وزير التموين: السيطرة على الفساد سواء في الدعم العيني أو النقدي شغلنا الشاغل    خريف 2024.. تقلبات جوية ودرجات حرارة غير مسبوقة هل تتغير أنماط الطقس في 2024؟    تعرف على شروط مسابقة التأليف بمهرجان الرواد المسرحي    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي ممثلي عدد من الشركات الفرنسية المهتمة بالاستثمار في مصر    غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    إبراهيم عيسى: السودانيين زي ما بيتخانقوا في الخرطوم بيتخانقوا في فيصل    بايدن يواصل تعزيز قيود اللجوء لمواجهة الانتقادات الخاصة بالحدود    طوني خليفة: لبنان مقسم لعدة فرق.. ومن يحميها هو الذي يتفق على رأسها    "أوتشا": العوائق الإسرائيلية تعرقل استعداداتنا لموسم الأمطار بغزة    استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مبنى سكني في غزة    القضية الفلسطينية..حسن نصرالله دفع حياته ثمنًا لها وبن زايد سخر طاقاته لتصفيتها وبن سلمان لا تعنيه    عادل عبد الرحمن: تعيين الأهلي محمد رمضان مديرا رياضيا «ليس قرارا انفعاليا»    نجم الأهلي يتخذ قرارًا مفاجئًا بالرحيل (تفاصيل)    مدرب الزمالك: احتفال ربيعة وعمر كمال حفزنا أكثر للفوز على الأهلى    رونالدو: هدفي في الريان له طعم مختلف..«يوم عيد ميلاد والدي»    توفيق السيد: محمد فاروق هو الأحق برئاسة لجنة الحكام    خالد عبد الفتاح يطلب الرحيل عن الأهلي وكولر يناقش القرار مع لجنة الكرة    160 جنيهًا تراجع مفاجئ.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 1 أكتوبر 2024 في مصر «بيع وشراء»    دخلت بها ولم أرى أثر.. نص تحقيقات النيابة العامة في مقتل عروس أسيوط علي يد عريسها    ما حقيقة إلغاء منهج الفيزياء وتغيير منهج الأحياء لطلاب تانية ثانوية؟.. مصدر بالتعليم يجيب    وكيل تضامن الشيوخ: كفاءة برامج الدعم النقدي المباشر للمواطنين أثبتت كفاءة أعلى    "المهاجر إلى الغد.. السيد حافظ خمسون عامًا من التجريب في المسرح والرواية" كتاب جديد ل أحمد الشريف    مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء القادم    أستاذ دراسات إيرانية: المجتمع الإيراني راض عن اغتيال حسن نصر الله لأن جزءا كبيرا من دخل البلاد كان يوجه لحزب الله    السيطرة علي حريق شب في شقة بالمطرية    أماكن سقوط الأمطار غدا على 14 محافظة.. هل تصل إلى القاهرة؟    محمد الشامي: لم أحصل على مستحقاتي من الإسماعيلي    الموافقة على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني يوم السبت بالإسماعيلية    برج الميزان.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: تواصل مع الزملاء في العمل    برج العقرب.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: احرص على دراسة الأمور جيدا    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: واجه التحديات الجديدة    «وحشتوني».. محمد محسن يشوّق جمهوره لحفله بمهرجان الموسيقى العربية    «هيئة الدواء» تعلن ضخ كميات من أدوية الضغط والسكر والقلب والأورام بالصيدليات    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    كيفية التحقق من صحة القلب    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    مباشر أبطال آسيا - النصر (0)-(0) الريان.. انطلاق المباراة    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مصرع شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق بمدينة نصر    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادل حمودة يكتب: كيف سقطت الجماعة؟
نشر في الفجر يوم 14 - 07 - 2013

■جهاز المخابرات يستدعى خيرت الشاطر مرتين وهدده بعدم التدخل فى ملفات الأمن القومى ■
الرئاسة أرسلت للمخابرات قائمة ب 20 إعلاميا منهم لميس الحديدى لاعتقالهم.. والجهاز يرفض ■
مرسى طلب من هشام قنديل إقالة رئيس الشرقية للدخان وحسن مالك خطط لسحب توكيلات السجائر الأجنبية من عائلة منصور




المخابرات العامة.. الجندى المجهول فى معركة إجهاض مرسى








«كان مكتب الإرشاد يتآمر على مرسى ومستعدين للتخلص منه ولو بالقتل».. هذه الحقيقة يمكن أن تكون خرافة لو لم أسمعها من مدير المخابرات العامة السابق رأفت شحاتة.

