زار الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد ما وصفه بانه "حدود الحرية" بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، عشية قمة مخصصة للامن النووي يتوقع ان تهيمن عليها خطة كوريا الشمالية اطلاق قمر اصطناعي بصاروخ في نيسان/ابريل. وسيشارك اوباما الاثنين والثلاثاء في سيول في قمة تحضرها 53 دولة حول الامن النووي في مواجهة التهديد الارهابي. لكن المحادثات في اللقاءات شبه الرسمية ستتركز على المسألة الكورية الشمالية على الارجح. وتوجه اوباما الاحد الى المنطقة المنزوعة السلاح التي تمتد على 248 كيلومترا وتقسم شبه الجزيرة الكورية منذ انتهاء الحرب بين شطريها (1950-1953). وهذه المنطقة العازلة يبلغ عرضها اربعة كيلومترات وتفصل بين الكوريتين اللتين لم توقعا حتى الآن اتفاق سلام. وهي آخر حدود من الحرب الباردة وتعد واحدة من الاكثر امانا في العالم. وقال اوباما لعدد من الجنود الاميركيين المتمركزين في كوريا الجنوبية تجمعوا في معسكر بونيفاس "انتم على حدود الحرية". واضاف ان "التناقض بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية لا يمكن ان يكون اكثر وضوحا وجلاء" مما هو عليه في هذه المنطقة، مؤكدا انه يشعر "بالفخر" بقواته التي تضم 28 الفا و500 جندي في كوريا الجنوبية. وفي الجانب الكوري الشمالي، انزل علم هائل الى منتصف السارية في ذكرى مرور مئة يوم على وفاة كيم جونغ ايل الذي حكم البلاد بقبضة من حديد 17 عاما قبل ان يتوفى بازمة قلبية في كانون الاول/ديسمبر. ومن زجاج سيارته المصفحة، تمكن اوباما من رؤية الكيلومترات الاولى من الاراضي الكورية الشمالية بواسطة منظار، قبل ان يعود الى سيول لاجراء محادثات مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك. وسيعقد رئيسا الدولتين مؤتمرا صحافيا مساء اليوم. الرئيس الاميركي باراك اوباما يراقب الحدود الكورية الشمالية في 25 اذار/مارس 2012 وسيجري اوباما محادثات ايضا الاثنين والثلاثاء مع الرئيس الصيني هو جينتاو والرئيس الروسي المنتهية ولايته ديمتري مدفيديف على هامش قمة سيول من اجل التباحث في سبل حماية الترسانة النووية في العالم من اي تهديد ارهابي. وسيشارك في الاجتماع ايضا الامين العام للامم المتحدة بان كي موت ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون. وتعتبر الصين حليفة لكوريا الشمالية وتشارك الدولتان الى جانب كوريا الجنوبية واليابان والولاياتالمتحدة وروسيا في مفاوضات بدات في العام 2003 لكنها معلقة في الوقت الحالي حول نزع السلاح النووي الكوري الشمالي. ومن المرجح ان تطغى ايران وكوريا الشمالية على المحادثات على هامش القمة النووية التي تستمر يومين مع انها لن تذكر الدولتين بالاسم. وستركز القمة على الحد من التهديد النووي وحماية او تدمير المخزون العالمي من البلوتونيوم واليورانيوم العالي التخصيب. ويحتل المشروع مكانة خاصة لدى اوباما الذي تراس القمة الاولى لهذه الغاية في واشنطن في العام 2010. ويقول الخبراء انه تم تحقيق تقدم ملحوظ منذ ذلك التاريخ ولو ان الطريق لا تزال طويلة. كما سيلتقي اوباما مع رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف الذي تعاون لتامين حماية المواد الانشطارية. ونددت كوريا الشمالية بقمة سيول على انها "مهزلة" الهدف منها اثارة الراي العام الدولي ضد برنامجها النووي. وكانت كوريا الشمالية اجرت تجارب نووية في 2006 و2009. وتشتبه الاسرة الدولية في ان عملية وضع قمر اصطناعي في المدار انما هي في الواقع تجربة لاطلاق صواريخ يمكن ان تحمل رؤوسا نووية في المستقبل. وقالت كوريا الشمالية ان عشرات عمليات اطلاق الاقمار الاصطناعية تتم سنويا في مختلف انحاء العالم وان اي محاولة لعرقلة عمليتها ستؤدي الى "اجراءات مضادة" لم تحددها. وشددت على ان العملية لا تنتهك الاتفاق مع الولاياتالمتحدة وهو الاول في ظل حكم الرئيس الجديد كيم جونغ اون. وسيكون لقاء اوباما مع لي الذي تربطه به صداقة شخصية هو الاول بين الرئيسين منذ وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل. وسيعقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا مساء الاحد على ان يلقي اوباما كلمة امام طلاب جامعيين الاثنين قبل حضوره القمة النووية. واعلنت بيونغ يانغ ان الاستعدادات باتت في مرحلة متقدمة لوضع قمر اصطناعي سلمي في المدار في اواسط نيسان/ابريل. واعتبرت واشنطن وحلفاؤها ان مثل هذا المشروع يشكل تحديا خطيرا وانتهاكا لقرارات الاممالمتحدة. وقالت الولاياتالمتحدة ان اي عملية اطلاق ستشكل انتهاكا للاتفاق الذي تم التوصل اليه قبل اسابيع والذي وافقت كوريا الشمالية بموجبه على تعليق جزئي لنشاطاتها النووية لقاء حصولها على مساعدة غذائية من الولاياتالمتحدة.