محافظ الغربية يتابع انتظام الدراسة بالمعاهد الأزهرية بالمراكز والمدن    سياسيون: «قمة المستقبل» تعكس جهود القيادة المصرية في تمكين الشباب    الحزب العربي الناصري يشيد بالمبادرات الرئاسية    اليوم الوطني السعودي.. اكتمال 87% من مبادرات رؤية المملكة 2030    البورصة المصرية تختتم أولى جلسات الأسبوع بربح رأس المال السوقي 14 مليار جنيه    «مستقبل وطن» بالقليوبية يوزع 500 شنطة مدرسية على طلاب ابتدائي    وزير الصناعة يشهد فعاليات احتفال «جنرال موتورز» بإنتاجها المركبة المليون    وزارة العمل تواصل تفعيل تدريب مجاني لفتيات أسيوط    أول تعليق من إسرائيل على اتهامها بالتورط في «تفجيرات البيجر» بلبنان    الاحتلال الإسرائيلي يواصل تقليص المساعدات إلى غزة    السفير الروسي بالقاهرة: تحرير الأراضي الروسية من المسلحين الأوكرانيين أولوية موسكو    أنشيلوتي يحدد سلاح الريال الفتاك| ويعترف بمشكلة مستمرة    كين مسرور بإنجازه| ومتعطش لصدام ليفركوزن    الأهلي يترقب.. العين يستضيف أوكلاند سيتي في كأس إنتركونتيننتال اليوم    أخبار الأهلي: شوبير يكشف تطورات سعيدة لجماهير الأهلي بشأن الاستاد    تأجيل محاكمة مطرب المهرجانات مجدي شطة بتهمة إحراز مواد مخدرة    الشهرة والترند تقود فتاة للادعاء في فيديو اعتداء 5 سودانيين عليها بفيصل    ماذا يحدث في أسوان؟.. إنفوجراف يوضح التفاصيل    أمن الجيزة يكشف تفاصيل مصرع «ضاضا».. فرط في الحركة أودت بحياة نجل الليثي    بعد حذف مشاهد المثلية.. منع فيلم أحمد مالك «هاني» من العرض في مهرجان الغردقة    بعد قرار الاعتزال في مصر والسفر لأمريكا.. محمد صبحي يدعم كريم الحسيني    السيسي يتابع تطور تنفيذ الأعمال بمشروع الضبعة النووية    النائب ياسر الهضيبي يطالب بإصدار تشريع خاص لريادة الأعمال والشركات الناشئة    ضبط8 عصابات و161 قطعة سلاح وتنفيذ 84 ألف حكم خلال 24 ساعة    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى العياط    الرئيس السيسى يتابع خطط تطوير منظومة الكهرباء الوطنية وتحديث محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل عام.. ويوجه بمواصلة جهود تحسين خدمات الكهرباء بالمحافظات    إيران تحظر أجهزة البيجر على رحلاتها إلى بيروت بعد استهداف حزب الله    استشهاد 6 فلسطينيين فى قصف للاحتلال استهدف مدرسة تؤوى نازحين بغرب غزة    في ذكرى رحيل هشام سليم.. محطات فنية في حياة نجم التسعينيات    أونروا: مخيمات النازحين تعرضت اليوم لأول موجة أمطار فى خان يونس جنوب غزة    بسمة وهبة تعلق على سرقة أحمد سعد بعد حفل زفاف ابنها: ارتاحوا كل اللي نبرتوا عليه اتسرق    وجعت قلبنا كلنا يا حبيبي.. أول تعليق من زوجة إسماعيل الليثي على رحيل ابنها    الانتهاء من نقل أحد معالم مصر الأثرية.. قصة معبد أبو سمبل    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    موسم الهجوم على الإمام    اعتزل ما يؤذيك    صحة المنيا تستعد لتنفيذ قافلة طبية مجانية بدءا من غد الاثنين بقرية عزاقة ضمن مبادرة «بداية»    «الصحة»: إنارة 24 مستشفى ومركز للصحة النفسية تزامناً مع التوعية بألزهايمر    الصحة تنظم ورشة عمل لبحث تفعيل خدمات إضافية بقطاع الرعاية الأساسية    رودريجو: أنشيلوتي غاضب.. وأشكر مودريتش وفينيسيوس    أدعية للأم المتوفاه.. دار الإفتاء تنصح بهذه الصيغ (فيديو)    فرصة لشهر واحد فقط.. موعد حجز 1645 وحدة إسكان ب8 مدن جديدة «التفاصيل»    ألفونسو ديفيز يتحدث عن مصيره مع بايرن ميونخ    شقيق زوجة إمام عاشور يثير الجدل بسبب الاحتفال بدرع الدوري.. ماذا فعل؟    