فى 19 سبتمبر من العام الماضى أصبح رأفت شحاتة على رأس الجهاز.. ليكون أول رئيس له يصعد من داخله بعد أن جرى العرف على اختيار قياداته من خارجه.

وطوال مدة رئاسته التى لم تزد على 9 شهور و16 يوما كانت مهمته الوحيدة الحفاظ على تماسك الجهاز.. وضمان عدم تسرب ملفاته.. أو كشف أسراره.. أو تجنيد رجاله.

لقد أرسلت الجماعة بعثات سرية للتدريب على أعمال المخابرات فى تركيا وقطر.. وأرسلت بعثات أخرى إلى ألمانيا للتدريب على وسائل تفكيك الأجهزة الأمنية السيادية.

وليس صحيحا أن خيرت الشاطر كان يعطى أوامره لقيادات الجهاز.. لكنه.. استدعى مرتين.. ووجهت إليه تعليمات.. اقتربت إلى حد التهديدات.

وحدث أن كشفت الجمارك عن وجود أجهزة تجسس غامضة صناعة إسرائيلية ومستوردة من وكيل فى قبرض وقبل أن تصادرها جاءت تعليمات من رئاسة الجمهورية بالإفراج عنها وتسليمها لمندوب من مكتب الإرشاد.

ويبدو أن هذه الأجهزة ضاعفت من حذر ضباط المخابرات.. فكانوا يبعدون تليفوناتهم المحمولة وهم فى غرف الاجتماعات داخل مكاتبهم.

وكانوا بما يملكون من وسائل تكنولوجية وبشرية يسمعون شتائمهم من قيادات الجماعة بآذانهم.. وإن نجحوا فى الوقت نفسه فى اختراق مكتب الإرشاد.. وكشف ما يدبر لهم.. ولجهازهم.

والحقيقة أن قيادات الجهاز تعاملت بحسن نية مع محمد مرسى.. وحاولت جاهدة أن تضعه على الطريق الصحيح.. لكنه.. كان يسمع ويهز رأسه ويوافق على ما يقال له وما يعرض عليه.. على أنه كان يغير رأيه بعد أن يعود إلى الجماعة.

حدث ذلك عند إعلانه الدستورى.. ومشروع الصكوك.. وخطة إقليم قناة السويس.. والعفو عن القيادات الإرهابية.. ورفض تطهير سيناء منهم.. وتغيير الحكومة.

وربما.. لم يكن مرسى فى حاجة للرجوع إلى الجماعة.. فالجماعة أجبرته على أن يكون على جانبيه رئيس الديوان محمد رفاعة الطهطاوى ونائبه أسعد شيخة.. عليهما حضور كل المقابلات.. وتسجيل كل الاتصالات.. وكان من الصعب على مرسى أن ينفرد بمسئول كبير أو صغير.. ولو كان مدير المخابرات.. أو مسئول الأمن الوطنى.. فلم يكن مرسى رئيسا.. كان «دمية» فى مسرح للعرائس يحركها مكتب الإرشاد كما يشاء.

■■■

وبسبب ضعف مرسى.. وإدمانه الخضوع للجماعة.. أفسد ملفات الأمن القومى.. بما يصل إلى حد الخيانة الوطنية.

بعد أن زار السودان خرج نائب الرئيس هناك ليؤكد أن مرسى وافق على إعادة منطقتى حلايب وشلاتين إلى السودان.. وقبل أن يعود مرسى إلى القاهرة استولت السودان على 200 متر بعرض خط الحدود معها.. وبعد أن أعيدت الأمور إلى ما كانت عليه لم يخرج مرسى من غيبوبته.. وتحدث عن ضرورة بناء كافتيريات واستراحات على طريق الأربعين الموصل بين مصر والسودان.

