نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اوردت فيه ان القوات المصرية شنت هجوما علي المتظاهرين باستخدام مدافع المياه والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية، في محاولة لمنعهم من السير الي وزارة الدفاع يوم الجمعة في اشتباكات اسفرت عن مقتل جندي وعشرات الجرحى فقط قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية. أثارت معارك شرسة في الشوارع مخاوف من موجة جديدة من أعمال العنف التي تحيط بالانتخابات القادمة ليحل محل حسني مبارك، الذي أطيح به منذ أكثر من سنة مضت. للمرة الأولى في الفترة الفوضوية التي تمر بها مصر كان الإسلاميين المتشددين في طليعة المواجهة مع الحكام العسكريين الذين اتهموا بمحاولة التشبث بالسلطة ، بدلا من القوى العلمانية. فرض المجلس العسكري حظر التجول على المنطقة المحيطة بوزارة الدفاع ، التي برزت بوصفها بؤرة للغضب المتظاهرين, من 11 مساء -7 صباحا بعد ان قتل تسعة اشخاص يوم الاربعاء في اشتباكات بين مسلحين مجهولين والمتظاهرين من مؤيدي المرشح الرئاسة الاسلامية المستبعد. ألقت أعمال العنف في الحملة للانتخابات 23-24 مايو الى حالة من الاضطراب، مع تعليق المرشحين المحتملين و مرشحين آخرين حملاتهم الانتخابية مؤقتا احتجاجا على طريقة تعامل الجيش مع لوضع. احتشد الآلاف من المتظاهرين في وسط المدينة في القاهرة ميدان التحرير - بؤرة انتفاضة شعبية في العام الماضي - في وقت سابق من يوم الجمعة لما أصبحت مسيرة أسبوعية للمطالبة بتسريع عملية الانتقال الى الحكم المدني. شمل المتظاهرون الإخوان المسلمين والإسلاميين المحافظين المعروفين باسم السلفيين و أيضا الشباب الثوري الذي قاد المسيرات الجماهيرية التي أطاحت بمبارك. على الرغم من التحذيرات الرسمية ضد التجمع، سارت مجموعات إلى حي العباسية للانضمام الى اعتصام امام وزارة الدفاع الذي بدأه مؤيدي حازم أبو إسماعيل. المحامي الذي تحول إلى واعظ، كان قد استبعد بسبب ازدواجية جنسية والدته الراحلة المصرية الأمريكية، مما يجعله غير مؤهل بموجب قوانين الانتخابات. وقد شجع اتباعه على النزول الى الشوارع. وقال المتحدث باسمه جمال صابر لشبكة قناة الجزيرة يوم الجمعة"نحن في مواجهة مؤامرة لإجهاض الثورة". وبدا ان العنف قد نشب عندما حاول المحتجون قطع الاسلاك الشائكة التي وضعها القوات لتحول دون الوصول إلى الطريق الذي يؤدي الى الوزارة. وهتف بعض المتظاهرين "سلمية، سلمية" لردع القتال، ولكن بدأت الاشتباكات بعد قيام قوات الجيش باطلاق مدافع المياه على المتظاهرين والقوا الحجارة لمنعهم من التقدم. أخذ المتظاهرون المأوى وراء ألواح معدنية انتزعوها من موقع بناء قريب وألقوا الحجارة مرة أخرى. صعد آخرون سطح احدى الجامعات القريبة وأمطر الجنود بالحجارة من فوق. وفتحت القوات بعد ذلك زخات غزيرة من الغاز المسيل للدموع الذي دفع المتظاهرين الى الوراء. و اشعل المتظاهرون النار في القمامة لرفع الدخان للحد من تأثير الغاز. وقالت وزارة الصحة ان جنديا قتل واصيب ما لا يقل عن 373 شخصا. واعتقل أكثر من 170 من قبل الجيش، العديد منهم من الصحفيين، بينهم مصورة بلجيكية،وفقا لمسؤول أمني، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول للتصريح باي معلومات. وقالت لجنة حماية الصحفيين يوم الجمعة انه تم الاعتداء على الأقل 18 صحفيا، وأصيبوا، أو ألقي القبض عليهم في الايام الثلاثة الماضية في حين تغطية المواجهات بالقاهرة. كما دعت لجنة حماية الصحفيين الحاكم العسكري الى "تحديد هوية المعتدين وتقديمهم للعدالة فورا، وكذلك إلى إطلاق سراح الصحفيين في السجن". وحذر اللواء مختار الملا، وهو عضو في المجلس العسكري، مساء الجمعة في بيان اذاعه التلفزيون انه سيتم القبض على المتورطين في التحريض على العنف.