضربه أبناء شقيقه بعصا على رأسه في الغربية    الذكرى السابعة ل«ملحمة البرث».. حين أفشل منسي ورجاله مخططات الإرهاب    رسميًا.. الحكومة تُحدد موعد إلغاء التوقيت الصيفي 2024 في مصر (فيديو)    72 ألف متر مربع.. كل ما تريد معرفته عن ميناء الصيادين بسفاجا    اتحاد الصناعات: الحكومة السابقة بذلت جهودا في مناخ صعب ومشكلات كثيرة    بالأسماء، ترشيحات نقابة الصحفيين لممثليها في عضوية الأعلى للإعلام والوطنية للصحافة    استدعاء شيرين عبدالوهاب للتحقيق في بلاغها ضد حسام حبيب بضربها    حظك اليوم برج القوس الأحد 7-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هشام ماجد وهنا الزاهد يعيدان فيلم «البحث عن فضيحة» برعاية تركي آل الشيخ    «اللي له حق عندي يسامحني».. تعليق نشوى مصطفى بعد نجاتها من حادث خطير بسيارتها    اليوم غرة محرم.. العام الهجري الجديد 1446    آخر فرصة للتقديم.. وظائف خالية بجامعة الفيوم (المستندات والشروط)    الأكاديمية العسكرية المصرية تحتفل بتخرج الدفعة الأولى (ب) من المعينين بالجهات القضائية بعد إتمام دورتهم التدريبية بالكلية الحربية    عاجل.. رئيس مودرن سبورت يكشف تفاصيل عقد أحمد رفعت وقيمة راتبه المستحق لأسرته    احذروا.. تناول هذه الإضافات في الآيس كريم قد يشكل خطراً على الصحة    طبيب اللاعب أحمد رفعت يكشف تفاصيل حالته الصحية قبل وفاته    آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو وصفقة مع "حماس"    تعرف على أبرز مطالب مواطني الإسكندرية من المحافظ الجديد    ضبط 3 بلطجية المتهمين بالتعدي على شاب في المرج    «الطرق والمستشفيات والتعليم والقمامة».. ملفات على طاولة محافظ المنوفية بعد تجديد الثقة    سبّ وضرب في اللايف.. كواليس خناقة داخل مستشفى بأكتوبر    البحث ما زال مستمرا.. غرق قارب يقل 3 لاعبين من اتحاد طنجة المغربي    أخبار × 24 ساعة.. وزارة التعليم تراجع نموذج أسئلة الكيمياء للثانوية    دعاء النبي وأفضل الأدعية المستجابة.. أدعية العام الهجري الجديد 1446    أيام الصيام في شهر محرم 2024.. تبدأ غدا وأشهرها عاشوراء    ما الحكمة من اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري؟ الإفتاء تُجيب    مفتى الجمهورية: التهنئة بقدوم العام الهجرى مستحبة شرعًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الفجر" تكشف القوادون الجدد في مغامرة صحفية من داخل مكاتب الزواج "الوهمية"
نشر في الفجر يوم 01 - 01 - 2015


نهى وجيه - هند خليفة

خناقة بين قوادة وصاحب مكتب سمسرة كشفت لنا المستور عن مكتب للزواج !!

يتخذون من مكاتب الزواج ستاراً لممارسة "الدعارة" .. وصيد الزبائن !

سمسار عقارات حاول إقناع صديقة لنا بالنوم مع مسئولة بجهة "سيادية" .. في مقابل مادي مغرٍ!

إعلان على جدران أحد محطات مترو الأنفاق كان نصه "للراغبين بالزواج .. لدينا مطلقات وأرامل وآنسات"، كان هذا الإعلان هو الفكره التي أثارتنا للدخول في عالم مكاتب الزواج وكشف خباياها وأسرارها، فقمنا بالإتصال على الرقم الموجود به بحجة طلب عريس، فرحب صاحب الرقم كثيراً وتجاوب معنا، وقال أن لديه طلبنا، ولكن ذلك سيكون من خلال مكتب آخر بإسم "فرحة" وقام بإعطائنا رقم هذا المكتب، و على الفور إتصلنا عليه ، وقامت بالرد علينا سيدة سألتنا عن الحالة الإجتماعية آنسة أم مطلقة أو أرملة، فجاوبناها أننا آنسات ونرغب في الزواج وأن هذه المرة الأولى التي نلجأ فيها إلى مكاتب الزواج، وكان ردها أهلا بكم في أي وقت "عندي طلبكم".
