أطلقت الشرطة الفرنسية أعيرة نارية وفجرت شحنات ناسفة يوم الخميس كل ساعة تقريبا أمام المبنى الذي تقع به الشقة السكنية التي تحاصر فيها مسلحا يشتبه بقتله سبعة أشخاص باسم تنظيم القاعدة في محاولة لاخراجه واعتقاله حيا. ورغم مرور نحو 27 ساعة على محاصرة نحو 300 شرطي للمبنى المكون من خمسة طوابق في منطقة صناعية راقية في مدينة تولوز بجنوب غرب فرنسا يرفض محمد مراح البالغ من العمر 24 عاما تسليم نفسه. بل انه تفاخر بانه تمكن من "تركيع" فرنسا وقال للشرطة ان مبعث اسفه الوحيد هو عدم قدرته على تنفيذ خططه الخاصة بايقاع المزيد من القتلى. وأبلغ مراح مفاوضيه من الشرطة انه قتل ثلاثة جنود فرنسيين الاسبوع الماضي واربعة اشخاص في مدرسة يهودية في تولوز يوم الاثنين انتقاما لمقتل أطفال فلسطينيين وبسبب مشاركة الجيش الفرنسي في الحرب في أفغانستان. وصور المسلح هجومه على المدرسة اليهودية بكاميرا صغيرة. وتشارك فرنسا بقوات في أفغانستان في اطار القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي. وقال يوم الاربعاء المدعي العام في باريس فرانسوا مولان وهو عضو بوحدة مكافحة الارهاب التي تقود التحقيق في مؤتمر صحفي "هو غير نادم الا على انه لم يكن لديه وقت اطول لقتل المزيد من الاشخاص ويتفاخر بأنه تمكن من تركيع فرنسا." ووعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مواطنيه يوم الاربعاء باقرار العدالة وطلب منهم عدم الاستسلام لنزعة الانتقام. وقال ساركوزي الذي قد يؤثر تعامله مع الازمة على انتخابات الرئاسة التي يخوضها للفوز بفترة جديدة بعد أقل من خمسة أسابيع وهو يقف امام ثلاثة نعوش ملفوفة بالعلم الفرنسي لجنود قتلى بعد تعزيته اقارب الضحايا "جنودنا لم يموتوا في السبيل الذي اعدوا انفسهم له. لم يكن موتهم في ساحة القتال بل كان ذلك اعدام ارهابي." وتابع "يتعين علينا ان نظل موحدين. بأي حال من الاحوال يجب ألا نستسلم لروح التمييز او الانتقام. لا يمكن لفرنسا ان تكون عظيمة الا في وحدتها. نحن مدينون لذكرى هؤلاء الرجال ومدينون للاطفال الثلاثة الذين قتلوا ولجميع الضحايا." يتبع