وعندما كانت المخابرات تمنع قيادات إرهابية من حماس موضوعة على قوائم ترقب الوصول من دخول البلاد لم تكن الرئاسة تتردد فى السماح لهم بالدخول.

والمؤكد أن حماس كانت «رأس حربة» للجماعة فى مصر.. دربت ميليشيات الإخوان على العنف المكثف.. إطلاق النار بلا تردد على المتظاهرين من شرفات تطل على الميادين.. وهو ما حدث فى حشود 25 يناير.. إلقاء المعارضين من أسطح المنازل بلا رحمة.. وهو ما حدث فى استاد بورسعيد.. والإسكندرية.. إثارة الفتنة المؤدية للوقيعة بين الشعب وبين الشرطة والقوات المسلحة.. وهو ما حدث أمام الحرس الجمهورى فجر يوم الثلاثاء الماضى.

ونصحت المخابرات مرسى بعدم قطع العلاقات مع سوريا.. لكنه.. لم يأخذ برأيهم.. ونفذ تعليمات جاءت إليه من السفيرة الأمريكية آن باترسون التى لم تكن بينها وبين نفسها تعترف به.. وكانت ترى أن خيرت الشاطر هو صاحب القرار.. فكانت تذهب إليه دون المرور على قصر الاتحادية.. وإن كلفت القائم بالأعمال بحمل رسائلها إلى مرسى.. فى حالة من حالات الاحتقار لم يعرفها مسئول مصرى من قبل.

لقد تحولت إخوان مصر بفضل خبرات حماس الدموية من جماعة سياسية إلى جماعة إرهابية.. واستعانت بتنظيمات أخرى لتكفر باقى التيارات السياسية والمدنية.. لتكفر الشعب المصرى كله.

وبفشل المخابرات فى إقناع مرسى بأن يكون رئيسا وطنيا يعلى مصلحة الوطن على مصلحة الجماعة أصبحت رئاسة الجهاز وقياداته العليا هدفا لمكتب الإرشاد الذى سعى للتخلص منهم.

كان مقررا القبض على رأفت شحاتة ومساعديه قبل تظاهرات يوم 30 يونيو.. لكن.. لا أحد منهم ترك مكتبه.. وأصروا على الدفاع عن الجهاز.. ولو كان الثمن حياتهم.. وعندما وصل الأمر إلى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى قال: لو اقترب أحد من المبنى سأضربه بصاروخ.

وما ضاعف من غضب الإخوان من المخابرات أن رئيسها رفض اعتقال الإعلاميين المعارضين.. كان رأفت شحاتة خارج مصر يحضر اجتماعا لمدير المخابرات عندما تلقى اتصالا من مرسى طلب فيه منه تنفيذ قائمة الاعتقالات التى تضم عشرين إعلاميا.. منهم لميس الحديدى.. ولم يوقفهم أنها سيدة.. واستدعى رأفت شحاتة أحد مساعديه إلى جناحه بالفندق.. ولم تستغرق مشاوراتهما سوى عدة دقائق رفضا خلالها تنفيذ الأمر.. ولم يجد الإخوان جهة أمنية واحدة تقبل التنفيذ.. فكان الخوف أن تتنكر ميليشيات من الجماعة فى ثياب الشرطة وتقوم بالاعتقال.

■■■

بقى رأفت شحاتة فى مكتبه خمسة أيام.. من 30 يونيو إلى 5 يوليو.. حيث تقرر تعيينه مستشارا أمنيا لرئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور.. فى الوقت نفسه تولى اللواء محمد فريد التهامى رئاسة المخابرات.

وفريد التهامى رشحه المشير حسين طنطاوى لهذا المنصب بعد أن أصبح عمر سليمان نائبا للرئيس.. لكن.. عمر سليمان تحمس أكثر للواء مراد موافى.. فحظى بالمنصب.

والتهامى كان رئيسا للرقابة الإدارية.. وقت أن تعرض لمؤامرة من الإخوان لتشويه سمعته.. انتهت بالإطاحة به.. وأذكر أننى دافعت عن الرجل دون أن التقى به.. وشهدت بنظافة يده.. فقد رفض الانتقال من شقته المتواضعة إلى فيللات القطامية كما فعل من سبقوه.. كما أنه لم يحتفظ بآخر سيارة يستخدمها.. حسب العرف.

