■ حرب تصفية مؤيديه بدأت مبكرا والسؤال الآن عمن يحميهم إنهم يقتلون شعب السيسى ■ عقاب طالبة كفر الشيخ لأنها قالت «السيسى رئيسى».. وترك مارينا تموت فى مستشفى الساحل لأنها انتخبت السيسى ليست الحوادث الأولى فى سجل قتل أنصار الرئيس
■ الإخوان خططوا لكسر الجيش والشرطة ثم التفرغ للانتقام من الشعب الذى ثار وفوض.. ورفض الأطباء لعلاج المرضى من مؤيدى الرئيس خطة إبادة ممنهجة
يجلس عبد الفتاح السيسى فى مكتبه مقتنعا تماما أنه رئيس لكل المصريين، لكن هناك من بين ملايين المصريين من يرون أنه ليس رئيسهم.. يطلقون على من خرجوا فى 30 يونيو أنهم شعب السيسى، مخرجين أنفسهم من مظلة الجنسية المصرية، مرحبين أكثر بجنسية إخوانية، يخدعون أنفسهم تحت ظلالها بأنهم رجال الله وحراس الشريعة، رغم أنهم ليسوا أكثر من مجموعة من اللصوص والسفاحين والقتلة.
أصبح راسخا لدى جماعة الإخوان الإرهابية أن هناك شعباً يحمل اسم السيسى، لابد أن يناصبوه العداء، بالنسبة لهم هذا الشعب هو الذى نزل فى 26 يوليو 2013 ليفوض قائد الجيش لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل، والذى لم يكن إلا تفويضا –من وجهة نظرهم– لقتل كل من ينتمى للجماعة أو يدافع عنها، ثم إنه هو نفسه الشعب الذى اكتفى بمتابعة فض اعتصامى رابعة والنهضة عبر شاشات التليفزيون فى صمت، دون كلمة اعتراض ولو عابرة على ما يعتبره الإخوان المسلمون مذبحة العصر، فى محاولة منهم لتصنيع مظلومية كبرى يعيشون عليها لعقود قادمة.
كانت الخطة المعلنة التى راودت الإخوان عن أنفسهم، وراودوها هم عن نفسها، أن يتفرغوا لقتال الجيش والشرطة، على اعتبار أنهم اليد التى قتلت بلا رحمة من اعتصموا فى رابعة والنهضة، وبعد أن يكسروا الجيش والشرطة يتفرغون بعد ذلك للشعب، الذى سيكون وقتها بلا سند ولا مأوى، ومن السهل القضاء عليه تماما.
طالت المعركة ولم ينكسر الجيش – ولن ينكسر – ولم تتراجع الشرطة – ولن تتراجع، وأصبحت الخطة التى رسمها الإخوان للانتقام مجرد سراب، فلا استطاعوا أن يجبروا الجيش على التراجع رغم أن حلفاء الجماعة غدروا به كثيرا، ولا استطاعوا كسر شوكة الشرطة رغم الحرب القذرة التى يعلنونها عليهم، والتى تبدأ من التحريض عليهم بنشر أسمائهم وأرقام تليفوناتهم وعناوين منازلهم، ونهاية بقتلهم مباشرة فى الشوارع والكمائن.. وربما عاد الإخوان مرة أخرى إلى تكنيك ليس جديدا عليهم ولا على المصريين، وهو التودد اعتقادا منهم أنهم يمكن أن يدخلوا المدينة مرة أخرى بسلام.
هذا التكينك الذى يمكن تتبدى تفاصيله فى مناطق كثيرة، لم يمنع أن يبدأ الإخوان حربا شرسة ضد كل من يعتبرونهم شعب السيسى، يقومون ضدهم بتصفية ممنهجة إذا جاز التعبير، وقد جرى الأسبوع الماضى ما جعلنى أنتبه إلى أن هناك خطة للانتقام من كل من خرجوا ضد الإخوان، وهى الخطة التى أحد شروطها أن تقع تحت يد إخوانى، وساعتها فلن يرحمك.