بسبب نقص الأنسولين.. سؤال برلماني يطالب «الصحة» بإنهاء معاناة مرضى السكر    مفاجأة بشأن مصير «جوميز» مع الزمالك بعد السوبر الإفريقي    السلطات الإسرائيلية تأمر بإغلاق كل المدارس في الشمال    محافظ الشرقية يفتتح مدرسة السيدة نفيسة الثانوية المشتركة بقرية بندف بمنيا القمح    ضبط 27327 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    الأكثر عدوى.. الصحة العالمية توضح كيفية الوقاية من متحور فيروس كورونا الجديد إكس إي سي؟‬    الداخلية: ضبط 618 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    لهذه الأسباب.. إحالة 10 مدرسين في بورسعيد للنيابة الإدارية -صور    مليون جنيه في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    «قالولنا يومكم بكرة».. الحزن يكسو وجوه التلاميذ بالأقصر في أول يوم دراسة    خطيب المسجد النبوي يُحذر من الشائعات والخداع على وسائل التواصل الاجتماعي    عالم أزهري: الشعب المصري متصوف بطبعه منذ 1400 سنة    حرب غزة.. الاحتلال يقتحم عنبتا شرق طولكرم ويداهم عدة منازل    وزير الخارجية يلتقى المفوض السامي لحقوق الإنسان بنيويورك (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شادي عمر الشربيني:ما بين الإخوان و المخابرات (4-4)
نشر في البديل يوم 02 - 05 - 2013

أعرف أنني أحارب الظلام الواسع.. لكنني في هذا الليل العربي الداجي .. سأملأ فمي بالضوء وأتحدث .. وسأملأ قلمي بالضوء وأكتب على وجه الليل الواسع أنني حر .. فأين هو الليل الذي يقدر على أن يطمس نورا مضيئاً وقبساً حراً حتى لو كان وشاح الليل الأسود مبللاً بالنفط الأسود؟
و أعرف أني في مقاييس الزمن ما أنا إلا زمن صغير أحارب جيوش القرون الهرمة التي تكللت بالشيب و القادمة من جلابيب التاريخ ذات الغبار .. ولكن من ذا الذي يقدر أن ينزع مني حريتي و أجنحتي بعد اليوم..؟؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يمنعني من أحب الضوء وأسعى اليه وأخفق حوله .. و من أن أكره الظلام و أنفر منه..
هذه المقالات تسعى لأن تكون طلقة نور في الظلام الداجن، تسعى إلى أن تستدعي العقل و المنطق في ساحة غطت فيها غبار المعارك على كل عقل و منطق ... و من هذه المعارك كان تداعيات تصريحات "أبو العلا ماضي" بخصوص جيوش البلطجية التي تملكها المخابرات ...!!
لقد أعطى لنا "ماضي" الفرصة لكي نستعرض تفاصيل علاقات شاء البعض إخفاءها.. المقال الأول.. و أن نفتح ملفات أريد لها أن تذهب في جب النسيان.. المقال الثاني و الثالث.. و أخيرا نأتي للمحطة الأخيرة فنكشف كيف وصل الصدام بين المخابرات و الجماعة إلى الهجوم المباشر الصريح، و كيف أن جماعة الإخوان بدت أنها تتصرف بعد الثورة كأنها قوة احتلال ؟ فلا ترى في مرايا الواقع الوطني إلا نفسها، حكما و استحواذا و سطوة.
