الحلقة الأولى _ الجزء الأول مازالت مصر بها أُناس علي قيد الحياة ولكنهم يعتبرون من الأموات ، مصر التي حققت حضارة لم تحققها البلاد . ولكنها بالرغم من ذلك بها أشخاص من المجتمع لم ينتموا إلي تقسيمات المجتمع،لأنها تعتبر تحت خط الفقر أو حتي غير موجدين في مجتمعنا الذي يملأه المعمار والتطور التكنولوجي. وبالرغم من وجود المليارات في مصر إلا أن هناك من ليس لديهم الجنيه ولذلك رصدت " بوابة الفجر" مجتمع أخر في مصر لا ينتمي للمجتمع المصري الذي نعرفه وقامت بجولة صحفية بالفيديو والصور لكي تكشف أسرار وحياة سكان المقابر . فهذا المجتمع الذي تكلمنا عنه هو مجتمع يعيش مع الأموات ولكنهم أحياء، فحياتهم لا تختلف كثيراً عن مماتهم ففي تلك الحالتين هم يسكنون القبور. ويعتبر سكان القبور مجتمع خاص له حاله منفردة ولكن بالرغم من ذلك موجدين علي قيد الحياة فهم سكان بسطاء ولكنهم ليس لديهم مساكن ولذلك يسكنون المقابر ويجاورن الأموات، لم يتلقي أي مسئول لطالبتهم أو للنظر إلي حياتهم التي يعيشوها . فحياتهم تختلف كثيراً عن سكان العشوائيات يومهم قصير المدة وطويل بالخوف ،وان هؤلاء السكان لم يقتصروا علي مقابر واحده في مصر ولكنهم متواجدين في جميع مقابر مصر ولكنهم بنسب مختلفة. وقد حظت مقابر باب النصر بالسكان الأكثر نسبة في عدد السكان ولكنهم تضمهم مشاكل واحده باختلاف المكان . وفي تصريحات خاصة"لبوابة الفجر" من سكان باب النصر قالوا أنهم لم يتلقوا أي اهتمام من أي مسئول في مصر، فهم لا يعرفون في مصر سوا المقابر لم يخرجوا إلي العالم الخارجي يوما، فهم ينظرون إليه من نوافذ شاشات التليفزيون فهم لا يعرفون ان هناك حياة طرف معبرين أن الحياة بالنسبة لهم شقة بها غرف وأبواب تقفل عليهم ويعيشون وسط سكان أحياء ليس مع الأموات هذه هي كل أمانيهم . أما عن المشكلة العامة لسكان المقابر هي الخوف من الهاربين من السجون في أحداث يناير ،فقد أكد أكثر السكان ان بعد أحداث يناير أصبحوا يخافون دائما علي أولادهم من هؤلاء المساجين، حيث أصبحت المقابر مأوى للمدمنين والبلطجية والمساجين. فقد أشار سكان المقابر أنهم يرون أفعال مشينة من هؤلاء المتشردين الذين يأخذون المقابر وبيوت الأموات مكان لأعمالهم المشينة ،فهم لا يقدرون حرمة الأموات ويأخذونها بيوت للدعارة وبيوت لأمزجتهم ليلا ونهارا ولا يهمهم سوا إرضاء أنفسهم. وحين تساءلت "الفجر" عن مساكن الدولة التي تدعمها دائما لأصحاب العشوائيات والحالات القاسية فقد أثار السؤال السكان لأنهم قدموا كثيرا طلبات للحصول على شقق منذ 10 سنوات ولم يلقوا اي رد من المحافظة ولا حتي المعاينة لم تأتي إليهم ولم يسمع احد صوتهم ولذلك قرروا العيش راضين منعزلين عن حياة الأحياء . وقد بدأت "الفجر" جولتها بمقابر باب النصر التي أشارنا أنها الأكبر نصيبا من سكان المقابر وحين رصدت حياة وأراء هؤلاء السكان بالصوت و بالصور فقد أخذت "الفجر" لقطات بسيطة من الممكن ان تعبر عن الحياة التي يعشها هؤلاء الناس المهشمة. فوجدنا ان ليس لديهم مياه ولا كهرباء ونحن في القرن الحادي والعشرين فهم يأخذون وصلات من الكابلات العمومية ويملئون الماء في أواني، يومهم ينتهي الساعة الرابعة عصرا فالسمة الأولي التي تجمعهم أنهم موجدين في المقابر عن أبائهم وأجدادهم يعيشون جميعا فوق المقابر وفي أحواش الأموات ، ومن الجدير بالذكر ان مشاكل سكان المقابر لم تحتاج إلي معجزات لتحقيق أمانيهم البسيطة . وقد شهدت "الفجر" في جولتها للمقابر أُناس مهددة بالموت في اي وقت ففي مقابر سيدي عمر يسكنون أُناس في مقابر تمر بجانبها خط سكة حديد علي حافة جبل المقطم تحيط بهم القمامة والمخلفات من كل مكان فقد أصبحت أحواش المقابر التي يعيشون بها الأموات والأحياء مأوي للمخلفات. وقد أشار سكان مقابر سيدي عمر أنهم يسكنون علي حافة جبل و لا تستطيع سيارات القمامة الوصول لتلك الأماكن ولذلك امتلأت الأحواش والأماكن المجاورة بالزبالة والمخلفات في حين أن هؤلاء السكان البسطاء لديهم أولاد وبنات في المدارس والجامعات ساعيين ان ينشلوا أهاليهم من هذا المكان وأملين أن تنتهي حياتهم بعيدا عن المقابر التي سوف يرجعون إليها في يوم من الأيام متمنين أن صوتهم وصورتهم ينتبه إليها المسئولين لتحقيق حقهم في دولة لم يعرفوا فيها سوا المقابر. وحين انتقلت "الفجر" إلي مقابر سيدي جلال بمنطقة السيدة عائشة ذلك المنطقة الإسلامية التي لديها روح مختلف عن باقي المقابر فهي مقابر مصممة علي الطراز الإسلامي وقد سميت ذلك المقابر باسم سيدي جلال نسبة إلي جلال الدين الأسيوطي مفسر القرآن صاحب تفسير الجليلين ولكن أصبح المكان لا يحوي الا الخوف وسكان القبور الذين ليس لديهم مأوي غير أحواش الموتى في حين أن البلطجية بدأت تتهجم عليهم في وسط النهار. وحين سألت "الفجر" هل لديهم شيء ليأخذوه البلطجية قال السكان يسرقون الأنابيب والأبواب التي تقفل علينا ليلا فقد عانى هؤلاء السكان من مشاكل لم ولن تنتهي. ولذلك رصدت "الفجر" احدي مشاكل سكان المقابر كما اتخذناه ملف كامل يكشف الكثير من الأسرار التي لا نعرفها ولا ندري بها يوما . الملف لم يقتصر فقط علي السكان المتواجدة بالمقابر ،وإنما تابعوا معنا أسرار جديدة في ملف المقابر في سلسة الحلقات القادمة . انتظرونا فى الجزء الثاني