وجاء الإخوان بضابط فى الرقابة كان مسئولا عن محافظة الشرقية ويخفف عن مرسى أعباء المحنة فى أوقات الاعتقال ليرد له الجميل ويعينه فى منصب رفيع بالهيئة بعد التخلص من التهامى.

الاحتفالات.
1

■ المخابرات منعت قيادات إرهابية من دخول مصر ومرسى يسمح لهم بالمرور

■ الجماعة أرسلت بعثات سرية إلى قطر وتركيا للتدريب على أعمال المخابرات وبعثات أخرى إلى ألمانيا للتدريب على تفكيك الأجهزة الأمنية السيادية ■ مرسى خطط لاعتقال مدير المخابرات ورجاله.. والسيسى: لو اقترب أحد من المبنى سأضربه بصاروخ




«الأمن الوطنى» يلعب ضد مرسى وينهى عصر سيطرة الشاطر

مرسي والشاطر جديد
2



■ هشام قنديل هدد ضباط الجهاز: إما أن تنفذوا الأوامر.. أو تمشوا.. وضابط يرد عليه: نحن أكثر وطنية منك

وبفشل الجماعة فى استخدام المخابرات استدارت إلى الأمن الوطنى.. لكنها.. وجدت نفسها أمام نفس الموقف.. لقد فشل مرسى فى نقل تبعية الجهاز إلى رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء.. فأرسل إليهم رئيس الحكومة هشام قنديل ليقول لهم: «إن رئيس الجمهورية هو الذى عينكم فإما أن تنفذوا ما يريد وإما أن تمشوا».. فقام أحد الضباط ليقول له فى حضور رئيس الجهاز اللواء خالد ثروت ليرد عليه قائلا: «إن أصغر شخص هنا أكثر وطنية من كل من فى الحكومة». وكان خيرت الشاطر قد فرض على الجهاز اللواء أحمد عبد الجواد ليشغل منصب مسئول النشاط الدينى.. وكان عبد الجواد ضابط أمن دولة فى المنيا.. ونجح الإخوان فى استمالته إليهم.. فراح يضلل جهازه.. فلم يكن أمام رئيس الجهاز اللواء صلاح سلامة سوى نقله إلى مكان آخر.. وبعد أن أعيد فى منصب رفيع رصدت الأجهزة الفنية مكالمات بينه وبين خيرت الشاطر.. فكان مخططا القبض عليه ليلة 30 يونيو.

لقد نجت الأجهزة الأمنية السيادية والشرطية من خطر التفكك فى الوقت المناسب.. بل يمكن القول إن ثورة 30 يونيو أنقذت هذه الأجهزة من الاختفاء.. وفى الوقت نفسه يجب الاعتراف بأنها عملت لصالح الثورة الأخيرة قبل وقوعها.. وكان شعار قياداتها وضباطها.. مادمنا سنعتقل وندخل السجن فلندخله بشرف الدفاع عن الوطن.. مهما كان الثمن.

ويوم خرج مرسى من المشهد تأثر خالد ثروت إلى حد سيطرة الدموع على عينيه قائلا: «اليوم عينت رئيسا للجهاز».


محمود مكى

الشاطر ومرسى

محمود مكى نائب الرئيس السابق يضع 10 سيارات من الرئاسة تحت تصرفه حتى الآن

3

فساد عائلة المعزول ورجاله من المنتزه إلى الاتحادية

فى اليوم التالى لحلف اليمين سافرت عائلة مرسى إلى الإسكندرية، وأقامت فى أحد القصور الملكية وأنفقت 150 ألف جنيه فى 5 أيام سددتها الرئاسة

إن مرسى لم يستوعب شيئا مما تفعل جماعته.. وما يدور حوله.. ولم يصدق تصاعد الغضب الشعبى ضده.. وواصل هو وجماعته سياسة العناد.. وراحوا جميعا يتمتعون بنعيم السلطة.. ويجنون ثمرتها.. شركات وثروات.. كانوا مستعدين للتضحية بكل شىء فى سبيل البقاء فى الحكم.. ولو أصبحت مصر أمة من المتسولين.