الواقعة الأولى جرت أحداثها فى محافظة كفر الشيخ، وبطلتها طفلة عمرها 6 سنوات فقط، اسمها كنزى جمال محمد – نشرت معظم الصحف قصتها – تلميذة بمدرسة سخا النموذجية، لا تعرف شيئا لا عن السياسة وتعقيداتها ولا عن الشر وما يمكنه أن يفعل فى نفوس البشر، بشكل عابر كانت تقول لزميلاتها كلمة يمكن أن تكون سمعتها فى بيتها أو فى الشارع الذى تقيم فيه، قالت «السيسى رئيسى».. سمعت مدرستها الكلمة، وكأنها حية لدغتها، سألت زميلات كنزى عمن قالت هذه الكلمة، أشرن إلى زميلتهن الصغيرة، ولم تمر سوى ثوان إلا وافترستها المدرسة، ضربتها على ظهرها ويدها وقدمها بالعصا.. لم تقاوم الطفلة الصغيرة جبروت المدرسة المجنونة، فقط استسلمت لحالة الخوف، تبولت على نفسها.
يحمل والد كنزى تقريرا طبيا يحمل رقم 7467 يسجل الإصابات التى لحقت بجسد ابنته، ويحمل محضر شرطة حرره برقم 25 أحوال قسم أول كفر الشيخ، ولا أكثر من ذلك.
فى القاهرة وفى مستشفى الساحل كانت الواقعة الدامية الأخرى، مارينا تدخل طلبا للعلاج، وبدلا من أن يقدم لها الطبيب يد العون، يقرر أن يكون عقابها واضحا، يتركها على سرير المرض، حتى تموت إلكينيكيا، وبدلا من أن يعتذر يقول لوالدها فى وقاحة وانحطاط: طالما رحت انتخبت السيسى خلى السيسى يعالجها لك، روح اشتكينا للسيسى.
عرض وائل الإبراشى هذه الواقعة فى برنامجه العاشرة مساء، وبصرف النظر عن ابتذال الواقعة، وإحاطتها بحالة من الصراخ والتشنج الإعلامى، إلا أنها تظل الواقعة الأخطر، لأنها تحمل نقلة نوعية فى طريقة انتقام الإخوان ومن يشايعونهم.
كان الإخوان فى المدارس والمستشفيات تحديدا ينتقمون ممن خرجوا على الجماعة، معلنين أنهم يفعلون ذلك نكاية فى السيسى، لكن هذه المرة التحدى أكبر، فهم يعلنون أنهم يفعلون ذلك فى مرضاهم تحديدا لأنهم انتخبوا السيسى، لكن الجديد أنهم يعلنون وبكل جرأة وبلا خوف: روحوا اشتكينا للسيسى.
هل أمن الإخوان فى مؤسسات الدولة المختلفة العقاب، فأعلنوا أنهم يفعلون بالناس ما يريدون، وليذهب الناس للسيسى الذى هو رئيس الجمهورية، وكأنهم يريدون أن يقولوا إنه لن يفعل شيئا، والمعنى الأعمق أنه لن يدافع عن مؤيديه.
لقد بدأ الانتقام من الشعب المصرى على يد الشعب الإخوانى مبكرا جدا.
بعد أن خرج المصريون فى 30 يونيو، كانوا على ثقة تامة أن الجيش لن يخذلهم، انتظروا حتى 3 يوليو، عندما خرج السيسى عليهم ببيان يعلن خلاله خارطة الطريق وعزل محمد مرسى من منصبه، لم يستمع أحد لمن تحدثوا بعد السيسى، اكتفوا بما قاله، وبدأوا الاحتفالات بالنصر، فى هذه اللحظات خرج السيسى من مقر وزارة الدفاع إلى حيث ترقد والدته طالبا منها الدعاء.
