يرى العديد من ضباط الشرطة صغار الرتب أن رجال وزير الداخلية السابق «حبيب العادلي» والمسجون حاليا فى سجن طرة مازالوا موجودين فى الوزارة ويسيطرون عليها من خلال المواقع الشرطية المختلفة التى يتحكمون فيها . والأخطر فى الأمر أن عدداً غير قليل منهم ليس مشهورا وهو ما يسهل الأمر بالنسبة لهم ويجعلهم أكثر حرية فيما يفعلونه ويدبرونه ولكنهم معروفون جيدا لضباط الشرطة وللمسئولين، وذلك رغم إجراء الوزير الحالى محمد إبراهيم لحركة تنقلات منذ أسبوعين كانت أشبه بحركة الكراسى الموسيقية ولم تكن حركة للإطاحة بأحد من رجال العادلى. من هؤلاء «اللواء أبو بكر الحديدي» نائب مدير أمن القليوبية الحالى وهو المنصب الذى نقل إليه بعد الثورة، ليكون نائبا للواء «أحمد سالم الناغي» أحد رجال العادلى أيضا والذى نقل مديرا لأمن الجيزة خلال الحركة الأخيرة، حيث عمل اللواء «أبو بكر» لفترة طويلة بمدن القناة «بورسعيد والسويس والإسماعيلية» ممثلا لقطاع الأمن العام واللواء «عدلى فايد» مساعد أول الوزير للأمن العام سابقا والمحبوس حاليا فى طرة على ذمة قضية قتل الثوار. وقد انتظر الضباط إقصاءه فى حركة التنقلات بعد الثورة وهو ما لم يحدث، بل تمت ترقيته ليصبح نائب مدير أمن القليوبية ليكون رفيقا لأحمد سالم الناغى طوال فترة توليه منصب مدير أمن القليوبية. هناك ايضا اللواء «عز منصور» المدير السابق لمباحث بورسعيد لمدة 3 سنوات وهو منصب مهم لأن بورسعيد من المحافظات التى لاتقل أهمية عن محافظات المنطقة المركزية وهى القاهرةوالإسكندريةوالقليوبية. ومعروف فى وزارة الداخلية بأنه الابن المدلل لعدلى فايد وكانت علاقاته قوية بحبيب العادلى، وقد عمل مع عدلى فايد منذ أكثر من عشرين عاما بمباحث قسم المنتزه بالإسكندرية، وكان يعرف أيضا بأنه المورد الرئيسى لجميع طلبات عدلى وزوجته من الإسكندرية، محل الإقامة الدائم لعادلى فايد، وأيضا محل إقامة دائم لعز منصور ويطلق عليهم بالداخلية «رجالة الإسكندرية» وكان مورد أيضا لجميع طلبات عدلى من بورسعيد وهو شىء معروف جدا فى الداخلية وخاصة بمصلحة الأمن العام، وبعد الثورة تمت ترقيته لرتبة اللواء وإزاحته من الأمن العام ونقل إلى نائب مدير أمن مرسى مطروح، ولكن حدث شىء غريب فقد عدل القرار الوزارى فى نفس الأسبوع إلى مفتش مباحث بقطاع مصلحة الأمن العام. اللواء «مصطفى باشا» وباشا هنا هو لقب عائلته وهو ابن شقيقة اللواء «عدلى فايد» وكان يعمل لفترة طويلة قبل الثورة مديرا لمباحث الدقهلية، وتمت ترقيته بعد الثورة ونقله إلى قطاع التفتيش والرقابة، ليكون بعيدا عن المساءلة وليصبح هو من يسأل ويحقق مع الضباط، فهو يسأل فقط ولا يُسأل، وهناك أيضا ضباط يعملون بديوان الوزارة وفى أماكن مهمة وحيوية جدا ومقربون بشدة من اللواء «محمد إبراهيم» وزير الداخلية وقد كانوا من رجال العادلى المقربين أيضا بل وعملوا مع بعض أباطرة النظام السابق وتعاونوا معهم والوزير يعلم ذلك جيدا. كما كان اللواء منصور عيسوى يعلمه أيضا ولكن من العجائب أن أحدا لم يمسسهم بسوء ولم يتحركوا من مواقعهم المهمة بل يظلوا مقربين من كل وزير داخلية جديد كأن الوزراء أنفسهم يخشونهم، ويقولون إن محمد إبراهيم يخشى المؤامرة بالفعل لأنه تربية حبيب العادلى الذى كان يشعر دائما أن الجميع يتآمر عليه، وهو ما ورثه منه محمد إبراهيم لذلك يتجنب أن يطيح بالكبار حتى لايفاجأ بمؤامرة قد يدبرها أحد للانتقام منه، وذلك ماجاء على لسان بعض الضباط -نحتفظ باسمائهم- لأنهم مازالوا فى الخدمة ويقولون إنهم لايريدون هدم الداخلية لأنها المكان الذى يعملون به ولكنهم يريدون تطهيرها إذا كانت نوايا التطهير وإعادة الهيكلة صادقة ويضيفون أن شعارهم « نطهرها ولا نهدمها». السنة الخامسة - العدد 346 - الاثنين - 19/ 03 /2012