يبدو أن حزب المصريين الأحرار سيتحول إلى قبلة القوى السياسية خلال الفترة الراهنة قبل إجراء الاستحقاقات الانتخابية الخاصة بمجلس النواب، نظرا لما يتمتع به الحزب من موارد تمويلية تؤهله من الترشح على كل مقاعد المجلس، إضافة إلى انتشاره الواسع في ربوع المحافظات، الأمر الذي يفسر الحدث الذي شهده الحزب خلال الأسبوع الماضي بإعلان اندماج حزب الجبهة له بقيادة الدكتور أسامة الغزالي حرب، تحت أسم "المصريين الأحرار". أندماج حزب الجبهة الديمقراطية مع المصريين الأحرار لم يكن وليد اللحظة الراهنة، طبقا لما أكده لنا شهاب وجيه المتحدث بأسم حزب المصريين الأحرار، بل بدأت الفكرة بمجرد تدشين الحزب عقب ثورة يناير، ودارات العديد من الحوارات والنقاشات الخاصة بمسألة التحالف، إلا أن هذه النقاشات نشطت في الفترة الأخيرة بمبادرات شباب الحزبين التي كللت في النهاية بالنجاح، وذلك لأنه الحزب الوحيد الذي يعبر وبحق عن التيار الليبرالي المصري.
بهذا الإندماج يحاول حزب المصريين الأحرار أن يثبت أنه التيار الليبرالي القادر على ادارة المرحلة الراهنة، خاصة وأنه تيار عملي يعمل على أرض الواقع. سبق اندماج حزب الجبهة الديمقراطية محاولات مع الحزب المصري الديمقراطي إلا أنها بائت بالفشل، بسبب خلافات أثيرت حول كيفية التنسيق، ومسمى الإندماج من جهة، ومصادر التمويل ومقارات الحزب من جهة أخرى، وهي الأسباب التي أطلق عليها شهاب وجيه مصطلح أسباب فنية، مؤكدا أنه لا يوجد ما يمنع من اعادة التواصل مع المصري الديمقراطي من خلال جولة ثانية من المفاوضات بعد الإنتخابات البرلمانية.
الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الآحرار، قال لنا إن التحالف مفتوح مع كافة الأحزاب التي ترغب في العمل تحت مظلة الحزب، ونحن لا نمانع من الاندماج مع أي حزب يرغب في العمل تحت أسم المصريين الأحرار، مؤكدا أن فكرة الإندماج مع الحزب المصري الديمقراطي ليست مطروحة في الوقت الراهن، وننتظر النظام الانتخابي لنقرر ما اذا كنا سنتحالف سياسيا مع الحزب المصري الديمقراطي أم لا، فا لو أقر نظام القائمة فمن الممكن أن ندخل معهم في تحالف انتخابي، أما لو أقر النظام الفردي فلا يستلزم ذلك اقامة تحالف، مضيفا أن بعض أعضاء حزب الدستور أنضموا بالفعل إلى المصريين الأحرار خلال الفترة الماضية، لكن لا يوجد اندماج بشكل رسمي بين الدستور والمصريين الأحرار.
وقال سعيد، إن هدف هذه التحالفات هو خلق فرق ولو بسيط في الحياة السياسية المصرية، من خلال العمل بروح الفريق، وليس من أجل الإستئثار بالحياة السياسية والسيطرة عليها.