وفي اليوم نفسه ذهبنا إلى مكتبها الموجود بمنطقة الهرم بالجيزة، والكائن في إحدى العمارات حديثة البناء بالدور الأول فيها، وعند وصولنا للشقة وجدنا على الباب لافتة مكتوب عليها مكتب (سمسار عقارات)، وبجانبها سهم في نفس الإتجاه مكتوب عليه (فرحة للزواج) فدخلنا إلى المكتب ووجدنا صالة كبيرة بها عدد من الكراسي الجلدية المُتسخه ومكتبة بها كم كبير من الجرائد القديمة وعدد كبير من الكُتب، بالإضافة إلى مكتبين غير مُرتبين أحدهما في مقدمة الصالة والآخر في نهايتها بأسفل الشباك، والذي كان يجلس عليه أحد الأشخاص، وعلى كرسي مقابل له كانت تجلس سيده، فسألناهم هل هذا مكتب الزواج؟ قالوا نعم، فإصطحبتنا السيده إلى غرفة أخرى، وجلسنا معها حيث أخبرتنا أن إسمها "هنا" وأنها من قامت بالرد علينا على الهاتف.
في بادىء الأمر أوهمنا "هنا" التي يبدو عليها أنها تخطت الثلاثون عاما ، أننا لدينا رغبة في الزواج والحصول على عرسان لكن بداخلنا تردد وقلق حول فكرة مكاتب الزواج خوفاً من التعرض للنصب، فأوضحت لنا أنها تعمل في هذا المجال منذ 3 سنوات لكن من خلال مكان آخر، ولإقناعنا قالت إن الكثيرين يترددون على المكتب من آنسات وأرامل أو حتى مطلقات من سن 20 سنة حتى بعد الخمسين.
ولاحظنا على "هنا" أن يديها لا يوجد بها "دبلة" وبذلك هناك إحتمال كبير أن تكون غير متزوجة مما أثار فضولنا، ولمعرفة الكثير والكثير عن هذه السيدة، التي تمتلك مكتب زواج وفي نفس الوقت هي غير متزوجة، فسألناها هل أنتي متزوجة؟، قالت أنها آنسة وإنفصلت عن خطيبها منذ أشهر، وأنها تبلغ من العمر 33 عام، موضحة أنها لم تزوج نفسها عن طريق المكتب لأن غالبية المتقدمين متزوجين أو مطلقين يطلبون زوجة ثانية، وعلى الرغم من أنها كانت تحاول إقناعنا أكدت أنها غير مقتنعة بالزواج بهذه الطريقة وأن موقفها حساس فلا تستطيع أن تعرض نفسها، فضلاً عن أنها في المجال نفسه، وفي ذات الوقت أكدت أن بعض الزيجات نجحت عن طريق مكتبها، مشيرة إلى أنها وفقت بين مُدرسة آنسة عمرها 35 سنة ومطلق لديه ولدين.
ولكي تثبت لنا أنها صاحبة مكتب مُحترم، قالت أنها تقوم بإجراء المقابلات بين المتقدمين للزواج خارج المكتب وذلك بعد أن يرى كل منهما صورة الآخر ، وهو للتأكيد على أنها لا تقوم بالنصب على الطرفين، لافتة إلى أن بعض العملاء يعتقدون أن المقابلة إذا كانت في المكتب تدل على وجود نصب وإتفاق بين صاحبة المكتب وشخص آخر بهدف الحصول على قيمة الإشتراك..
وحتى تتأكد من جدية المتقدمين تحصل منهم على صورة شخصية وأخرى للبطاقة إلى جانب قيمة الإشتراك التي تبلغ 200 جنيه ، لافتة إلى أن المقابلة تكون في اليوم التالي من دفع الإشتراك، بخلاف أنه إذا لم يتوافق طرف مع الآخر تعرض عليه أكثر من شخص حتى يتم التوافق، لتخلي مسوليتها تماماً بعد أن يتم التوافق.
وبإطلاعنا على إستمارات المتقدمين لاحظنا أنه مكتوب عليها إسم "زرقاء اليمامة للزواج" وليس"فرحه"، وأسفل الإسم السجل التجاري للمكتب، ورقم البطاقة الضريبية، ترخيص مزاولة مهنة، موافقة أمنية، وأسفلها البيانات المطلوبة من المتقدمين، وحول ذلك أوضحت "هنا" أن "زرقاء اليمامة" هو فرع آخرلمكتبها موجود في المعادي، وأنها تنسق بين المكتبان للتوفيق بين المتقدمين.