1- صد العدوان الملتحف بالثورة
في اندفاعة الموجة الأولى لثورة يناير، لم يكن المقر الرئيسي للمخابرات العامة، وعدداً من مقراتها الأخرى، في أوج لحظات اقتحام مقرات أمن الدولة و السجون و أقسام الشرطة، بعيدا عن محاولات متزامنة و تالية لاقتحامه باستخدام القوة المسلحة، وهي محاولات تم التصدي لها وتحطيمها على صخرة دفاع منظم ومستعد، فالمخابرات العامة، و المخابرات الحربية، كان لديهما تقدير موقف مسبق في أوج اقتحام عدد من السجون، التي تم انتخابها بدقة لإطلاق صراح أشخاص بأعينهم، و كان هذا التقدير ينطوي على تحذير بأن موجة الاقتحام التالية ستطول مقرات المخابرات و الداخلية ، وإذا كانت المخابرات العامة قد حصّنت مواقعها، وردت محاولات الاقتحام خائبة، فإن الوثائق الأصلية التي تدخل في حيز أمن الدولة والأمن العام، إضافة إلى اسطوانات الكمبيوتر المركزي للداخلية، قد تم تأمينها ونقلها إلى مواقع بديلة بواسطة مجموعات خاصة من القوات المسلحة، قبيل اقتحام هذه المقرات، و ربما هذا ما يفسر دهشة البعض، من أن وحدات من الجيش لم تكن بعيدة عن أبواب هذه المقرات ساعة الاقتحام، دون أن تصطدم بمجموعات المقتحمين، فقد كان الدفاع عن المقرات التي أفرغت من وثائقها الأصلية، بعد أن جرى تأمينها و نقلها، كلفة في غير محلها، و صداما في غير موضعه. و لهذا فإن الهدف الأول لاقتحام مقرات الأمن الداخلي، و هو الاستيلاء على هذه الملفات أو تحطيمها و تدميرها، جرى إجهاضه تقريبا في نفس الوقت الذي تم فيه تفادي صدام كان مخططا له.
إن هذه المؤسسات السيادية، وهي على وجه التحديد، القوات المسلحة والمخابرات العامة، ظلت في قلب زلزال الثورة تؤدي وظائفها الحيوية، حفاظا على قواعد الدولة الوطنية والأمن القومي، وقد تسلحت ببصيرة نافذة، وبقدر كبير من الانضباط و الحكمة، فلم تخلط بين "السلطة" التي أخذت تترنح على حافة الهاوية، وبين "الدولة" التي عليها أن تتحمل مسئولية الحفاظ عليها، وهي مسئولية لا تشكل قطيعة مع الانحياز للشعب و الثورة، بقدر ما تتكامل وطنيا معها على نحو كامل.
2- المخابرات و منصات التنشين
يمكن وصف الفترة الانتقالية التي بدأت مع تسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة المسئولية و انتهت بتسليم السلطة للرئيس الجديد بأنها الفترة التي كان يتم دفع الأمور بها من أجل تحقيق هدفين وهما: تصعيد تيار سياسي معين إلى سدة الحكم، و ضرب و حصار المؤسسات التي تبقي الدولة المصرية صامدة، و على رأسها الجيش و المخابرات.
