السلام عليكم.. منذ حوالي شهر بدأت أخلاق أخي 13 سنة تتغير إلى شيء سيئ، وهو الميل إلى جمع صور الأطفال من الإنترنت وصور فاضحة، فقلت لعله يقف عند هذا الحد، لكنه من خلال زياراته بدأ يتحول إلى ممارس معهم، والأمر الأخير أنه لا ينام إلا بوضع "ببرونة" في فمه كالأطفال . فهل هذا تعب عقلي؟ ماذا أفعل؟ وللعلم هو لم يشعر أني أعرف كل هذه الأشياء. المشكلة كبيرة وأنا لا أعلم ماذا أفعل، أخبر والدي أم أصمت؟ وأترك الأمور تمر بدون شيء أنا في حيرة بارك الله فيكم. ع.ع فضفضة بداية نشكر لك اهتمامك بأخيك، ونشكر لك ملاحظتك الجيدة التي جعلتك تبعثين في طلب الاستشارة؛ لأن ما لاحظته فعلاً خطير ويحتاج إلى التدخل من كل الأطراف.. نحتاج إلى مزيد من المعلومات حول باقي جوانب حياة أخيك وسلوكياته حتى نستطيع أن نحسم التشخيص، ولكننا بصدد أمر خطير أقله هو الانحراف الجنسي، خاصة أن أخاك في بداية سن المراهقة حيث تكون الذاتية الجنسية مشوشة، ويكون عرضة لأي من أنواع الانحراف الجنسي إذا تعرض لمسبباته والتي من أهمها.. التعرض لخبرات جنسية منحرفة مثل أن يطلع على مواقع جنسية لممارسة الجنس مع الأطفال مثلاً مثلما حدث مع أخيك. ولأنه في هذه المرحلة يكون ما زال في طور حسم هويته الجنسية فإن تعرضه لهذه الخبرة يجعله يعتادها وتصبح هي المفضلة لديه ؛ لأنه لم يتعرف أو يعرف الخبرات الصحيحة، وتنتهي الاحتمالات باحتمالات بداية الإصابة بمرض عقلي، حيث يبدو نومه بالببرونة نموذجًا للسلوكيات الشاذة التي تميز هذا المرض .. الخلاصة أننا بصدد طيف من الاحتمالات التي لا يستطيع حسمها إلا الطبيب النفسي من خلال المقابلة الإكلينيكية المباشرة، حيث يطرح عليه وعلى الأسرة المزيد من استفسارات التي تحسم التشخيص.. حيث إن اضطراب جوانب أخرى في شخصية الأخ ستجعل احتمال بدايات المرض العقلي هي الأرجح، في حين أن أمر الاضطراب لو اقتصر على جانب الذاتية الجنسية فسيكون الانحراف الجنسي هو الأقرب، على كل الأحوال لن يحسم ذلك إلا الطبيب بعد الفحص النفسي والعقلي الكامل للأخ. لذا فإن إخبار الأب بهدوء ومن خلال المدخل المرضي يعني ألا يقدم له الأمر على أنه اكتشاف لانحراف سلوكي يتطلب ردود أفعال تربوية، بل يقدم الأمر على أننا بصدد احتمالات مرضية تحتاج للعرض على الطبيب النفسي، ولا مانع من أن تطلعيه على رسالتك إلينا وردنا عليها حتى يستطيع استيعاب الموقف ويتعامل معه بما يناسبه بما لا يؤدي إلى تفاقم المشكلة أو الدخول في فرعيات لا تحل الأزمة الأصلية، ونرجو أن تتابعينا بالأخبار وبما يتوصل إليه الطبيب من تشخيص، والمزيد من التفاصيل حول باقي جوانب حياة أخيك، ونحن معك. دكتور عمرو أبو خليل