وأثناء الإنتقال بين الإستمارات وجدنا أحد المشتركين مُتزوج، وبسؤالها هل ذلك يكون بمعرفة زوجته أم هو يطلب زواجاً عرفياً؟، ردت : "نعم زواج عرفي، وخلال هذه الأيام الطلب على العرفي أكثر من الشرعي، في 4 أيام فقط جائني 10 عرفي واتوفقوا".
وأوضحت أنها تحصل على مبلغ ألف جنيه كمكافأة من الطرفين بعد توافقهما، أو 500 جنيه إذا كانت حالتهم المادية بسيطة، مؤكدة أن الزواج العرفي بمكتبها "حلال" لأنه يكون موثق بالشهر العقاري وكتابة العقد تكون بحضور إثنين من الشهود ومحامي.
وكشفت أن لديها عرسان عرب كثيرين ولكن جميعهم يتزوجوا ويتركوا زوجاتهم ويسافروا بعد شهر لبلادهم لأنهم متزوجون ولديهم أبناء هناك، نافية أن يكون الزواج بهذه الطريقة "مسيار"، وبعدها إنتقلت مباشرة للحديث مرة أخرى عن الزواج العرفي مؤكدة لنا للمرة الثانية أنه يكون موثق بالشهر العقاري و كتابة العقد تكون بحضور المحامي والشهود مما يجعله حلالاً في محاولة منها أن تبعدنا عن الحديث عن زواج المسيار وحالات الزواج من العرب حتى لا نفقد الثقة بها .
وبالإنتقال بين الإستمارات وجدنا أن هناك بعضها لأشخاص أعمارهم تصل فيها إلى ما فوق ال 60 عام من الرجال، والبنات أعمارهم تبدأ من 20 عام، حيث وجدنا صورة بطاقة لفتاة تاريخ ميلادها فيه عام 1994، أي عمرها 20 عام، موفقة مع إستماره لشخص عمره 54 عام.
وجائتها مكالمة هاتفية إكتشفنا من خلالها أنها حينما تزوج إحدى المطلقات لا تقوم بعرض قسيمة طلاقها على من يطلب الزواج منها أو المأذون، بالإضافة إلى أن ذلك يكون بدون معرفة عائلتها.
وعن طبيعة العلاقة بينها وبين السمسار الذي إكتشفنا أنها تستأجر غرفة من مكتبه، فأوضحت أن صاحب المكتب سمسار وأنها إستأجرت منه غرفة بقيمة 500 جنيه شهريا، وأن علاقتهم جيدة، لافتة إلى أنها منفصلة تماماً عنه وأن كل منهم له عمله الخاص، لكن أحياناً تتعاون معه ويتبادلان الزبائن فهو يوفر لها حالات للزواج وهي توفر له مستأجرين، على أن يعطي كل منهم نسبة للآخر، متابعة :"كل حاجه خد وهات، والمبلغ على حسب العميل".
بعد هذه المقابلة حاولنا أن نضع خطوط عريضة لها، وهي أولا أنها لم تتزوج حتى الآن على الرغم من أنها تخطت الثلاثين في حين أنها صاحبة مكتب زواج، فكان الأولى لها أن تزوج نفسها، وثانياً حالات الزواج العرفي والمسيار، والمكافأة التي تحصل عليها عندما توفق بين العرسان، فضلاً عن أن هناك العديد من علامات الإستفهام حول علاقة "هنا" بالسمسار، كل ذلك جعلنا نتأكد أن عالم مكاتب الزواج مليئة بالخبايا والأسرار التي لا يعلمها أحد .
لم نكتفي بمقابلة "هنا" ولكننا بعد مرور عدة أيام قررنا أن نتصل بها في محاولة منا لكشف طبيعة عملها وعلاقتها بالسمسار.
ومن خلال هذه المكالمة التليفونية التي أجريناها مع "هنا" بعد عدة أيام علمنا أنها ستترك المكتب وتبحث عن مكان آخر، على الرغم من أنها لم تكمل 3 أو 4 أسابيع بهذا المكتب، حيث تتنقل كثيراً من مكان لآخر في فترات زمنية متقاربة، مما يعني أن عملها مشبوه، وذلك يجعلها تقوم بتغيير عنوان مكتبها دائما.