من الملفت للنظر أن الحملة علي المخابرات بدأت بعد أقل من شهرين من تنحي "مبارك"، و أن طلقة البداية فيها كانت صحف وشخصيات أمريكية مشهورة بقربها من الكيان الصهيوني، تزامنت مع حملة هجومية أخرى شنتها صحف إسرائيلية بصحبة القناة السابعة الإسرائيلية وحاولوا من خلالها التشكيك في رئيس الجهاز الجديد، اللواء "مراد موافى"، وإثارة قلق دول العالم وأجهزتها الاستخباراتية منه ومن توجهاته. و بعد الكشف عن قضية الجاسوس الإسرائيلي "إيلان جرابيل"، انطلقت موجة و حملة من السخرية من المخابرات شارك فيها الكثير من الإعلاميين الكبار، و سار على دربهم شباب الائتلافات و القوى الثورية، منتقدين جهاز المخابرات المصري، و معتبرين أن الإعلان عن قصة الجاسوس "إيلان جرابيل"، كانت جزءا من مؤامرة المخابرات على الثورة المصرية، وكعادة تلك الأيام الأولى من ثورة 25 يناير، و التي كان يظهر فيها شباب الائتلافات للإفتاء في السياسة والدين والاقتصاد، قرر بعضهم أن يتصدر للإفتاء المخابراتي، وبدأوا في تقديم تحليلات استخباراتية حول الكيفية التي اخترعت بها المخابرات المصرية قصة الجاسوس الإسرائيلي من أجل تشويه الثورة المصرية، وإظهارها وكأنها فتحت بطن البلد لأجهزة المخابرات العالمية، أو أنها تدار وفقا لأجندات هذه الأجهزة؟، و كيف أن هذا الجاسوس تافه، ولا يستحق هذه الضجة التي افتعلها جهاز المخابرات المصري..!!
لكن أحدا لم يسمع كلمة اعتذار واحدة عن ما صدر تجاه الجهاز، بعد أن بدأت مفاوضات ساخنة بين مصر من جانب، و إسرائيل و الولايات المتحدة من جانب آخر حول عقد صفقة ما للإفراج عن الجاسوس "إيلان جرابيل"، بل وتحرك وزير الدفاع الأمريكي بنفسه من مكانه، وزار القاهرة للتفاوض حول هذا الأمر، وأعلنت بعض المؤسسات الأمريكية أن الصفقة قد تشمل مد مصر بأسلحة متطورة مقابل الإفراج عن إيلان، ليكتشف الإعلاميون وشباب الثورة فجأة أن الجاسوس الذين طالما سخروا منه، وأكدوا على تفاهته، بل واتهموا المخابرات بفبركة القضية، لم يكن تافها ولا مفبركا، بل صيد ثمين للدرجة التي دفعت أمريكا للتدخل، ودفعت تل أبيب للإعلان عن استعدادها لمبادلته بحوالي 80 أسيرا مصريا في سجونها.
3- مخابرات الإخوان
في الوقت الذي أصبحت فيه مصر مرتعا لأجهزة المخابرات المختلفة، اشتدت فيه الحملة على الأجهزة الأمنية المصرية، و في مقدمتها المخابرات، فحتى إن لم يكتب النجاح في إسقاطها، فقد كان من المطلوب أن تبقى في حالة حصار دائم، لا تفعل شيئا سوى الدفاع عن نفسها، و لكن المخابرات استطاعت أن تفك هذا الحصار، و لم تنجر إلى ما يراد لها، في ذلك الوقت كان من أكثر المسائل التي أثارت قلق الجهاز، هو توسع تنظيم مخابرات الإخوان بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث تضاعف عدد العاملين به، و لقى هؤلاء العاملين تدريبات مكثفة على تقنيات متقدمة على يد المخابرات القطرية (صنيعة المخابرات الأمريكية و الموساد الإسرائيلي) في الدوحة، و توسعت دائرة أعماله وأصبح مكلفا بمراقبة كافة الشخصيات العامة ورموز المعارضة والمعارضين من الإعلاميين، بالإضافة إلى أنه يستخدم تقنيات حديثة جدا ودقيقة في التجسس تم تهريبها من الخارج لهذا الغرض ولدعم التنظيم، وهو ما يمثل خطورة بالغة على الامن القومي.