فى اليوم التالى لحلف اليمين سافرت عائلة مرسى إلى الإسكندرية وأقامت فى أحد القصور الملكية فى المنتزه (الحرملك) وأنفقت فى عدة أيام 150 ألف جنيه وسددت الرئاسة الفواتير.

وما إن عاد مرسى نفسه من إحدى رحلاته الخارجية حتى طلب فتح قصر المنتزه لينام فيه.. مستعيدا الترف الملكى الذى كان يتمتع به الملك فاروق.. وهو ما رفضه مبارك تماما.

ذات يوم كانت سوزان مبارك تشارك فى أحد أنشطة مكتبة الإسكندرية وبقيت إلى وقت متأخر من الليل فاقترح سكرتيرها أن تنام فى قصر من قصور المنتزه.. لكنها.. رفضت.. فتعليمات زوجها المشددة.. لا أحد من عائلته يمكن أن يقترب من القصور الملكية.

لكن.. الرئيس الزاهد المتقشف القادم من تراب الريف المصرى وينتمى إلى جماعة دينية دعوية لم يتردد فى أن يغرف من المال العام ويعيش هو وعائلته وأهله وعشيرته فى ترف لم يشهده مسئول مصرى سابق.

لقد طلب قبل نقله هو وعصام الحداد من دار الحرس الجمهورى أن يتناول الجاتوه سواريه.. وفى إهانة مباشرة لضابط كبير فى الحرس كلفه بأن يشترى لواحد من أبنائه «بوكسر» وحذاء رياضيا على حساب الرئاسة.

ولا يزال نائب الرئيس السابق المستشار محمود مكى يضع تحت تصرفه 10 سيارات فاخرة دون مبرر.. ودون أن يفسر أحد ما الذى يفعله بها؟ وكان الرجل هو ومستشارة الرئيس للشئون السياسية باكينام الشرقاوى يحولان فواتير تعاملهما مع الفنادق إلى الرئاسة لسدادها.

وفتح قصر الاتحادية طوال الليل والنهار لتتضاعف استهلاكاته من المياه والكهرباء والغاز.. فى حالة من الفوضى والتسيب والاستهتار بأموال شعب فقير.. حرموه من أبسط حقوقه فى الطعام والمسكن.. واستغلوا معاناته فى شراء ذمته السياسية بكارتونة فيها زيت وسكر وعدس وأرز.. بل وعرضوا فيما بعد على سكان العشوائيات والنجوع الفقيرة التطوع للقتال فى صفهم مقابل 600 جنيه ووجبة طعام.

صورة المظاهرات.TIF
مكتب الإرشاد تآمر على مرسى وخطط للتخلص منه ولو بالقتل

5

كيف تحول رجال أعمال الجماعة

إلى «لصوص حول الرئيس»؟

4

الجماعة أرادت أن يعلن مرسى قبوله بانتخابات مبكرة بتعليمات من آن باترسون حتى تحصل على فرصة للسيطرة على الشارع من جديد

وبعد 12 يوماً فقط من تولى مرسى السلطة سارع حسن مالك بتأسيس شركة اسماها «بنيان» هو وولداه معاذ وحمزة برأسمال 100 مليون جنيه دفعت بالكامل.. وحسب نشرة هيئة الاستثمار فإن الشركة تعمل فى التوريدات والمقاولات العمومية والمتخصصة وفى الاستيراد والتصدير وتجارة الحديد والصاج والأسمنت وغيرها من مواد البناء.. واختير للشركة مقر فى القاهرة.. ولكن.. فرضوا أن يكون موقع نشاطها كل محافظات مصر.. ومن نشاط الشركة يسهل معرفة أنها تعمل فى كل شىء تقريبا.. وبالقطع كان سيفرض على جميع الجهات الحكومية التعامل معها دون التقيد بقانون أو خشية تعارض فى المصالح.

