سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفقي : البنا لم يكن يتصور اذا عاش نفوذ وقوة الاخوان الان الاخوان في تاريخهم تعاونوا بذكاء مع الاقباط و بتسامح مع عبد الناصر وبانتهاز الفرص مع السادات
قال الكاتب والمفكر السياسي الدكتور مصطفي الفقي " ان حسن البنا لم يكن يتصور ان نفوذ جماعة الاخوان المسلمين يصل الي هذا الحد من القوة والانتشار ليس في مصر فقط بل في جميع أنحاء العالم " وعرض الفقي في برنامج " سنوات الفرص الضائعة " الذى يبث علي قناة النهار مساء أمس الخميس تاريخ نشأة جماعة الاخوان المسلمين في مصر وعلاقتهم بالسلطة منذ نشأتهم الي عهد الرئيس السابق حسني مبارك ، حيث بدأ الفقي بالتحدث عن الامام حسن البنا ونشأة الجماعة وانتهي بالعلاقة بين الجماعة ورؤساء مصر محمد نجيب وجمال عبد الناصر وانو السادات . نشأة الاخوان .. المولد ... وأكتشاف الذات : قال الفقي ان "حسن البنا والذى ولد ونشأ في محافظة البحيرة ، حيث بدأ البنا بالتشبع بالعلوم الدينية من والده الشيخ الساعاتي ، أكتشف ذاته في الاسماعيلية حيث بدأ ببناء هيكل جماعة الاخوان المسلمين علي اساس جذور الاسلام المحلي وبهذا يتناقض مع الشيوخ الذين سبقوه خاصة محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وتلميذهم النجيب محمد رشيد رضا الذين ظهروا مع مرحلة الضعف الاسلامي ، وقاموا بالأحتكاك بالغرب واضافته الي الثقافة الاسلامية ، وهذا ما خالفه البنا الذى اعتمد علي الجذور المحلية والابتعاد عن الغرب تماما . وأضاف الفقي في حديثه ان مصر تعتبر مهيأة لهذا النوع من الجماعات حيث ان المصريين متدينين ويحبون الدين مثل القدم ، مشيرا ان التاريخ المصري يدل علي ذلك ، حيث الأسكندر الاكبر الذى تقرب من المصريين كثيرا من هذه النافذة الدينية وبني امبراطوريته علي هذا الأساس ، بل ان نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية التي غزت مصر من الفترة بين 1798 و 1801 قام بالتقرب الي المصريين مع اول نزول له الي مصر تقليدا لفكرة الاسكندر . الأخوان والأقباط : وتطرق الفقي في حديثه عن جماعة الاخوان انهم أذكياء في التعامل مع الشريك الأخر في الوطن حيث ان حسن البنا كان يتعامل بلطف مع الاقباط وأسس علاقات متينة مع رموزهم مثل مكرم عبيد باشا القطب الوفدى البارز والمحامي الذى دافع عن الاخوان في قضاياهم خلال هذه الفترة ، والذى حضر ايضا جنازة البنا . وأضاف الفقي ان خلفاء البنا في الجماعة ينتهجون هذا النهج ، حيث قام نواب مجلس الشعب عن الاخوان في برلمان 2005 بالتعاون مع المحامية القبطية الشهيرة جورجيت قليني التي دافعت بقوة عن الجماعة وقضاياها . الاخوان وعبد الناصر ...التعاون والعداء المعتدل في علاقة الاخوان مع السلطة استطرد الفقي قائلا ان الجماعة انتهجت العنف في فترة اواخر الاربعينات حيث مرحلة الاغتيالات الشهيرة التي راح ضحيتها عدد من المشاهير مثل رئيس الوزراء أحمد ماهر والقاضي أحمد الخزندار ومحمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء الذي قرر حل الجماعة ، مشيرا ان البنا ادرك هذا الخلل في داخل الجماعة وحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه لكنه اغتيل في النهاية قبل ادراك ذلك . وعن عبد الناصر وثورة يوليو والاخوان اشار الفقي ان قيادات الثورة والاخوان كانوا يعرفون افكار بعضهم البعض جيدا وان الخلاف بدأ مع تشكيل الحكومة الثانية بعد الثورة ، وانتهي الخلاف بالصدام المتمثل في حادث المنشية والذى تم بعد تصفية الاخوان . وأكد الفقي ان العداء بين قيادات الاخوان ورموزهم وعبد الناصر كان معتدلا ، حيث ان رموز الاخوان وبينهم الشيخ الشعراوى زار ضريح جمال عبد الناصر واضاف قائلا " قيادات الاخوان مثل فريد عبد الخالق الذى رافق البنا سماح عبد الناصر ولا يتحدث عنه بشر ". المرشد النابه ..عمر التلمساني : "مرحلة جديدة دخلت فيها جماعة الاخوان ، وهي مرحلة الرئيس الراحل أنور السادات الذى أراد تقليم أظافر التيار اليسارى والناصرى بموازنة الموقف السياسي ، وكان هذا التوازن هو اخراج الاخوان من السجون ونزولهم الي الساحة السياسية بمباركة السادات " هكذا بدأ الفقي حديثه عن هذه المرحلة . ووصف الفقي عمر التلمساني المرشد المسئول عن الجماعة في هذه الفترة بالنابه ، لأنه كان راقيا في حواره مع السادات في المناظرة الشهيرة التي جمعت بينهما ، وفهم التلمساني ان السادات اعطي للجماعة مساحة من الحرية مختلفا بذلك مع العهد الناصرى السابق لذلك اقتنص هذه الفرصة السانحة والتي كانت تاريخية بالنسبة للاخوان واثرت في تاريخهم حتي هذه اللحظة .