كانت جماعة الإخوان المسلمين قد بدأت في تأسيس هذا الجهاز عام 2006، و في مايو عام 2009 وبدعوة من "خيرت الشاطر" و "محمد بديع" و الدكتور "محمود حسين" أعضاء مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين تم طلب عقد جلسة طارئة ومستعجلة لمكتب الإرشاد لجماعة الاخوان المسلمين في مصر، عقدت الجلسة في أحد أرياف مصر بسرية و تكتم شديد، كان سبب الدعوة أن هؤلاء الثلاثة تقدموا لمكتب الإرشاد بمذكرة وخطة للعودة للعمل بالتنظيم الخاص للإخوان المسلمين، مبررين ذلك بأن النضال السياسي والبرلماني أصبح غير مجدٍ في مواجهة النظام الذي ازداد قمعاً واستبداداً في الشعب المصري. إذن، المذكرة و بكل وضوح طالبت بمصادقة مجلس الإرشاد على احياء العمل في التنظيم الخاص، و على الرغم من اعتراض بعض من أفراد مكتب الإرشاد، مثل "محمد حبيب" و "عبد المنعم أبو الفتوح"، و تحفظ البعض الآخر، مثل "عصام العريان"، إلا أنه تم إجازة طلب أحياء التنظيم الخاص وأصبحت قيادته هي القيادة الفعلية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر. كان التنظيم الخاص يعني: العمل الأمني و العسكري واخترق المؤسسات ومحاولة السيطرة عليها.
كان من الملفت أن تمضي الأمور في الجماعة بهذه الوتيرة، من إنشاء جهاز مخابرات إلى أحياء التنظيم الخاص، حتى الوصول إلى يناير 2011 و لذلك أيضا كان من المفهوم أن تكون الجماعة هي أقدر تنظيم على الوصول إلى السلطة بعد ثورة يناير.
4- الرئيس الإخواني
الأكيد أن موضوع فوز "مرسي" بانتخابات الرئاسة سبب قلق في جهاز المخابرات، فجهاز المخابرات العامة في مصر قبل الثورة و بعدها يتبع مباشرة رئيس الدولة، الوجه الأساسي لهذه التبعية التنظيمية، هو قيام الجهاز يوميا برفع تقرير بالمعلومات التي حصل عليها بقدراته الخاصة، و شبكة أسلحته و أدواته إلى رئيس الجمهورية، وهو تقرير يطول كافة الأصعدة الاستراتيجية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية. كانت الخشية أن القادم الجديد لن يكون سوى مندوب لجماعة الإخوان في مقعد الرئاسة، مما يعنيه ذلك من تدفق كل الأسرار، الموجودة في التقارير المرفوعة إلى الرئاسة، إلى خارج حدود القصر الرئاسي، بل إلى خارج حدود الوطن ذاته. كان هناك احتمال آخر يطرح نفسه، و هو أن معنى تولي المنصب الرفيع، مع إدراك ضخامة المسئولية و حساسيتها، كفيل بأن يجعل هناك مسافة ما بين الرئيس الجديد و الجماعة، مسافة تكون ضامنة أن أسرار و ملفات الأمن القومي المصري لن تصل إلى أيدي الجماعة.
بالفعل بدء جهاز المخابرات تعامله مع الرئيس الجديد على أساس الاحتمال الثاني، و حتى يتم التعارف و إطلاع الرئيس الجديد على أهم الملفات و قضايا الأمن القومي المصري، فقد تم دعوته إلى الإفطار، في شهر رمضان الماضي، لكن المفاجئة الأولى كانت أن الرئيس لم يأتي و حده، أو بمعنى أدق، كان برفقته أناس لم يكن أحد يتخيل أن يصحبهم معه على الأقل إلى مبنى المخابرات العامة..!!
بعد انتهاء المأدبة، همس أحد ضباط الجهاز في أذن الرئيس أنهم يريدون أن يجتمعوا به على انفراد، و مرة أخرى فوجئ رجال الجهاز بالرئيس يرد بصوت مرتفع: « تكلموا... لا يوجد أحد غريب»، لكن اللواء "مراد موافى"، مدير الجهاز، أصر أن يكون الاجتماع مع الرئيس منفردا، و في هذا الاجتماع كان هناك تشديد قوي من رجال المخابرات على التقرير المرفوع إلى الرئاسة بخصوص هجمات متوقعة في سيناء، و رفح بالذات.
لقد فوجئ الجهاز بعد ذلك أن تأشيرة الرئاسة على التقرير هو "يحفظ"...!!! فتم رفع التقرير إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكن الوقت كان قد فات.