كما أوضحت لنا أنها ستترك المكتب بسبب مشاجرة بينها وبين "السمسار"، مشيرة إلى أن العلاقة بينهما في البداية كانت جيدة، ولكن بمرور الوقت إكتشفت أن "السمسار" عمله مشبوه، بالإضافة إلى أن جاءها أحد العملاء للزواج عرفيا، ولم تستطع أن توفق له "عروسة" تناسبه، فقال لها "السمسار" أن لديه "عروسة" لهذا العميل ومطلقة، فقامت "هنا" بتوفير العقود والشهود، وتمت كتابة العقد بمكتبها وبعد كل ذلك لم تأخذ عمولة، بالإضافة إلى أنها اكتشفت أن العروسة ليست مطلقة ولكنها آنسة وأنها تزوجت دون علما من اهلها ومن هنا بدأ الخلاف بين "هنا" و"السمسار".
وبذك يتضح أن الزواج العرفي بالمكتب يكون من خلال إثتين من الشهود وعقدين فقط، ويكون غير موثق وبدون محامي، على الرغم من أنها أكدت لنا أكثر من مرة خلال المقابلة أن الزواج العرفي يكون موثق بمحامي، وأيضاً أن ما قالته عن سبب الخلاف بينها وبين هذا السمسار أنها نصف الحقيقة، وهناك نصف آخر من المحتمل أن نعلمه عن طريق هذا السمسار.
وأكدت لنا "هنا" أيضا خلال المكالمة أن السمسار قام بتوفير شقة مفروشة للعريس والعروسة اللذان تزوجا زواجا عرفياً، مما أثار شكوكنا كثيراً خاصة بعد تأكيدها أنه وفر لهم شقة مفروشة وذلك يعني أن طبيعة عملها معه مشبوهة.
وبعدها بدأنا نُرتب لمقابلة هذا "السمسار" الذي أثيرت حوله الكثير من الشكوك وعلامات الإستفهام خاصة بعد حديث "هنا" المسيء له، ولكننا تعمدنا الذهاب له في موعد تكون "هنا" قد إنصرفت عن المكتب، وعند وصولنا للمكتب وجدنا عامل ورجل جالس على المكتب الموجود في بداية الصالة يرتدي نظارة سميكة العدسات وبلوفر أحمراً كان يرفعه من على بطنه التي كانت منتفخه نظراً لسمنته وأسفله قميصاً، وكان يضع أمامه عدد من ساندويتشات الفينو وزجاجة مياه كبيرة وكان يأكل بطريقة تثير الإشمئزاز..
وبعد الترحيب بنا قال إنه صاحب مكتب السمسار وإسمه "عصام شفيق"، وبعد أن أخبرناه بأننا نريد الزواج وأننا لم نلتقي ب"هنا" من قبل، أوضح أنه لا يعرفها جيداً لأنها إستأجرت منه المكتب منذ أكثر من عشرين يوماً، لافتا إلى أنها ستترك المكان خلال أيام، وأن السبب حسب ما ذكر هو نشوب مشادة بينهما لأنها كانت تجلس مع عريس في مكتبها وأنه سمعه يقول لها كلمة سيئة في حديثهما معاً وضحكات بصوت عالٍ، هذا بالإضافة إلى أنها دائماً ما تتهرب من تقديم أوراقها له حينما كان يطلبها منها.
وأضاف أنها في إحدى الأيام طلبت منه أن يذهب معها لإتمام عقد زواج بمدينة نصر نظراً لأنها تحتاج لشاهد على العقد وأنه وافق مقابل أن يحصل على نسبة، كاشفاً أنهم حينما وصلوا إكتشف أن "هنا" هي من تقوم بكتابة العقد وأنه عقداً واحداً فقط وليس إثنين، مؤكداً أنه رفض وقال لها أنه "زنا مقنن"، موضحاً أنها أحضرت له العريس والعروسة لإقناعه حيث أوضحوا له أن هذا بالإتفاق بينهم، وبعد ذلك شهد على العقد.
