ألقي وزير الخارجية، سامح شكري، كلمة مصر، أمام منتدى الشراكة الوزاري رفيع المستوى حول الصومال بكوبنهاجن. وإلي نص الكلمة:_
معالي الرئيس حسن شيخ محمود .. رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية معالي السيدة هيلي ثورننج – شميدت .. رئيس وزراء الدنمارك معالي السيدة نيكوسازانا دلاميني – زوما .. رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي معالي السيد جيفري فيلتمان .. وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشئون السياسية.
أود في البداية الإعراب عن تقديري لحكومة الدنمارك لاستضافة هذا المنتدى الوزاري رفيع المستوى الهام حول الصومال، ولكرم الضيافة الذي حظينا به منذ وصولنا.
أن عقد المنتدى في هذه المرحلة المهمة يؤكد مرة أخرى عزم المجتمع الدولي واستمرار التزام جميع الأطراف المعنية بدعم الصومال.
السيدات والسادة
إن مصر تثمن جميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية والمساعدة في بناء الرخاء في الصومال بعد أكثر من عقدين من المعاناة واليأس.
إن مصر تثمن أيضاً جهود الحكومة الفيدرالية في الصومال والتقدم المحرز نحو تحقيق السيادة والأمن والديمقراطية والوحدة وبناء نظام فيدرالي في الصومال. إن خطة "Vision 2016" واتفاق New Deal Compact في الصومال لا مفر من الالتزام بهما من أجل مستقبل الصومال العربي الأفريقي الشقيق.
إن مصر تعتقد أن المسئولية الأساسية لاستعادة السلام وبناء مؤسسات وطنية ذات كفاءة وبناء إدارات محلية مؤقتة، بالإضافة إلى إجراء انتخابات ديمقراطية وشاملة بحلول عام 2016، إنما يقع على عاتق الشعب الصومالي وحكومته.
السادة الوزراء الكرام ورؤساء الوفود والمشاركون
إن هذا المنتدى يأتي بعد عام من المؤتمر الأخير في بروكسل. وإنه من الضروري أن نمتدح ما استطعنا تحقيقه منذ ذلك المؤتمر، وأن نقيم أسباب أي تقصير، بالإضافة لتنسيق العمل خلال المرحلة المقبلة. مما لا شك فيه إن التحديات المقبلة هائلة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، وقبل كل شئ التحديات الإنسانية للأسف.
إن تطورات الأزمة الإنسانية في جنوب ووسط وشمال شرق الصومال مزعجة للغاية وتحتاج إلى رد فعل فوري. مازالت العديد من التجمعات السكانية في حاجة ماسة للمياه والطعام والرعاية الصحية، فضلا عن الحاجة لتمويل عاجل لتوسيع عمليات توفير الأمن الغذائي والتغذية والصحة والمياه والصرف الصحي وخدمات النظافة.
ويعد الأمن مطلباً أساسياً لتحقيق السلام وبناء الدولة في الصومال، وهناك حاجة للمزيد من الجهود لدعم الجيش الوطني الصومالي وقوات الشرطة الصومالية. إن التطور السياسي يجب أن يسير كجزء من عملية شاملة تضم جميع الأطراف لبناء السلام. كما يجب أن يشمل الحوار كافة الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار على المدى البعيد.
السيدات والسادة
إن مصر لديها تاريخ طويل جدا من التعاون مع الصومال في العديد من المجالات الخاصة ببناء الدولة. فقد تم منح دورات تدريبية لبناء القدرات في مجالات التعليم والصحة والأمن والعدل ...الخ، حيث ستستمر تلك الدورات مع تركيزها وتصميمها بما يتناسب مع احتياجات الصومال. إن مصر تقف على استعداد للتعاون مع كافة الشركاء على المستوى الثنائي أو الجماعي من أجل تحقيق الهدف المشترك وهو دعم الصومال.
إنه مما لا شك فيه، أن اللغة والديانة والثقافة المشتركة بين المصريين وإخوانهم وأخواتهم في الصومال يمنح مصر ميزة نسبية يمكن أن يستفيد منها الشركاء الإقليميون والدوليون، بالإضافة إلى ذلك فإن مصر كانت دائما طرف فاعل في جميع جهود الوساطة، التي تتعامل مع النزاعات الداخلية في الصومال منذ ظهورها، وذلك بالتعاون مع شركاء آخرين مثل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالصومال ومنظمة التعاون الإسلاميٍ.
السيدات والسادة
إن هناك حاجة لتركيز أكبر على مكافحة التطرف والإرهاب والأفكار الهدامة، وإن هذه الاتجاهات ليست قاصرة فقط على الصومال، ولكنها موجودة وعابرة للحدود في كل مكان.
أسمحوا لي في هذا السياق أن أكرر أهمية دور الأزهر الشريف كنموذج للإسلام الوسطي لأكثر من ألف عام، حيث لعب الأزهر الشريف وسيستمر في لعب دور أساسي في مواجهة التطرف والعنف من خلال نشر الفهم الصحيح للإسلام وتعاليمه الوسطية والسمحاء.
إنني أود أن أؤكد مرة أخرى التزام مصر بالعمل عن قرب مع كافة الشركاء للمساعدة في تخفيف معاناة الشعب الصومالي والمشاركة في العديد من جهود بناء الدولة الصومالية. إن الوفد المصري على استعداد لإطلاعكم على ورقة تتضمن المساعدات المصرية للصومال خلال السنوات القليلة الماضية، وكذلك برامج المساعدات المستهدفة خلال الأعوام القادمة.
الضيوف الكرام والسيدات والسادة
إن الصومال شهد العديد من المبادرات والمؤتمرات سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، إلا أن هناك حاجة حقيقية لبرامج موجهة ومصممة بصورة جيدة من أجل البناء على قوة الدفع الحالية.
وأتمنى أن مباحثاتنا اليوم سوف تسهم في دعم تعاونا وتقوية قدرتنا على العمل المشترك. إن هذا المنتدى يمثل فرصة لاستغلال التقدم المحرز والاتفاق على الأولويات الرئيسية خلال العامين القادمين والتأكد من تحقيق نتائج ملموسة من أجل مستقبل أفضل للشعب الصومالي.