عقب حادث رفح مباشرة، وجهت أصابع الاتهام إلى جهاز المخابرات لأنه لم ينبه و يحذر، في الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل إنذار مبكر و نصحت مواطنيها بعدم الذهاب إلى سيناء لوجود معلومات استخبارية باحتمالية وقوع هجمات إرهابية بسبب وجود نشاط غير اعتيادي على شريط الحدود بين مصر و غزة، لكن الواقع أن المخابرات بالفعل نبهت و حذرت، و عندما واجهت وكالة أنباء الأناضول التركية، اللواء "مراد موافى" بهذه الاتهامات، رد أنه توافرت معلومات مسبقة لدى المخابرات العامة بخصوص حادث رفح، وأنه تم إبلاغ هذه المعلومات للجهات المعنية، و أن المخابرات ليست جهة تنفيذية، أي أن تصريح اللواء "مراد موافى" حمَّل جهات أخرى مسئولية عدم الاستفادة من هذه المعلومات، لكن الحديث لم يحدد هذه الجهات، لقد اتخذ هذا التصريح كتبرير لإقالة "مراد موافى" من رئاسة الجهاز، لأنه تصريح لوكالة إعلام أجنبية في توقيت صعب لأزمة تمر به البلاد ولم تتضح أبعاده بعد ويسعى الجميع لكشف أسرارها. كان هذا هو الصدام الأول بين الرئيس الجديد و المخابرات العامة....
كانت التحقيقات الأولية تشير إلى أن هناك عناصر سلفية تكفيرية ومن بينها عناصر تنتمى إلى جماعة «جلجلت» هي المسئولة عن هذا الحادث، وأن بعضاً من هذه العناصر قد جاءت من قطاع غزة، لتلتقي بالعناصر المصرية ويجرى تنفيذ العملية المشتركة بين الطرفين، وأن هذه العناصر تمكنت من الهرب عبر الأنفاق بعد تنفيذ العملية الإرهابية مباشرة.
لقد جرى في هذا الوقت خلاف كبير بين الرئيس "مرسى" و المشير "حسين طنطاوي"، حول إعلان أسماء المتهمين بارتكاب هذه الجريمة، حيث توصلت سلطات التحقيق العسكرية إلى أسماء هذه العناصر، إلا أنه و في يوم التاسع من أغسطس، أبلغ المشير "طنطاوي" الرئيس بنتائج التحقيقات وطلب الإذن بإذاعتها، حيث أشارت التحقيقات إلى تورط عناصر فلسطينية من قطاع غزة إلى جانب بعض العناصر المصرية المتطرفة.
رفض الرئيس طلب المشير، وطالبه بتأجيل الأمر لحين الانتهاء من التحقيقات بشكل نهائي ومعرفة ما إذا كان المتهمون ينتمون إلى بعض الفصائل الفلسطينية أم إلى حركات جهادية أخرى في غزة.
5- و بدأ الصدام....
توقع البعض أن تهدأ الأمور و تسير كما ينبغي بعد إقالة اللواء "مراد موافى" و تعيين اللواء "محمد رأفت شحاته" رئيسا للجهاز، إلا أن اللواء "رأفت شحاته" فوجئ بأن أول طلب للرئيس مرسي منه هو إقصاء متابعي النشاط الديني عن عملهم بالجهاز....!!!
لكن "شحاته" رفض، و شرح ل"مرسي" الأمر بالتفصيل، حيث أن تعداد أفراد المخابرات العامة (موظفين - سائقين - إداريين - فنيين - أمن - عناية صحية - ضباط - وظائف أخرى) لا يتعدى سبعة آلاف شخص، والضباط بضع مئات فقط، أكثر من نصفهم حاصل على الدكتوراه في تخصصه.. أي أن الجهاز يعمل بأقل القدر من التكاليف، توفيرا للنفقات، خاصة أن "مبارك" رفض زيادة ميزانية الجهاز في سنوات حكمه الأخيرة.. و من يتابعون النشاط الديني، خارجيا و داخليا، لا يتجاوزون 12 فردا.. ولا علاقة لهم بمحاصرات أو تضييقات من أي نوع، هم فقط يجمعون المعلومات ويقدمونها لصانع القرار أياً كان انتماؤه السياسي.