فى هذه اللحظة تحول السيسى من مجرد وزير دفاع إلى زعيم سياسى ملهم، نظر إليه المصريون على أنه المنقذ الذى خرج فى اللحظة المناسبة ليزيل كابوس الإخوان المسلمين، تحول بعدها السيسى إلى رمز وأيقونة، صنع منه المصريون أسطورة، وجلسوا يضيفون إليها ما يشاءون.. بحثوا عن سماته فى القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، وقلبوا صفحات التاريخ الفرعونى علهم يصادفون نبوءة به خرجت من أحد آلهتهم القديمة، وضعوا صفحات التوارة والإنجيل بين أيديهم واثقين أنهم سيقابلون وجهه فى أى لحظة.. وكان طبيعيا أن تصبح صورة السيسى رمزا للثورة وللكرامة والانتصار عند كل من آمنوا به، ووضعوا على عاتقه مسئولية أن يعبر بهم إلى بر الأمان.
لم تكن الصورة وردية بما يكفى، كان لابد أن يدفع من رفعوا صور السيسى ثمن ذلك.
لا تزال تفاصيل القصة ساخنة، حلاق فى مدينة ساحلية، كان يضع فى دكانه صورة كبيرة للسيسى، ولا يكف عن تشغيل أغنية « تسلم الأيادى» التى كانت تسبب حالة من الهياج الشديد لجماعة الإخوان المسلمين فى كل مكان، بعد صلاة الفجر، نادى عليه بعض أعضاء الجماعة – زوجته شهدت أنهم ينتمون إلى الجماعة – نزل إليهم لأنه كان يعرفهم جيدا، ولما أصبح قريبا منهم، تبادلوا طعنه حتى أصبح جثة هامدة، ليصبح حبه للسيسى وتعليقه لصورته فى محله وتشغيله لأغنية تسلم الأيادى سببا واحدا ووحيدا فى موته.
إذا فتحت أرشيف صفحة الحوادث فى الصحف المصرية التى صدرت بعد 30 يونيو وحتى الآن، يمكن أن تعثر على مئات من الحكايات المشابهة، مواطنون يتعمدون إيذاء من وقفوا ضد الإخوان، ليس لأنهم فعلوا ذلك فقط، ولكنهم يناصرون السيسى ويغنون له، مصطفى كامل مؤلف وملحن أغنية تسلم الأيادى نفسه تعرض اعتداء فى منطقة وسط البلد، وكان أن يلقى يموت على يد مجموعة من الإخوان، لولا أن أولاد البلد أنقذوه من بين أيديهم.
ولأننى هنا لا أتصفح صفحة الحوادث، حيث يمكنك بسهولة أن تعثر على مئات الحوادث التى تؤكد كلامى، فإننى فقط سأحاول ان أضع بعض الهوامش على هذه الظاهرة.
أولا: تراجع الاعتداء على المواطنين ممن خرجوا فى ثورة شاملة وعادلة ضد الإخوان ورئيسهم فى الشوارع، فخلال الشهور الأخيرة تقلصت مساحات انتشار جماعة الإخوان ومتظاهريها ومخربيها إلى أحياء بعينها فى القاهرة والجيزة مثل المطرية وعين شمس والهرم وفيصل وناهيا، وبعض المحافظات التى لا تزال ملتهبة مثل الفيوم... وأصبح من النادر أن ترى مظاهرة حاشدة أو غير حاشدة تدافع عن جماعة الإخوان أو رئيسها.
هذا التراجع ليس معناه كف الأذى عن الناس، فقد تحولت خلايا الإخوان النائمة والمتحكمة فى كثير من مؤسساتنا إلى ثعابين تلدغ خصومها، يظهر هذا تحديدا فى المدارس والمستشفيات، فالمدرسون يواجهون طلابهم وطالباتهم بكل عنف، وليس خافيا على كثيرين أن المدرسين الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان يمارسون حالة من الإرهاب الفكرى على الطلاب، بل يمررون إليهم كل المعانى التى يرفعونها فى مظاهراتها من أن ما جرى انقلاب وأن ما جرى فى رابعة العدوية مذبحة، وأن مرسى لا يزال هو الرئيس الشرعى.
الأمر أخطر فى المستشفيات، فالمريض يكون بين الطبيب لا يعلم سره ولا أمره إلا الله، وقد وقعت حوادث كثيرة كان الأطباء طرفا فيها، كان الطبيب الإخوانى يعلن فيها صراحة أنه ينتقم لمن ماتوا فى رابعة، يفعل ذلك رغم أن إهماله المتعمد لا يعد مخالفة صريحة لشرف المهنة وخيانة لميثاقه ويمينها الذى أقسمه فقط، ولكنه يعد جريمة جنائية متكاملة.
