قال في مقابلة ان مرشح الولاياتالمتحدة لرئاسة البنك الدولي جيم يونج كيم سيحظى بتأييد دولي واسع على الرغم من التحدي غير المسبوق لمرشحين من اقتصاديات ناشئة. وهذه أول مرة يتعرض فيها منصب رئيس البنك الدولي -الذي تحتفظ به واشنطن منذ تأسيسه- لمنافسة من اقتصاديات ناشئة. فقد رشح للمنصب اقتصاديان ودبلوماسيان يحظيان باحترام هما وزيرة المالية النيجيرية نجوزي أوكونجو أيويلا ووزير المالية الكولومبي السابق خوسيه انطونيو اوكامبو. وكيم -وهو أمريكي من أصل كوري- خبير في شؤون الصحة العامة ومعروف جيدا في أوساط خبراء التنمية بسبب جهوده في مكافحة فيروس اتش.اي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) وتوفير الرعاية الصحية للفقراء. ورشح الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الجمعة كيم لرئاسة البنك الدولي. وقال جايتنر لرويترز في مقابلة يوم السبت "الرئيس كان يبحث عن مرشح يمكنه ان يحظى بتأييد واسع في العالم. هذا أمر في غاية الاهمية لاننا لسنا وحدنا أصحاب هذا القرار." وأضاف "المهارات المتعددة للدكتور كيم ستكون مفيدة للبنك في هذا التوقيت وأتصور ان العالم سيستفيد جدا معه." وتسعى دول ذات اقتصاديات ناشئة مثل الصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل وروسيا الى استغلال قوتها الاقتصادية المتنامية للتدخل في عملية اختيار رئيسي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ويتولى أمريكي رئاسة البنك الدولي بينما يتولى اوروبي رئاسة صندوق النقد منذ تأسيسهما بعد الحرب العالمية الثانية. وقال جايتنر ان ظهور مرشحين من دول أخرى لا يعد مفاجأة بعد اتفاق زعماء دول مجموعة العشرين في عام 2009 على اجراء عملية اختيار رئيسي المؤسستين الماليتين الكبيرتين بشكل مفتوح وشفاف. واضاف قائلا "توقعنا حدوث ذلك وأعتقد انه في صالح المؤسسة ككل. لكن بوسعي ان أقول لكم من واقع محادثاتي مع دول نامية ومتقدمة انني على يقين من أنه (كيم) سيحظى بتأييد واسع النطاق." وأقر مسؤولون أمريكيون بأن فقدان رئاسة البنك الدولي سيجعل من العسير على البيت الابيض الحصول على تمويل للبنك من الكونجرس لاسيما مع وجود مشرعين يعتريهم قلق بشأن تصاعد العجز في الميزانية. وجادلت الولاياتالمتحدة أيضا بأنها لا ترأس أي منظمة دولية أخرى. وقال جايتنر انه بعد بحث واسع النطاق شمل مصرفيين أمريكيين واقتصاديين وسياسيين استقر رأي اوباما على ترشيح كيم لان رئيس كلية دارتموث المرموقة له خبرة واسعة بقضايا التنمية. وأشار جايتنر على وجه الخصوص الى خبرة كيم في برامج مكافحة فيروس اتش.اي.في المسبب لمرض الايدز ومرض السل في الدول الفقيرة والتي قال انها أوضحت ان المرشح بوسعه انجاز أمور في بيئات صعبة. وقال مسؤولون امريكيون ان كيم سيزور في الاسابيع المقبلة دولا في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية في مسعى لاقناعها بأنه المرشح الافضل لرئاسة المؤسسة التي تكافح الفقر في العالم. وقال مسؤولون ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون هما اللذان أوصيا اوباما بترشيح كيم. وعمل كيم وزميله وشريكه منذ فترة طويلة بول فارمر مع الرئيس السابق كلينتون في جهود اعادة الاعمار في هايتي في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضربها في عام 2010. وأقر البيت الابيض انه درس اختيار مرشحين على صلة وثيقة بالدوائر السياسية في واشنطن بمن فيهم السناتور الامريكي جون كيري ومندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس والمستشار الاقتصادي السابق للبيت الابيض لورانس سومرز. وقال جايتنر الذي تخرج في كلية دارتموث والذي لعب دورا بارزا في البحث عن خليفة لرئيس البنك الدولي روبرت زوليك الذي أعلن عزمه الرحيل عقب انتهاء ولايته في نهاية يونيو حزيران "الرئيس يريد شخصا يستطيع الدفاع عن حياة الناس من خلال الالتزام بقضية التنمية ويظهر أيضا قدرة على حل المشكلات المعقدة بطرق خلاقة." وعلى الرغم من الاشادة واسعة النطاق بخبرات كيم في مجال الصحة يقول بعض خبراء التنمية انه يفتقر الى بعض المؤهلات الاقتصادية والمهارات الدبلوماسية التي يتمتع بها منافساه أوكونجو أيويلا واوكامبو. وقال جايتنر ان من عملوا مع كيم تأثروا بقدرته على معالجة المواقف المعقدة في البيئات الصعبة مثل هايتي التي كلف فيها باقناع الحكومة باتخاذ خطوات لتجنب تفشي مرض السل.