ضحكت من قلبى ضحكة سخرية كبيرة لماذا؟ عندما قرأت فرمان رئيس الوزراء الجديد إبراهيم محلب بإعلان حالة التقشف فى الوزارات، يعنى إلغاء المواكب والسعاة والسيارات التى تسير خلف موكب معالى أى وزير شارب من صدر أمه، وحتى المياه من يريد شرب مياه معدنية من السادة الوزراء يشتريها من جيبه الخاص. كلام جميل ولميع متورنش مقدرش أقول حاجة عنه لكن يا سيادة معالى رئيس الوزراء هل ستمنع البوفيه الموجود فى كل وزارة وكل مكتب بأى وزارة ومشاريب ورواتب السعاة الذين يقدمون المشاريب، سيبك من الحاجة الهايفة دى، هل ستمنع أى وزير من شرب المياه المعدنية داخل مكتبه على حساب الدولة؟
طبعا هتقول إنك ستراقب، لكن أى وزير وهؤلاء مصريون يعرفون القرد مخبى ابنه فين سيضعون ثمن المياه التى يشربونها تحت بند نثريات أو شراء ورق أو أحبار، أى شيء يا سيادة الرئيس والأهم كيف ستمنع فى كل وزارة ومحافظة بطول مصر وعرضها عزومات الأكل والهبر مثلاً؟
سأعطيك مثالين وبالصور وزارة مثل التعليم وزيرها الذى جددت معاليك له ابتدع حاجة جميلة يدعو السادة الصحفيين الذين يغطون شغل الوزارة على عزومات الغداء وفى رمضان إشى افطارات وإشى سحور، حتى الصحفيون ذاتهم تعجبوا فى سلوك الوزير الذى يجلس معاليه وسط السادة الصحفيين عندما يسأله أحد سؤالاً تكون الإجابة عن إنجازاته وفتوحاته العظيمة فى الوزارة، ويشربوا الشاى بالياسمين وإقلب من فلوس الوزارة التى يرفع وزيرها حملة تبرعات لبناء مدارس سيادتك، ماذا ستفعل؟ مش قبل ما تعلن القرار تعرف كيف ستطبقه وإزاى وفين؟
ثانيا يا معالى رئيس الوزراء اسمع دى، كنت مع عائلتى فى مطعم سمك كبير فى منطقة بحرى إسكندرية أمام قصر رأس التين، وإذ فجأة دخل علينا حوالى 55 شخصاً رجال على سيدات مين دول يا عم قالوا السيد أحمد الوكيل رئيس غرفة تجارة إسكندرية ورئيس اتحاد غرف مصر بيرسل كل فترة مجموعة كبيرة من السادة الزملاء والمتعاملين مع الغرفة التجارية يتقوا بشوية جمبرى وسمك، جلست أراقب السادة وجدت بعضاً من السادة الزملاء اللى أعرف شكلهم، المفاجأة التى صدمتنى وجدت السيد بجلالة قدره رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء محمود العسقلانى على رأس المنضدة، الله مين جابه أليس هذا من يحارب جشع التجار ويملأ الفضائيات بكيفية التصدى والوقوف ضده، لماذا هو وسطهم ومعزوم مش عيب برضه!!
عرفت ساعتها لماذا لا يفتح بعض السادة الزملاء الذين يغطون شغل الغرفة التجارية ملف ارتفاع الأسعار، وكيف أن رئيس شعبة الأغذية باتحاد الغرف وهو أحد شركاء مجموعة سوبر ماركت شهير يملأ فروعه بالمنتجات التركية وبيشغل نصف عمالته سوريين نازحين لمصر من الإخوان والأسعار ترتفع ولا أحد يفتح فمه، وكمان تطلع الغرفة بمسئوليها تشجب ما يفعله الأتراك وأردوغان فى سبه شيخ الأزهر وسنقاطع وهنعمل إيه وإيه وكله ورنشة وطق حنك، وبعد كده على فشوش وعلى ودنه.
المهم عرفت إن الفاتورة فى اليوم ده تزيد على 25 ألف جنيه، ولما نظرت لهم شزراً أخذوها من قاصرها ولم يشربوا الشاى وتركوا المكان.
هذا المبلغ يمكن أن يغير حياة أسر كاملة، فيه تجار أعلنوا تفليسة لمحل على خمسة آلاف جنيه وفيه جمعية الغرفة التجارية التى كانت تساعد صغار التجار والموظفين على شراء نظارة نظر وكشف أو سفر عمرة وحج ليس بها جنيه واحد وناسها بتصوت مفيش مليم، مش ممكن فلوس الهبر دى تروح أماكن بجد لمن يستحقها، الغريبة بعد كده ودى الكارثة إن السادة اللى جاءوا وهبروا السمك والجمبرى، جاءوا فى اليوم التالى يعنى سبت وأحد وأكثر من الخمسين، وتبين وهى الكارثة الأصعب أن كان فيه مؤتمر اسمه حماية المستهلك فى الوطن العربى تحت رعاية وزير التموين والغرفة التجارية بالإسكندرية، يعنى بفاتورة لهؤلاء الهبيرة تفتح بيت وتحل مشكلة شاب وسلم لى على مصر والمرسيدس!!
والمصيبة أن المؤتمر عقد فى فندق فلسطين بأقصى المنتزه والسادة البهوات عشان يضبطوا مزاجهم استحضروا لهم باصات تنقلهم لأقصى غرب إسكندرية فى مطعم بحرى الشهير يأكلوا سمك عنده، وكان تعاون غرفة تجارة إسكندرية فى هذا المؤتمر لا مؤاخذة بدفع فواتير سمك السادة الإعلاميين والمسئولين بتوع الفضائيات.
وبعدما المؤتمر اتظبط وبالهنا والشفا الأسعار زادت على طول، الغريب أن البانفلت تركوه لى هدية ومكتوب فيه مواعيد دعوات الغداء والعشاء وبجوارها من الغرفة التجارية وسلم لى على الشفافية وإدارة البلاد.