الدوائر الإلكترونية هي أساس كل ما نراه من أجهزة إلكترونية وتقنيات حديثة، وقد بدأت هذه الدوائر بداية ضخمة جداً من حيث الحجم حين كانت الأنابيب المفرغة هي المكونات الأساسية لها قبل اكتشاف الترانزستور والدايود وأشباه الموصلات. اليوم هذه الصناعة أصبحت تنتج دوائر إلكترونية في نطاق النانومتر باستخدام تقنيات النانو وخير مثال هو معالج الكومبيوتر الذي تتصفح منه الموقع الآن، حيث يوجد فيه ملايين الترانزستورات والوصلات الثنائية التي تتراص بجانب بعضها على بعد نانومترات، وفي كل عام تقل هذه المسافات أكثر فتزيد الكفاءة والسرعة ويقل الحجم، ولكن اكتشاف اليوم ليس له علاقة بالحجم فحسب.
ففي إنجاز جديد للإلكترونيات العضوية قام عدة باحثين بتطوير دوائر إلكترونية رفيعة جدًا وشفافة ومرنة بحيث يمكن لفها حول شعرة من رأس الإنسان! وكإثبات على كفاءة اكتشافهم وكنوع من أنواع التطبيقات التي يمكن استخدامه فيها قاموا بتطوير عدسة عين باستخدام هذا النوع من الدوائر لقياس الضغط واكتشاف مرض الجلاكوما!
سمك الدائرة يصل الى 1 مايكرومتر تمت صناعتها باستخدام طبقتين من البوليمرات وشريحة سيليكون ومعالجتها معالجة كيميائية بعد ذلك “تماما مثل عملية صناعة أي دائرة إلكترونية ولكن بأختلاف المكونات، سنتحدث عن هذه الصناعة في مقال منفصل” مكونات الدائرة استمرت في العمل حتى بعد ثنيها وتجعيدها وفي حالات وضعها على جلد الإنسان أو أوراق النبات! دوائر مثل هذه تتميز بالوزن الخفيف والمرونة الشديدة والشفافية والقدرة على العمل في أوساط مختلفة، وبالتالي يمكن أن يكون لها تأثيراً واضحاً في الكثير من المجالات والتطبيقات مثل صناعة الدواء ومراقبة الصحة العامة للجسم. ومع انتشار الأجهزة الدقيقة التي يمكن ارتداؤها أو زرعها لفحص جسم الإنسان نجد أن هذه الدوائر تقدم حلولاً أفضل حيث يمكن وضعها على الجلد أو ارتدائها كعدسات لمراقبة العوامل الحيويه للجسم وتزويده بمعلومات وتنبيهات صحية، ويمكن أيضاً استغلالها في صناعة دوائر الخلايا الشمسية التي تستخدم في صناعة الطائرات الشمسية والتي ستتأثر كلياً بخفة وزنها. تخيلوا العالم بعد تطور الأجهزة وصغرها بحيث تكون غير مرئية؟!.. نتمنى فقط ألا يتم استخدام هذه التقنيات بشكل خاطئ.