وفى نفس اليوم كون خيرت الشاطر شركة مشابهة بنفس رأس المال وأدخل فيها أسعد شيخة نائب رئيس الديوان وأحمد عبد العاطى مدير مكتب مرسى وعصام الحداد مستشاره للشئون الخارجية. وحسب ما عرفت فإن مرسى طلب من هشام قنديل إقالة رئيس الشركة الشرقية للدخان نبيل عبد العزير لتعيين شخص آخر شقيق أحد قيادات حزب الوسط كى يسحبوا توكيلات السجائر الأجنبية من عائلة منصور ويمنحوها لحسن مالك مع شريك خليجى.

وسبق أن سعت إحدى جهات الدولة إلى هشام طلعت مصطفى وهو فى السجن كى يقوم بمبادرة لجمع نحو 20 مليار جنيه من رجال الأعمال.. تسدد إلى خزانة الدولة.. كنوع من المصالحة.. والعدالة الانتقالية.. ووافق هشام.. وضمن المبادرة بنصف ثروته.. لكن.. لم تمر سوى عدة أيام حتى فوجئت هذه الجهة بخروج هشام من السجن وذهابه إلى مستشفى خاص.. لتتحول المبادرة العامة إلى مبادرة خاصة يستفيد منها رجال مكتب الإرشاد لحسابهم الخاص. وانخفضت القيمة إلى الربع.

لقد اتهم مرسى أن نظام مبارك سيطرت عليه 32 عائلة.. ولو كان ذلك صحيحا فإن نظامه كان جاهزا لكى تسيطر عليه من ثلاث إلى خمس عائلات من قيادات جماعته.

■■■

وقد واجهت الرئاسة والجماعة رجال الأعمال بحملات ضغط هائلة.. منها منعهم من السفر.. أو تحويلهم إلى جهات قضائية.. أو تهديد عائلاتهم.. وكانت النتائج مذهلة.. دفع رجال الأعمال ما طلب منهم دون أن يفتحوا أفواههم بكلمة واحدة.. وعندما سادت دعوة التبرع لصندوق دعم مصر لم يتحمس غالبية رجال الأعمال للتبرع.. أو تبرعوا بأموال لا تتناسب مع ثرواتهم.. وكأنهم لا يأتون إلا بالابتزاز.. لقد أعطتهم مصر المليارات.. لكنهم وقت الجد لم يعطوها ولو بالفتات. وعلى شاشة النهار عرضت مبادرة سهلة.. تقديم مليون كارتونة طعام لفقراء مصر ممن كان يستغل الإخوان حاجتهم وقدموا لهم كارتونة شهرية لا تزيد قيمتها على 40 جنيها.. طالبت بتحرر هؤلاء الفقراء من سطوة الجماعة.. وإعادتهم إلى التيار المصرى العام.. ولم يستجب سوى اتحاد المستثمرين المصريين.. ووافق نائب رئيسها الدكتور محرم هلال على تمويل 200 ألف كارتونة شهريا.. وبقيت باقى مؤسسات الأعمال صما بكماً عميا فهم لا يعقلون.

إن الجماعة وحلفاءها من التنظيمات الإرهابية الأخرى عملت حساب يوم التخلص منها بتوسيع دائرة منفذى العنف ووضعهم فى خلايا نائمة وسط محيط من المتعاطفين يمكن شراؤهم بكسرة خبز أو شربة ماء.

وقد كان سيناريو العنف جاهزا تحت شعار «مرسى أو الشهادة».. لكن.. قبل اللجوء إلى هذا السيناريو كان هناك سيناريو آخر يسبقه.. هو التخلص من مرسى شخصيا.. ولو بالقتل. كانت الجماعة قد اتفقت مع السفيرة الأمريكية آن باترسون على أن يلقى مرسى بيانا قصيرا مكثفا بمناسبة حشود 30 يونيو يعلن فيه قبوله لانتخابات رئاسية مبكرة.. وتغيير النائب العام.. وبدا أن هذا السيناريو بريئا واستجابة لمطالب المتظاهرين.. لكنه.. فى الحقيقة كان يمنح الإخوان فرصة شهرين يكون فيها مرسى رئيسا مؤقتا قبل الانتخابات.. يستطيع خلالها أن يزيد من أخونة الدولة.. والبطش بمعارضيه من السياسيين والإعلاميين.. وقررت الجماعة استبعاد مرسى من الترشح للرئاسة ليبدو حكما محايدا فى الانتخابات الجديدة.. وفى نفس الوقت يحمل مع رحيله كل الفشل الذى منيت به الجماعة خلال العام الماضى.. وحسب نفس الخطة.. لو أصر مرسى على البقاء.. يمكن للتنظيم أن يقتله.. ليبدو شهيد الديمقراطية.. وهو ما يضاعف من شعبية مرشح الجماعة البديل.