وإستكمل "عصام" أنه بعد أيام تفاجأ بحضور العريس لمكتب "هنا" ليشكو لها من زوجته التي لا تريد إعطائه حقوقه الشرعية، مشيراً إلى أنه بعد حدوث مشادة بين الرجل و"هنا" إكتشف أن هذا الرجل قام بإعطاء العروسة 18 ألف جنية و"هنا" 4 آلاف في حين أنها قالت له أنها حصلت على ألفين فقط ، موضحاً أن هذه العروسة صديقة لها وأنهما قاما بعملية نصب على هذا الرجل.
وتابع أنها أرادت أن تنقذ نفسها من الموقف فطلبت منه أن يحضر لها عروسة بديلة، وأنه ساعدها وأتى بعروسة، مشيراً إلى أنها بعد أن حدث التوافق بين العريس والعروسة طلبت الحصول على عمولة مرة أخرى بعد أن أخذت عمولة من الرجل في الزيجة الأولى 4 آلاف جنيه ، مؤكداً أنها شديدة الجشع وأنه رفض هذا بشده،
وعن نشاط مكتبه أوضح "عصام" أنه لم يعمل كسمسار للعقارات فقط وأن لديه مكتب زواج أيضاً إلى جانب جمعية خيرية بإسم (أهل الخير) أنشأت منذ 11 عام ولها ورق رسمي من وزارة التضامن الإجتماعي، مؤكداً أن مكتب الزواج الخاص به منفصل تماماً عن مكتب "هنا" وكل منهم مستقل عن الآخر.
وتابع: "أنا بأقابل العرسان ببعض ولما يحصل توافق بناخد مكافأة ألف جنية من كل واحد ونحطها في صندوق للأيتام، وبنطلع للقائمين على العمل أجر، وسعر إستمارة الإشتراك 250 جنية للزواج العرفي، و 400 للشرعي، والعرفي عليه الطلب وعلشان كده أرخص".
وبدأت شكوكنا تتزايد تجاه هذا الرجل خاصة بعد أن حاول خداعنا بعد أن قال لنا أنه يضع أموال مكافأة الزواج في صندوق للأيتام، ومن ثم بدأنا نتأكد أن هذا الرجل تعاملاته مشبوهة وإتخذ من مكتب السمسار والجمعية الخيرية ستاراً له، لمزاولة عملاً غير مشروعاً ويعاقب عليه القانون.
فحاولنا أن نستدرجه لنعلم طبيعة عمله بالكامل، فسألناه عن زواج المسيار؟، فأوضح متسائلاً: "إنتم عايزين جواز مسيار؟، لو عايزينه ها أجيبلكم اللي عايزينه وليكم أحلى عرسان، بيجيلنا كتير مصريين وعرب، لأن فاتحين المكتب من 22 سنة".
وهنا بدأ تأكيد الشكوك الموجوده بداخلنا حول هذا المكتب بأنه يعمل في "الدعاره"، فقمنا بسؤاله عن إمكانية تزويج صديقه لنا "سيئة السلوك" عرفياً لفترة قليلة حتى وإن كان بدون عقد لأنها تريد مال، فرد قائلاً: "عندي جواز شرعي وعرفي بعقود وشهود، وعندي ناس بتدفع 100 ألف جنية وشقة تمليك".
وبعدها طلب منا الإنتقال إلى غرفة أخرى لنستكمل الحديث بعيداً عن العامل الموجود حتى لا يستمع لما سيقوله، وذهبنا معه وجلس على مكتبه وبعدها أخرج لنا من أحد الأدراج إستمارات زواج، فوجئنا أن الإستمارات تحمل إسم "زرقاء اليمامة" وهو نفس الإسم الموجود على الإستمارات التي أعطتها لنا هنا للإطلاع عليها ، وهذا يدل أن "هنا" و "عصام السمسار" يعملون معاً على الرغم من أن الطرفين نفوا أنهم يعملون سويا، وهو الأمر الذي يدل أيضا على أنهم يستخدمون هذه الإستمارات لإيهام المتقدمين بأنهم يعملون بأسلوب شرعي أو بأنهم مكتب زواج بالفعل، فعلى الرغم من أننا ذهبنا للمكتب مرتين لنطلب عرسان لم يقدموا لنا إستماره لنملائها وحينما طلب منا نكتب البيانات طلب أن نكتبها في ورقة بيضاء.
