تصدرت اشتباكات العباسية الصفحات الاولي للصحف الاجنبية صباح اليوم حيث نشرت صحيفة الجارديان خبرا اوردت فيه ان الجيش المصري فرض حظر التجول ليلا حول وزارة الدفاع في القاهرة يوم الجمعة بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش والمتظاهرين. اطلق جنود الجيش والشرطة العسكرية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع. شهدت الجارديان إصابات الناس في الرأس و تم نقلهم إلى المستشفى بعد أن احتشد المتظاهرين، وبعضهم كانوا يرشقون الجنود بالحجارة، نحو وزارة الدفاع، حيث قتل 11 في اشتباكات وقعت يوم الاربعاء. وذكر الصحفيين الآخرين المحاصرين في المشاجرة إطلاق نار كثيف في بعض الأماكن. وكانت هذه أحدث حلقة في سلسلة من الاحتجاجات من قبل الثوريين المصريين والإسلاميين الذين يخشون من أن القيادة العسكرية المؤقتة تعمل علي تخريب الانتخابات الرئاسية المقرر أن تبدأ يوم 23 مايو. في وقت سابق من يوم الجمعة، احتشد الآلاف من المتظاهرين في القاهرة وميدان التحرير في وسط المدينة، بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين، السلفيين , والحركات اليسارية، للتحذير من تزوير الانتخابات و مطالبة الجيش تسليم السلطة للمدنيين. في فترة ما بعد الظهر، و اتجهوا في مسيرة الي وزارة الدفاع، في حي العباسية. واندلعت الاشتباكات عندما حاول المتظاهرون في العباسية المرور من خلال الأسلاك الشائكة بينها وبين القوات التي تسد الوصول الى الوزارة. وأظهرت لقطات حية على تلفزيون الدولة انتزاع القوات أحد المتظاهرين، وقاموا بضربه بقضبان معدنية، وتمزيق ملابسه و ترطوه غارق في دماؤه. أطلقت القوات خراطيم المياه على المتظاهرين والقوا الحجارة عليهم لمنعهم من التقدم. أخذ المتظاهرون المأوى وراء الألواح المعدنية انتزعوها من موقع بناء قريب وألقوا الحجارة مرة أخرى. صعد آخرون علي سطح احدى الجامعات القريبة وأمطروا الجنود بالحجارة من فوق. وفتحت القوات بعد ذلك وابلا من القنابل المسيلة للدموع الغزيرة التي دفعت المتظاهرين الى الوراء. ألقت أعمال العنف في أول انتخابات رئاسية منذ الاطاحة في العام الماضي من الرئيس المصري حسني مبارك الى حالة من الاضطراب، مع تعطيل العديد من المرشحين حملاتهم الانتخابية احتجاجا على طريقة تعامل الجيش مع الوضع. يوم الخميس، كرر أعضاء المجلس العسكري تعهده بتسليم السلطة لمرشح الرئاسة الفائز ،في محاولة واضحة لتهدئة المخاوف من استخدام العنف كذريعة للبقاء. لكنها حذرت أيضا المتظاهرين من عقد احتجاجات الجمعة قرب وزارة الدفاع وقال الجنود ان لديهم الحق في الدفاع عن مواقفها، مما أثار مخاوف من تجدد العنف. و لا تزال ملابسات الاشتباكات الدامية التي وقعت في العباسية يوم الاربعاء غير واضحة. ويعتقد المتظاهرون انه تم توظيف المهاجمين البلطجية أو انهم رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية. ويقولون ان الجيش سمح بهجوم يوم الاربعاء ، مشيرين إلى ان القوات لم تفعل شيء لوقف القتال لمدة ساعات. كما نشرت صحيفة الاندبندنت ان القاهرة تشهد حرب شوارع قبل بدء الانتخابات حيث أثارت المعارك الشرسة في الشوارع مخاوف من موجة جديدة من أعمال العنف التي تحيط بالانتخابات القادمة ليحل محل حسني مبارك، الذي أطيح به منذ أكثر من سنة مضت. للمرة الأولى في الفترة الفوضوية التي تمر بها مصر كان الإسلاميين المتشددين في طليعة المواجهة مع الحكام العسكريين الذين اتهموا بمحاولة التشبث بالسلطة ، بدلا من القوى العلمانية. و نشرت صحيفة واشنطن بوست انه على الرغم من التحذيرات الرسمية ضد التجمع، سارت مجموعات إلى حي العباسية للانضمام الى اعتصام امام وزارة الدفاع الذي بدأه مؤيدي حازم أبو إسماعيل. المحامي الذي تحول إلى واعظ، كان قد استبعد بسبب ازدواجية جنسية والدته الراحلة المصرية الأمريكية، مما يجعله غير مؤهل بموجب قوانين الانتخابات. وقد شجع اتباعه على النزول الى الشوارع. وقال المتحدث باسمه جمال صابر لشبكة قناة الجزيرة يوم الجمعة"نحن في مواجهة مؤامرة لإجهاض الثورة". وبدا ان العنف قد نشب عندما حاول المحتجون قطع الاسلاك الشائكة التي وضعها القوات لتحول دون الوصول إلى الطريق الذي يؤدي الى الوزارة. وهتف بعض المتظاهرين "سلمية، سلمية" لردع القتال، ولكن بدأت الاشتباكات بعد قيام قوات الجيش باطلاق مدافع المياه على المتظاهرين والقوا الحجارة لمنعهم من التقدم. أخذ المتظاهرون المأوى وراء ألواح معدنية انتزعوها من موقع بناء قريب وألقوا الحجارة مرة أخرى. صعد آخرون سطح احدى الجامعات القريبة وأمطر الجنود بالحجارة من فوق. وفتحت القوات بعد ذلك زخات غزيرة من الغاز المسيل للدموع الذي دفع المتظاهرين الى الوراء. و اشعل المتظاهرون النار في القمامة لرفع الدخان للحد من تأثير الغاز. وقالت وزارة الصحة ان جنديا قتل واصيب ما لا يقل عن 373 شخصا. واعتقل أكثر من 170 من قبل الجيش، العديد منهم من الصحفيين، بينهم مصورة بلجيكية،وفقا لمسؤول أمني، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول للتصريح باي معلومات. وقالت لجنة حماية الصحفيين يوم الجمعة انه تم الاعتداء على الأقل 18 صحفيا، وأصيبوا، أو ألقي القبض عليهم في الايام الثلاثة الماضية في حين تغطية المواجهات بالقاهرة. كما دعت لجنة حماية الصحفيين الحاكم العسكري الى "تحديد هوية المعتدين وتقديمهم للعدالة فورا، وكذلك إلى إطلاق سراح الصحفيين في السجن". وحذر اللواء مختار الملا، وهو عضو في المجلس العسكري، مساء الجمعة في بيان اذاعه التلفزيون انه سيتم القبض على المتورطين في التحريض على العنف.