لكن.. مرسى رفض التنازل عن منصبه.. وخرج بخطابه المثير للشفقة والسخرية.. فأعفا القوى الشعبية من حرج القبول بانتخابات رئاسية مبكرة.. بعد أن صعدت مطالبها إلى مستوى الرحيل.. كما أن وضعه تحت التحفظ حرم الجماعة من خطة اغتياله والفوز بتعاطف الشهادة.. فلم يكن أمامها سوى تنفيذ خطة العنف.. وهو ما عشناه يوما بيوم منذ بيان القوات المسلحة بتغيير أركان النظام استجابة لثورة الشعب.

كان الهدف من العنف هو جر الجيش إلى معركة يسقط فيها ضحايا وتسال فيها دماء.. فيخرج الإخوان يبكون ويولولون ويمزقون الثياب ويخرجون الجنازات ويتهمون القوات المسلحة بقتل المدنيين المسالمين ليدعموا وصفهم ما حدث بالانقلاب.. وساعدهم فى هذا الوصف قناة الجزيرة لأسباب معروفة.. وقناة سى إن إن لأسباب أخرى.

كنت قد كشفت من قبل عن لجوء الإخوان إلى شركات علاقات عامة أمريكية لتحسين صورة مرسى.. وجرى الاستعانة بخبير فى هذا المجال هو موريس أميجو.. وعرفت الشركة المتعاقد معها طريقها إلى القناة الإخبارية الشهيرة.. ولم تكن هذه السابقة الأولى لها.. فسبق أن اتفق أحمد عز وهو أمين تنظيم الحزب الوطنى مع شركة مشابهة دبرت له حوارا على شاشة سى إن إن مقابل اجراء حوار معه.. وتكرر الشىء نفسه مع جمال مبارك الذى ظهر على نفس القناة فى حوار أجراه معه فريد زكريا.. رئيس التحرير السابق للطبعات الدولية لمجلة نيوزويك.

وكما توقعت من قبل سينفجر العنف بعد عزل مرسى وأنه سيصل إلى موجة من موجاته بعد أسبوع تقريبا.. وهو ما حدث فجر يوم الاثنين الماضى أمام دار الحرس الجمهورى.. وسوف تهبط الموجة إلى حد الانحسار بعض الوقت إلا من مناوشات وحوادث فردية عابرة على أن تعود بعد مدة تمتد من عشرة أيام إلى أسبوعين ترصد فيها الجماعة رد فعل ما حدث وتبحث عن هدف آخر للعنف.. لكن.. كيف يمكن لجماعة محدودة الحجم أن تقتل شعبا بأكمله معه جيشه وأمنه ومؤسساته؟ هذا ضرب من الجنون.. لكن.. منذ متى كان الإخوان عقلاء؟

لقد كانت الضربة الأولى للجماعة فى شتاء عام 1948 بعد اغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس الحكومة وزير الداخلية.. وكانت الضربة الثانية فى شتاء 1954 بعد محاولة اغتيال جمال عبد الناصر.. وستكون الضربة الثالثة فى صيف 2013 بعد محاولة تصفية الشعب المصرى لتقتل أمة بأكملها لتحكم الريح والبوم والمقابر الجماعية.

لقد تعودت الجماعة على الصدام مع نظم الحكم.. لكنها هذه المرة تصطدم بالشعب.. وهنا مكمن الخطر عليها وعلى أعضائها الذين يسكنون وسط الناس.. فى كل مكان فى مصر.. ويمكن الانتقام منهم.. لكن.. قيادة الجماعة لا يهمها أن يموت كل أعضائها لتعيش وتحكم وتسيطر.

ستبقى مصر.. سيظل شعبها على قيد الوجود.. أما الجماعة فستدفن فى القبر الذى حفرته بيديها.. فى انتظار العقاب الأخير فى الجحيم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.