وبعد ذلك أوهمناه أننا نسعى إلى كسب المال ولا يهمنا الطريقة، هنا كشف لنا عن وجهه الحقيقي فقد عرض علينا العمل معه بمقابل مادي كبير جداً قد يصل إلى 4000 جنيه شهرياً بالإضافة إلى كتابة عقد بيننا أن تحصل كل منا على نسبة 25% من نسبة الإتفاق بينه وبين الزبون، على أن نكون له فريق من البنات لعمل شبكة "دعاره"، متابعاً: "من الآخر كده في فلوس كتير ومصالح حلوة وياريت تشتغلوا معايا وأنا أديركم،بس أنا مش هبان في الصورة خالص، بس هاتولي بنات شكلهم ولاد ناس زيكم كده، وها نبدأ بصديقتكم ها أجوزها عرفي وها أعملها بيزنس عالي وممكن تروح تقابل اللي هتتجوزه ده وتقضي معاه المصلحة بالنهار وبعد كده تروح تنام في بيتها من غير ما أهلها يعرفوا حاجة".
وكشف أنه لم يكون زواجاً لأنه يقوم بكتابة عقد مزور يكتب فيه إسم بنت وهمي وبيانات وهمية لخداع "الزبون" حتى يفهم أنه زواج ولم يرتكب شيئاً محرماً فيحصل منه على المال، مستكملاً: "ولو صاحبتكم عايزه تكتب عقد مزور من غير إسمها نضحك بيه على الزبون أو عاوزه حد يمضي مكانها مفيش مشاكل، ما تقلقوش كل حاجة تحت إيدي، أنا من 20 سنة معايا أسرار ناس".
وحول ما إذا كان ممكن أن تقام علاقة بين شخص وفتاة بدون كتابة عقد بينهم حتى وإن كان مزور، فأكد "عصام" أنه أمر عادي وأن له زبائنه من العرب والمصريين مضيفاً: "والمصريين الحرامية اللي سرقوا البلد معاعهم فلوس كتير"،وهنا تأكدنا أننا نتعامل مع "قواد" ومكان خلف وراء ستاره "دعاره".
وعن طريقة الوصول للعريس أو بمعنى أدق "الزبون" قال إن البنت المطلوبة تجلس مع هذا الزبون في مكان حتى يتفقا على المبلغ وبعد أن تحصل عليه تلتقي به في مكان خاص به
وعن إمكانية أن يقوم بتوفير مكان للزبون لقضاء ليلته قال" ما أنا اللي بجيب لهم الشقق المفروشة ما انا سمسار شغلوا دماغكم معايا" ويكون ذلك من خلال مكتبه لكن دون أن يظهر هو في الصورة نهائياً.
وأوضح أنه يعمل عن طريق سيدة ولا يظهر في الصورة فيقوم بطلب الفتيات منها، متابعاً : "بتجيبلي اللي أنا عايزه بس طماعين وأنا عايز حد خام أستفيد منه أكتر".
وأفصح لنا عن أنه يعمل مهندساً زراعياً، وأنه إتجه لهذا العمل نتيجة أن الظروف المادية أصبحت سيئة وأن هدفه هو زيادة دخله، وفي ختام مقابلته عرض على إحدانا أن تقيم علاقة مع رجل كويتي، ولإغرائنا مادياً قال أن هذا العرض من الممكن أن يوفر لنا 30 أو 40 ألف جنيه، ووعدناه أن نفكر بالعرض على أن نلتقي به مرة أخرى وتكون معنا صديقتنا "سيئة السلوك" التي ستكون بدايتنا للعمل معه.
وحتى نستدرجه ونحصل منه على معلومات أكثر، قمنا بإجراء إتصال تليفوني به في اليوم التالي حتى تتحدث معه صديقتنا التي أعطيناها إسماً وهمياً "هبه" وعند الإتصال به إستمعنا إلى نغمة الكول تون الخاصه به وهي "دعاء"، وفور أن رد علينا علم أننا من إلتقينا به سابقاً، وقال "حسيت بيكم".
وفور أن حدثته "هبه" قال لها نصاً أن لديه "مصلحه" وسألها إن كانت مستعده أم لا وإستعجلها في الرد حتى ينسق مع الشخص الذي سيلتقي بها، كاشفاً أنه يعمل بجهاز سيادي كبير وكان قد تعامل معه مُسبقاً وأن سنه كبير وأن تلتقي به في مكان خاص به عن طريق سيده يتعامل معها لأنه لا يحب أن يظهر في الصوره، ولطمئنتها قال لها: "أنا بشتغل من زمان وليا سمعتي".
