أكد المهندس أمير رياض عضو الغرفة العربية الألمانية للصناعة والتجارة ونائب رئيس مجموعة شركات بافاريا أن الإلزام بتطبيق كود الحريق لا يعتبر من قبيل الرفاهية بل هو حجر الأساس في اشتراطات السلامة والأمن مع الأخذ دوماً بوسائل إطفاء تتلائم مع حجم الأخطار ونوعية تلك الحرائق وطبيعتها مشيراً إلى أن الخسائر المباشرة من الحرائق تتعدى ملياري جنيه سنوياً عدا الخسائر غير المباشرة على الأفراد وتعطيل العمل وفقد فرص تنافسية في الأسواق داخلياً وخارجياً . جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد بمركز المؤتمرات بجامعة القاهرة تحت عنوان " نحو خلق بيئة عمل صحية وآمنة" والذي جاء في أطار تفعيل دور إدارات الأمن والسلامة والصحة المهنية بالمؤسسات والمنشآت المختلفة والالتزام بتطبيق كود الحريق وتأمين منظومة الصناعة المصرية ضد أخطار الحريق , برعاية وزارات الصناعة والتجارة والبترول والقوى العاملة والبيئة وبحضور نخبة من كبار الباحثين والخبراء والمختصين .
وأوضح أمير رياض عضو الغرفة العربية الألمانية للصناعة والتجارة أن الحاجة تشتد أكثر من أي وقت مضى إلى تأمين منظومة الصناعة المصرية ضد المخاطر والذي يأتي تأمينها ضد أخطار الحرائق على رأس الأولويات متقدمة الترتيب لذا بات من الضروري استكمال ما ينقص الصناعة في مصر في مرحلتها الحالية لتصبح أكثر أمناً في مواجهة أخطار الحرائق المحتملة والقائمة فعلاً حبذا وأن تجمعاتنا الصناعية على امتداد أكثر من 74 تجمعاً صناعياً قد جعل من هذه التجمعات مصدراً مركزاً لأخطار الحريق بالإضافة إلى المصانع المتواجدة خارج هذه التجمعات وغيرها المتواجدة داخل التجمعات السكنية أو بالقرب منها.
كما طالب الدكتور حسين عبد الحي رئيس المركز القومي للسلامة والصحة المهنية بضرورة تطوير التدريب والتعليم وإذكاء الوعي المجتمعي في مجال السلامة والصحة المهنية وذلك بإدخال المفاهيم المتعلقة في هذا الشأن بمختلف مراحل ومناهج التعليم وكذا في وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع لتوضيح العلاقة الوطيدة بين الصحة والعمل , مؤكداً علي ضرورة أن يكون العقد القادم عقداً للسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل.
كما كشفت ورقة العمل التي طرحها رياض تحت عنوان ( حرائق المصانع والمنشآت وطبيعتها ) عن أهمية سرعة احتواء أي حريق داخل المباني والمنشآت الصناعية في اقل من عشر دقائق وهى تمثل الفترة الحرجة التي تسبق خروج الحريق عن نطاق السيطرة الآمنة للحد من الخسائر حتى لا تمتد إلى خسائر في الأرواح والبنية الأساسية للمصانع , ودعا المؤتمر الي ضرورة تزويد المنشآت والمصانع بأنظمة إطفاء مناسبة طبقاً للأحمال الحرارية الموجودة في كل موقع والمحسوبة على الحد الأقصى للمواد القابلة للاشتعال التي قد تكون موجودة بها مع توفير أجهزة إطفاء يدوية من نوعية حاصة علي اعتمادات ذات جودة . وأوضح المهندس حسن الزير رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية أهمية السلامة المهنية في الحفاظ على الموارد البشرية والمادية للمنشأة مشيراً إلى ضرورة تنمية المهارات العملية والعلمية وتطوير نظم وأساليب التدريب العملي للتعامل مع الحرائق بمختلف أنواعها للحد من أخطارها. وأشار الدكتور حسين جمعة الاستشاري بمركز بحوث الإسكان فأكد في دراسته تحت عنوان "إدارة الأزمات والكوارث في قطاع التشييد والبناء" على أهمية التخطيط لإدارة الأزمات أثناء تصميم المنشآت أو عند استخدامها مع التدريب العملي المستمر ووضع السيناريوهات الواقعية للمواجهة والتي تمثل دوراً حيوياً في كيان إدارة الأزمة. أوصى المؤتمر في ختام أعماله بضرورة المحافظة على العنصر البشرى وذلك بتطبيق إجراءات السلامة المهنية في مواقع العمل مع توافر أجهزة وأنظمة مكافحة الحريق اللازمة بالمنشآت والمصانع وتفعيل نظم الأمان .