قد تصل كلفة الاضرار التي يلحقها التغير المناخي بالمحيطات إلى ألفي مليار دولار سنويا بحلول العام 2100، في حال لم تتخذ أي تدابير لخفض الاحترار المناخي، على ما جاء في دراسة نشرها معهد ستكوهولم للبيئة. والدراسة التي أتت بعنوان "فاليوينغ ذي أوشن" (تثمين قيمة المحيطات) والتي أجراها فريق من الخبراء متعددي الاختصاصات تحت إشراف المعهد السويدي، قامت بتقدير الكلفة التي تسجل في ستة مجالات بحلول العامين 2015 و 2100. والمجالات هي: صيد الاسماك والسياحة والعواصف وارتفاع مستوى البحر وقدرة المحيطات على تخزين الكربون. واستند الخبراء في تقييماتهم هذه إلى فريضيتين اثنتين. وتقضي الفرضية الأولى باستمرار ازدياد نسبة انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بصورة كبيرة والذي من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الحرارة بما يعادل أربع درجات مئوية بحلول العام 2100. وفي هذه الحالة، تم تقييم كلفة تدهور المحيطات ب 1,980 مليار دولار في السنة، أي ما يساوي 0,37% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وقد تتخطى الخسائر التي يكبدها قطاع السياحة 639 مليار دولار، في حين قد تفوق خسائر قطاع صيد الأسماك 343 مليار دولار أميركي. أما الفرضية الثانية فهي تتمحور على تخفيض الانبعاثات تخفيضا سريعا خلال السنوات التسعين المقبلة لحصر معدل ارتفاع الحرارة على الساحة العالمية بدرجتين مئويتين (2,2). وفي هذه الحالة، لن تتخطى الأضرار اللاحقة بالمحيطات 612 مليار دولار وستنخفض خسائر قطاع السياحة إلى 301 مليار دولار في السنة، فضلا عن تراجع خسائر قطاع صيد الاسماك إلى 262 مليار دولار أميركي. وفي هذا السياق، أوضح فرانك أكيرمان مدير فريق الأبحاث عن اقتصاد المناخ التابع لمعهد "ستوكهولم إنفايرمنت إنستيتوت" أن "هذه المعطيات ليست إلا الجزء الظاهر من المشكلة غير أنها تدل على كلفة الأضرار البيئية التي ستطال المحيطات في المستقبل والتي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي". وفي إطار هذه الدراسة، أخذت في الحسبان العوامل الآتية لتفسير تدهور المحيطات: - تحمض المحيطات بوتيرة متسارعة الذي يعتبره العلماء نتيجة مباشرة لازدياد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والذي من شأنه أن يخفض قدرة البحار على امتصاص هذا الغاز. - احترار المحيطات الذي من شأنه أن يزيد من وتيرة الإعاصير المدمرة التي تؤدي بدورها إلى ازدياد هجرة أنواع متعددة من الأسماك الصالحة للصيد إلى مياه أكثر عذوبة. - ازدياد نسبة المناطق الميتة بسبب كثرة الأسمدة المشبعة بالنيتروجين، على وجه الخصوص. - ارتفاع مستوى البحار إثر ذوبان الثلوج الذي يهدد الدول-الجزر الصغيرة والمدن الساحلية الكبيرة. - تلوث البحار الذي يهدد التنوع الحيوي فضلا عن الإفراط في استغلال الموارد البحرية. وختاما، يشدد القيمون على هذه الدراسة على أن هذه التقديرات ليست شاملة غير أنهم يؤكدون أن التقاعس قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.