ثانيا: مع اعترافنا بأن ما يجرى جريمة.. ومع اعتراف كل من يطلع عليها بأنها كذلك، إلا أننا فى كل الحالات التى سقط فيها مصريون ضحية لانتمائهم للسيسى، لم نسمع عن تحقيق دقيق، ولا عن عقاب واضح وحاسم يردع من يتجرأون على خلق الله، ولو جرى ذلك فى أى مرة لما تكررت هذه الحوادث التى تزداد بشاعة كل يوم، ويتفنن الإخوان فى إخراجها فى صورة قاسية ربما اعتقادا منهم أن المصريين يمكن أن يعودوا إلى رشدهم مرة أخرى ويقفون على باب رئيسهم المخلوع.
ثالثا: يمكن أن تصف الإخوان الذين يقومون بذلك بأنهم مرضى نفسيون، بعدها يمكن أن تستريح تماما، فها أنت حصلت على تفسير منطقى، لكن هل ستنتهى الأزمة بهذا التفسير، إننا أمام حالة معقدة من الانتقام النفسى البشع، لقد خسر الإخوان كل شىء، بعد أن تمكنوا من مصر وما فيها، ورفعوا أتفه ما عندهم على العرش، وبدأوا يقسمون الغنائم على بعضهم البعض، جاء الشعب ليحرمهم من كل ما حصلوا عليه، بل ويعيدهم مرة أخرى إلى السجون وبلا رحمة، إنهم ينتقمون بغل وحقد لا مثيل لهما، يفعلون ذلك وهم على وعى بما يقدمون عليه، لا يتراجعون رغم معرفتهم ببشاعة فعلتهم، ولذلك لا يجب أن نركن كثيرا إلى أنهم مرضى نفسيون، هم مسئولون تماما عن أفعالهم، ولابد أن يعاقبوا عليها، وبشكل معلن، حتى لا تصبح أرواح الناس مستباحة.
لقد نشر وائل الإبراشى واقعة مارينا فى مستشفى الساحل، كلام الطبيب الإخوانى كان واضحا للغاية، روح اشتكينا للسيسى.. فهل وصلت للرئيس السيسى هذه الواقعة، أعرف أنه يتابع الصحف عبر مكتبه، يرفعون له كل الأخبار المهمة أو التى يطلبها بنفسه، يقرأ كثيرا من المقالات، ظهر هذا فى مكالماته التليفونية التى يجريها مع كتاب المقالات، وتعليقاته فى خطبه العامة على بعض أفكار المقالات المنشورة فى الصحف، فهل وصلته قصة مارينا؟
ولو كانت القصة وصلته بتفاصيلها، فما الذى فعله؟
لكن لماذا نذهب إلى الرئيس رأسا؟ ما الذى فعلته نقابة الأطباء، لديه طبيب سفاح قاتل، يرفض أن يعالج مريضة لسبب سياسى.. وأين الجهات التنفيذية المسئولة التى تقدم لها والد مارينا بشكواه وبلاغاته، فهو يريد حقه بالقانون فقط دون سواه، لما نتأخر فى مثل هذه القضايا الحيوية التى يكون له أثر سياسى مدمر.
رابعا: لا أنفخ فى النار، ولا أحرض على أحد، لكن أنبه فقط إلى أن انتشار هذه الروح، وترك أطباء الإخوان يمرحون فى مستشفيات مصر دون رادع، ودون إجراء يقف بهم عند حدودهم، فمعنى ذلك أن هيبة الدولة تتعرض للخطر، هم لا يعترفون بالسيسى رئيسا، وهم أحرار فى ذلك، لكن ليس معنى عدم اعترافهم به رئيسا أن يقتلوا من انتخبوه، يفعلون ذلك بدم بارد ودون خوف من أحد، بل يهزأوان بسلطة الرئيس.