وعرض عليها الزواج من شخص كويتي لمدة شهر واحد، متابعاً: " هو سنه 39 سنه ها نفتشه، دا بيريل"، ويوجد عرب سنهم صغير يأتوا لمصر يتنزهوا من الممكن أن نحصل من الواحد منهم على ما يقرب من 60 ألف ريال، مشيراً إلى أن أحد المصريين قام بدفع 18 ألف جنية لإحدى العرائس ولن تستمر معه سوى 4 أيام "وخلعت منه" على حد قوله.
ولمعرفة ما إذا كان يستخدم مقر مكتبه لإقامة العلاقات المشبوهة فيه سألته "هبه" عن إمكانية أن تلتقي بالشخص المتفق عليه في مكتبه بدلاً من شقته، فرد مشدداً: "مصالح في المكتب لأ .. خليكي لعيبه كل الشغل برا في أماكنه، لكن عندنا في المكتب مستحيل، أنا من 22 سنه في مكاني وكله بيشيد بيا وبإحترامي وبأدبي وتعاملي مع الناس"، مضيفاً أنه يتعامل مع الزبائن والبنات من خلال سيده تعمل معه حتى لا يظهر في الصورة، نافياً أن تكون هذه السيدة زوجته .
وفي محاولة منه لإغراء "هبه" قال لها "بالتليفون أجيبلك جوازه متحلميش بيها وبالدولارات، وطالما الجوازة بمبلغ كبير يبقى ضحي علشان هتكسبي كتير"، متابعاً أنه يحتاج إلى بنات ذات وجوه جديدة، ومطالباً منها أن تعرض على صديقاتها فكرة الزواج عرفياً والسفر للخارج، قائلاً: "ها أظبطهم بس يكونوا ناس مش صيع ولا بيئه، مش عايزين ناس مشبوهة تعملنا مشاكل علشان شكلنا العام واحنا مش هنشتغل على أي حد" في إشارة منه إلى أنه يحتاج إلى تجديد الوجوه الموجوده لديه وأنه يستهدف طبقة معينة من الرجال .

وبإستدراجه خلال هذه المكالمة التليفونية لمعرفة الكثير عنه، فكشف عن عملية من عمليات النصب التي قام بها سابقاً وذلك من أجل إقناع "هبه"، فقال لها أنه في إحدى المرات قام يتزويج بنت من طبقة بسيطة من رجل غنى يبلغ سنه 65 سنة وحصلت منه على مبلغ 365 ألف جنية، لافتاً إلى أن ذلك تم بعد أن قام بخداع الرجل بأنها فتاة غنية حيث إستأجر لها فيلا إعتاد أن يستأجرها للأعمال المشابهة في اليوم الواحد بمبلغ 1000 جنيه، مشيراً إلى أنه حصل على مكافأة 85 ألف جنية من هذه الزيجة.


وبعد هذه المكالمة أردنا أن نعلم منه تفاصيل ومعلومات أكثر، حول مدى الإطمئنان الذي يحدثنا به فدائماً ما نعلم أن من يعمل عملاً مشبوهاً بالخفاء يكون خائفاً، لكنه حدثنا خلال المقابلة ومكالمته مع "هبه" بثقه شديده، بالإضافة إلى حديثه عن أنه يعمل منذ أكثر من 20 عام، فقمنا بإجراء إتصال هاتفي أخير به، فكشف خلال المكالمه أن قيمة المقابل الذي تحصل عليه البنت في المقابلة الواحده إذا كانت طوال اليوم تبلغ ما بين ال 400 و ال 500 جنيه، موضحاً أن ذلك يختلف بحسب عدد الساعات.

وعرض علينا مرة أخرى الزواج العرفي لمدة شهر والمقابل ما بين 20 و 40 ألف جنيه، مؤكداً أنه يتعامل مع أشخاص موثوق بهم وتعاملوا مع بعض في السابق، مشيراً إلى أنه مدعوم ولم يهدد أمنيا حتى الآن هو والبنات التي تعمل معه، ومتابعاً من أجل طمئنتنا: "بيبقى معاكي طرف من عندي ويحميكي ومش هيسيبك، وعلى فكرة إحنا ناس محترمة لينا إسمنا ولينا وضعنا، أنا بقالي 22 سنة مفيش واحد عسكري يقدر يدخل هنا ولو ده حصل هقفل باب المكتب وهلبسه قضية، أنا ليا أخواتي كلهم أصحاب مناصب عالية مش قليلين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.