"نام يا أبنى أنت رايح عند ربنا" بهذه الكلمات الممزوجة بالحزن والأسى والمغلفة بالصبر والإيمان ودعت الدكتورة "هبة" فلذة كبدها "عبد الرحمن ناصر" الطفل الذي راح ضحية الإهمال الذي بداء معه تحت عارضة "فناء" مدرسة أحمد زويل التجريبية بمدينة بني سويفالجديدة بشرق النيل وأنتقل معه الإهمال في سيارة الإسعاف إلى مستشفى بني سويف العام . بدأت نهاية "عبد الرحمن" الذي لم يتجاوز من العمر 10 سنوات عندما خرج مع زملائه بالصف الثالث الابتدائي للعب بفناء المدرسة في حصة "أحتياطى" بدون مدرس نشاط التربية الرياضية وعندما كان عبد الرحمن يلهو ويلعب بفناء المدرسة سقطت عليه عارضة ملعب كرة القدم الغير "مثبته" نتيجة للإهمال الذي تعودت عليه مدارس بني سويف مما أدى لنزيف داخلي حاد نتيجة انفجار المعدة ، تم نقل "عبد الرحمن" بإحدى سيارات الإسعاف لمستشفى بني سويف العام وفور دخوله المستشفى بمرافقة خاله محمود عبد الباري الذي أخبرته أدارة المدرسة أن عبد الرحمن فى طريقه للمستشفى نتيجة "خبطة" أدت لنزيف فبادر "الخال" بسؤال الدكتور عمرو مناف عن حالته فابلغه بضرورة دخوله غرفة العمليات لأنه يعانى من نزيف حاد وقطع كلى في المعدة ، وأجريت له العملية الجراحية اللازمة وتم "إيداعه"بقسم الجراحة بالمستشفى لاستكمال العلاج ، واستمرت حالته ما بين "الحرجة" والمستقرة في بعض الأحيان إلى أن لقي مصرعه نتيجة "التهاب حاد في الدورة الدموية ناتج عن التهاب بريتونى " . "الفجر" ذهبت الى قرية "عطف أفوه" التى ودعت منذ شهر تقريبا شهيد الشرطة "أكرم الناجى" . التقينا مع أسرة الطفل ضحية الإهمال المستشري في المؤسسات التى تمنح أقل حقوق الآدمية للبشر"التعليم والصحة" . البداية كانت مع والده الدكتور ناصر محمد على "طبيب" بالمملكة العربية السعودية الذي حضر بعد أن سمع خبر وفاة "نجله" أثناء تواجده فى أحد المتاجر بمدين "حائل" بالسعودية لشراء الشيكولاته المفضلة له و أسطوانات كمبيوتر "بلايستيشن" موضحا وهو فى حالة "بكاء" شديد أن عبد الرحمن كان دائما يفضل اللعب معه ، وكنت ينتوى أن "أستقدمهم" معه للإقامة بالسعودية فترة عمرة رمضان حتى موسم الحج، ولكنه "الإهمال" الذي أخذ منى من كنت أجد فيه صورة مصغرة منى ، فهو أبنى الأوسط بعد "ياسمين" 12 سنة ومعه بنفس المدرسة و"كنزي" 10شهور كان متفوقا في دراسته وحافظا للقران الكريم . وأضاف الدكتور "ناصر" أنه كان يتابع حالة "عبد الرحمن" بالتليفون بعد أن علم بخبر أصابته في المدرسة من والدته وكان دائم الاتصال بالطبيب المعالج له الدكتور أحمد على مبروك مدير المستشفى "السابق" الذي دائما ما كان يؤكد لي أن الحالة مستقرة ، ولكن أن ألوم على الاطباء بالمستشفى لعدم إدخالهم "عبد الرحمن" غرفة العناية المركزة فور الخروج من العملية كذالك عدم أجراء أشعة مقطعية للكشف "الدقيق" عن حالة المعدة والأمعاء كما هو متبع بعد إجراء هذا النوع من العمليات ولكنه "القدر" الذي لم يمنعني من رفع دعوة قضائية ضد وزارة التربية والتعليم متمثلة في مدرسة "أحمد زويل" وأطالب المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف بصفته رجل "قضاء" أن يفتح تحقيق فوري وجاد لمعرفة المتسبب في الإهمال المستشري بالمدارس والمستشفيات العامة فهو وعدنا بذالك عند حضر لتقديم واجب العزاء. وتسأل الدكتور "ناصر" أنه أذا كان هذا المدارس "التجريبية" التى تحصل لأموال من أولياء الأمور فكيف يكون الحال فى المدارس "المجانية" . وأشتكى سمير محمد على "عم الطفل" من تجاهل مسئولي التربية والتعليم للحادث ومحاولة التهرب من جريمة "الإهمال" حيث أكدوا لنا أن عبد الرحمن "أتخبط" ووقع على الأرض للتستر على جريمة الإهمال التي كشفتها أحدى المدرسات بالمدرسة للمسعف عند حضور سيارة الإسعاف وأكدت له أن العارضة "سقطت" على عبد الرحمن . وأشار "سمير" إلى أن الإهمال واللامبالاة طالت رجال الشرطة أيضا حيث لم يقم رجال المباحث بالتوجه للمدرسة و"معاينة" مكان الواقعة فور وصول البلاغ . وأبدى "سمير" تخوفه من أن يتم "التعتيم" على الموضوع بأكمله حيث لم نعثر حتى الآن على المحضر "الاصلى" سواء بنقطة المستشفى أو بقسم شرطة بني سويف فاضطررنا لتحرير محضر "جديد" بالواقعة وأثبتنا فيه اتهامنا للمدرسة بالتقصير ومحاولة "الخداع" بتجاهل واقعة سقوط العارضة على "الطفل" ، لذالك فنحن نطالب النيابة بسرعة التوجه لمكان الحادث بالمدرسة قبل أن يتم التلاعب بالقضية بلحام "العارضة" التي قد تؤدى عوامل الجو لعد اكتشاف إهمال أدارة المدرسة . التقينا مع الدكتورة هبه محمد "صيدلانية" والدة الطفل "عبد الرحمن" التي تحدثت بصعوبة شديدة حيث كانت معه أثناء لحظات "الوفاة" وعندما أكد لها الأطباء بالمستشفى أن "الروح" خرجت الى بارئها ، طلبت الدكتورة "هبه" من الاطباء عندما كانوا ينزعون "الاجهزة عن "فلذة كبدها" أن يسمحوا لها بالتواجد مع أبنها واحتضانه ووداعه لمثواه "الأخير" ثم دخلت في حالة انهيار عصبي . وأبدت الدكتورة "هبه" استيائها من الأكاذيب والافتراءات من أدارة المدرسة وأكدت أنها طلبت من لجنة "حقوق الطفل" التي أوفدتها منظمة حقوق الإنسان بحماية بقية أطفال المدارس من مثل الحوادث التي تنتج عن الإهمال .