لا أريد أن ينقسم المصريون إلى فريقين، أحدهما مع السيسى والثانى ضده – رغم أن الواقع هكذا بالفعل – لكن أريد أن يكون هناك قانون يطبق على الجميع، طالما أننا تركنا هؤلاء يعملون ويعيشون فى مؤسسات الدولة دون أن نضع فى اعتبارنا أنهم يخططون للانتقام.
لدى حكومة المهندس إبراهيم محلب قوائم كاملة بأسماء الإخوان فى كل مؤسسات الدولة، وليس مقبولا أن يقال لنا الآن، إنهم إذا قاموا بعملهم ولم يعطلوا مصالح الناس، فلا حق لأحد فى اعتراض طريقهم، وهو كلام رومانسى وساذج جدا، ولا واقعية فيه على الإطلاق، فالإخوان لن يستسلموا ولن يتعاونوا ولن يخضعوا، بل سينتقمون من كل من وقف ضدهم وكان سببا فى إزاحة رئيسهم ودولتهم، ولذلك لا تعولوا كثيرا على نغمة أنهم يمكن أن يعملوا فى إطار القانون، لأنهم لا يعترفون أصلا بالقانون ولا بالبلد ولا بالرئيس ولا بالشعب.
مطلوب إذن وعلى ضوء هذه الجرائم البشعة أن يتم فتح ملف الإخوان فى مؤسسات الدولة بشكل جاد وعملى ولا مرقعة سياسية فيه، لأن من يدفعون الثمن المواطنون البسطاء الذين خرجوا فى يوم من الأيام وهم يحلمون بأن يخلصهم قائد الجيش، فإذا بهم وبعد شهور من وصوله للحكم يدفعون أرواحهم وأرواح أبنائهم ثمنا لتأييده.
خامسا: أعرف أن السيسى لا ذنب له فيما يجرى.. وقد يقول البعض إننا نحمله ما لا يطيق، فما الذى يفعله إذا ما قام طبيب بقتل مريضة لديه لا لسبب إلا لأنها انتخبت السيسى؟ صحيح أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا، كل من وجهة نظره أنه ومن واقع مسئوليته لابد أن يظهر فى الصورة وبقوة، لابد أن يستدعى ضحايا الإخوان الذين يلاحقهم الضرر بسبب تأييدهم له، كنوع من الدعم المعنوى على الإطلاق، ثم تكون الرسالة واضحة للجميع بأنه لن يصمت إزاء هذا التجاوز.
ستقول وهل الرئيس يملك الوقت لمثل هذه الأمور؟ أقول لك: لابد أن يملك الرئيس الوقت لهذه الأمور ولأصغر منها، لأن هؤلاء مواطنيه ومؤيديه، وتركهم هكذا فى العراء لا يليق به ولا يستحقونه هم.
سادسا: لقد غضب الإخوان والسلفيون ومن يشايعونهم عندما غنى على الحجار أغنيته الشهيرة التى كتبها له مدحت العدل «إحنا شعب وانتو شعب».. قالوا إنها تعنى إقصاءهم من المشهد، تعنى نعتهم بأنهم ليسوا مصريين، وأنهم جنس آخر، وأن فى الكلمات تحريض علنى عليهم، يقولون ذلك رغم أنهم يدركون تماما أنهم من قسموا القسمة من البداية، عندما أعلنوا أن الإخوان ديانة وجنسية تغنيهم عن كل شىء، وعندما قرروا أن الإخوانى مواطن درجة أولى، بين المصرى مواطن من الدرجة الثانية أو الثالثة.. لقد رفعوا أنفسهم فوق المصريين، فقرر المصريون أن يضعوهم تحت أقدامهم.
الإخوان يقتلون الشعب المصرى.. الشعب الذى أيد السيسى وفوضه وناداه ليكون رئيسه، ويقف الآن إلى جواره وظهره مكشوفا ويقف فى العراء، يحتاج إلى من يحميه.. فهل يستجيب السيسى، هل يوجه رجاله فى كل الأجهزة التنفيذية ليحموا المصريين من الإخوان، ويا سيادة الرئيس الإخوان يقتلون شعبك.. فماذا أنت فاعل؟