تنتشر في الآونة الأخيرة موضة التحادث عبر برامج الدردشة على الهواتف الذكية، ويعتمد المستخدم على برامج مثل "واتس أب" و"فايبر" و"لاين" و"بي بي أم" وتطبيقات أُخرى كثيرة تُسهِّل التواصل من خلال رسائل نصية وصوتية ترسل عبر الشبكة.
وفي حالات كثيرة يعتمد الأشخاص على هذه البرامج لإرسال معلومات سرية وحميمة، ظناً منهم أنها أكثر أماناً من الإتصالات التقليدية لأنّه يصعب تعقّبها وكشفها، خصوصاً إذا كانت تعتمد عند اتصالها بالشبكة على ال"واي فاي" المنتشر في كل مكان، أو على ال"هوت سبوت" الذي يُحوِّل كل هاتف متصل بالشبكة الى موزع للإنترنت. على الصعيد الفردي يبدو الأمر منطقياً. ولكن، ماذا لو سرقت الداتا المحفوظة لدى الشركات المطورة لبرامج الدردشة وسُرّبت الى العلن؟
في البداية يبدو الأمر صعب التصديق، لكنه حصل سابقاً مع "ويكيليكس" حيث تسربت وثائق سرية مهمة، كانت تخضع لحماية مشددة أكثر من تلك المعتمدة في الشركات المطورة لبرامج الدردشة والاتصال.
شروط الإستخدام
عند تنزيل أي تطبيق أو برنامج، تظهر لائحة شروط الإستخدام، التي يؤكِّد فيها المستخدم خضوعه لشروطها عن طريق الموافقة عليها، وإلا لن تُستكمَل عملية التنزيل. وهنا يوافق جميع المستخدمين بلا استثناء على الشروط من دون قراءتها.
ولكن، إذا قرأنا بتمعُّن هذه الشروط التي لا تنتهي، نلاحظ شرطاً موحداً بين كل التطبيقات، وهو أن الشركة المطورة للبرنامج، تملك الحق في التعاون مع الجهات المتخصصة، وإعطاء معلومات في حال تعلَّق الأمر بالأمن العام لأي دولة، من دون تحديد ماهية هذه المعلومات، وهو موضوع يعتبره البعض فضفاضاً وغير محدد.
لكنّه إن دل على شيء، فهو أنّ الشركات المطورة للتطبيقات، تعلم الكثير وتحفظه وتسجله، وكل شيء يمر عبرها يمكن رصده واعتراضه أو تسريبه لدواع أمنية.
مدّة حفظ الداتا
على رغم تأكيد غالبية الشركات المطورة لبرامج الدردشة والإتصال عبر الإنترنت على سرية الرسائل النصية والصوتية المرسلة، وتشفيرها للإتصالات الصوتية التي تجري عبر الشبكة، وتأكيدها أيضاً حذف الداتا لديها تباعاً، بعد حفظها لمدة ثلاثة أشهر فقط، عازية ذلك لدواع أمنية، إلا أن عملية التخلّص من الداتا تبقى على ذمة الشركات، وما من شيء يؤكد ذلك.
وهنا أيضاً نعود الى السؤال الأهم، ماذا لو اخترقت أي جهة خوادم تلك الشركات؟ ومَن يضمن عدم حصول عمليات كهذه؟ وماذا سيحصل إذا تسرَّبت كلّ تلك الرسائل؟ بالطبع في حال حدوث ذلك سنشهد مجتمعات تنهار بكاملها وأسراً تتفكك وصداقات تنقطع وشركات تنهار، ما يمكن أن يدمر أي بلد في لحظات.
لعل أحد أبرز الدلائل على بدء نمو هذه المشكلة ظهر منذ فترة، من خلال تطبيق ألعاب يتمّ تنزيله على أيّ هاتف، مهمته الرئيسة هي حفظ الرسائل النصية لبرامج الدردشة، وإرسالها الى موقع اللعبة على الشبكة مقابل مبلغ مادي زهيد.