فى كلمته التى ألقاها اليوم فى إفتتاح مؤتمر الرؤية المستقبلية للأزهر قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: أننى كنت أتطلع منذ أمد بعيد إلى مثل هذا اللقاء، الذي يجمعني بإخواني الأزهريين، في حقول العمل المختلفة، تدريسا وتعليما وتربيةً، وعلى كل المستويات: الجامعية، وما قبل الجامعية وفي دوائر علماء الوعظ، والدعوة والإمامة، الذين يسهمون من خلال خطابهم الديني في بناء الفكر المعاصِر وتشكيل الوجدان الوطني، وقبل ذلك وبعده: كنت دائم التطلع إلى لقاءِ شباب الأزهر وطلابه والعاملين به حفظهم الله جميعًا وألهمهم السداد والتوفيق . وأضاف : ويسعدني – مع إخواني وزملائي العاملين في المشيخة – أن نستمع إليكم اليوم في صراحة تامة حول هذه العناصر جميعا، قصدا لتوحيد الفكر والموقف، وخدمةً للأهداف العليا للدين والوطن، إعمالا لمبدأ الشورى والمشاركة، وتحسينًا للأداء الأزهري، وتنظيم أركانه الأربعة، وتعاونه: قمةً وقاعدة، دون إقصاء أو مزايدة. - أما الرسالة - أيها السادة العلماء منذ احتضنت مصر الأزهر الشريف لم يتوقف يوم واحد عن التعليم والدعوة، اللهم إلا ليقاومَ غازيًا، أو يصد معتديًا أو يدفع طاغية متجبرًا. هذه الرسالة الأزهرية هي فوق كل التغيرات والتقلبات السياسية وغير السياسية؛ إذ هي تكليف إلهي - أما علماء الأزهر - فإن تجربة ألف عام - بل تزيد – لابد أن تكون من الغنى والثراء، بحيث تحافظ على ثوابتها وتطور آلياتها، وتتقن صُنع منتجِها النهائي، وأعني به " الخريج الأزهري " الذي من أجله يضحي هذا الشعب المصري النبيل بالغالي والرخيص. - وأما الإمكانات والأدوات: فقد أمن الشعب المؤمن مؤسسته التعليمية والدعوية، التي جعلت مصر عاصمة الثقافة العربية والإسلامية على مدى القرون - أمنها بالأوقاف الثابتة، التي عصفت بها أحداث وظروف تعلمونها أيضا - أما السياسات والتنظيم أيها الإخوة: فكما تعلمون هي دومًا متطورة في كل المؤسسات، قابلة للتغير طبقًا للظروف والمستجدات، وقد كان الهدف من التعديلات التي دُرِسَت عامًا كاملاً في المشيخة، وأقرها مجمع البحوث الإسلامية، وأدخل عليها بعض التعديلات، وأصدرتها السلطة المختصة، ونوقش مضمونها وهدفها في بعض لجان مجلس الشعب، كان الهدف الأول من ورائها هو تحقيق استقلال الأزهر بشؤونه فعلاً وواقعًا: مع بقاء الأزهر مؤسسة كبرى ضمن مؤسسات الدولة.. مؤسسة يملك فيها الأزهريون أمرهم، ويضعون أنظمتهم ويطبقونها في كل مجالاتها بالخبرة والتضافر والشورى، ويستعيدون هيئاتهم التقليدية.