أصبح تدخين النارجيلة منظراً مألوفاً في شوارع المدن البريطانية، فبعد ان كانت هذه العادة حكراً على كبار السن، أصبحت شائعة مثل اتجاهات الموضة وتحظى بشعبية في أوساط مختلف التجمعات الثقافية، ولا سيما عند الشباب والطلبة. وبدأت أندية الجامعات الليلية تقيم خيم الشيشة لمرتاديها، بل ان هناك شركات تقدم خدمة توصيل النارجيلة إلى المنازل، ويبدو ان هناك عدم اكتراث أو عدم دراية متزايدا بالاخطار التي تنطوي عليها هذه الممارسة. فالشيشة – على العكس من الاعتقاد الشعبي السائد – لا تقل خطراً عن السجائر، فهي تشتمل على التبغ، أي أن لها صلة أكيدة – مثل التدخين – بالأمراض التي تهدد حياة الإنسان، كالسرطان وأمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي والمشكلات التي تشكل خطراً على الجنين في حالة الحوامل. والأكثر من ذلك ان مدخني الشيشة يتعرضون لمادة التوكسين TOXIN السامة بكميات أكبر من تدخين السجائر، لأنهم يستنشقون أيضاً الدخان من الخشب أو الفحم المستخدم لحرق التبغ، وهو أمر أشبه باستنشاق الدخان على مقربة من حفل شواء، وهو ما يحاول كل منا تفاديه. وهناك مخاطر أخرى ينطوي عليها تدخين الشيشة لأنها تدوم لفترة أطول بكثير من السيجارة، فالشيشة قد يستغرق شربها ساعة واحدة في المعدل مقابل دقائق معدودات للسيجارة، كما ان تدخين الشيشة الواحدة يساوي مائة سيجارة. وقد شهد عدد المقاهي والنوادي الليلية التي تقدم خدمة الشيشة في بريطانيا زيادة دراماتيكية من 179 مقهى وناديا عام 2007 الى أكثر من 556 الآن، ويتناقض ذلك مع تراجع أعداد المدخنين من 24 في المئة من السكان عام 2007 الى 21 في المئة الآن. والمثير ان استطلاعا أظهر ان 15 في المئة من هؤلاء الناس يعتقدون ان لا أضرار مترتبة على الشيشة و44 في المئة يعتقد انها أقل ضرراً من السجائر.