ثم كان بعد ذلك أن علم جهاز المخابرات أنه عقب تصاعد حركة الاحتجاجات في الشارع – تلقت الرئاسة (و الجماعة) عرضا أمريكيا، يسمح بدخول شركات الأمن الأمريكية (أو فرق الموت و المرتزقة كما يعرفها الكثير من الخبراء) للأراضي المصرية.. وفى مقدمتها شركة بلاك وتر، و قال الأمريكيون أنها واحدة من الشركات المهمة التي تتعامل مع الولايات المتحدة، مثل (البريهات الخضر) و(دلتا فورس) التابعة للبنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) لحماية مؤسسات و مرافق حيوية.. و وافقت الرئاسة مبدئيا على هذا الطلب...!!!! فما كان من المخابرات إلا أن أبلغت الجيش الذي أعترض على هذه الموافقة بشكل شديد.. فلا حاجة لنا لمثل هذه القوات على أرضنا بأي حال من الأحوال.. بل تمتلك القوات المسلحة فرقا تتفوق عليها بمراحل مثل 777 و 999.
6- نتائج تحقيقات رفح
في ذلك الوقت كانت التحقيقات في حادثة رفح متواصلة، و أثبتت صحة النتائج الأولية و لكنها كشفت أيضا أن حماس متورطة بشدة في تنفيذ عملية رفح، و توضح المعلومات الجديدة أن مخطط العملية تضمن قيام حركة حماس بالدفع بمجموعتين بنحو 10 - 12 شخصا؛ تسللوا عبر الأنفاق بين غزة و مصر، تمركزت المجموعة الأولى بمنطقة الماسورة غرب رفح لتنفيذ الدعم الإداري ورصد التحركات و تقديم المعلومات و المساعدة للمجموعة الثانية التي تتكون من عناصر تنظيم «جلجلت» السلفي و التي تشكل القوة الضاربة للعملية من 6 أشخاص، يتولون مهاجمة موقع الجيش المصري، و الاستيلاء على المدرعات وإجبار الجنود المصريين على قيادتها و التوجه بها نحو الحدود الإسرائيلية عبر معبر كرم أبو سالم، وشن عملية مباغتة لخطف جندي أو أكثر من جنود إسرائيل و اصطحابهم عبر المدرعات عائدين إلى داخل الأراضي المصرية و التحفظ عليهم في إحدى المناطق التي تتولى المجموعة الأولى تجهيزها لذلك.
كما تضمن المخطط أنه فور نجاح المرحلة الأولى من العملية و هي مهاجمة موقع حرس الحدود المصري والاستيلاء على المدرعات، يتم تنفيذ المرحلة الثانية وبكل سرعة، قبل أن يبدأ الجيش المصري في ملاحقة الجناة، و قبل أن تستعد إسرائيل و تتأهب لأى عمل عدائي، وهو ما يفسر اختيار موعد تنفيذ العملية وقت الإفطار، حيث يكون هناك تراخ في كل مؤسسات الدولة المصرية، و بالتالي يسهل شن الهجوم وسط انشغال الجنود بالإفطار، وكذلك جميع المواطنين والمسئولين و القيادات، بخلاف الانشغال بعد الإفطار بأداء صلاة التراويح.
وكان من سيناريو العملية أن تقوم المجموعة الأولى بالانسحاب بشكل فورى بعد تنفيذ العملية إلى داخل قطاع غزة، عبر الأنفاق، بينما تحتفظ المجموعة الثانية وهى منفذة الهجوم على موقع الجيش المصري و الهجوم على معبر كرم أبو سالم، بالجندي الإسرائيلي الذى يتم أسره – وفقا للمخطط- لفترة بسيطة داخل الأراضي المصرية، لحين هدوء الأوضاع، وتسهيل عملية تهريب المجموعة و بصحبتها الجندي الأسير إلى داخل قطاع غزة عبر الأنفاق.
إلا أن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، حيث بدأ تنفيذ المخطط في موعده، في يوم الأحد 5 أغسطس، وقت الإفطار، بعد تسلل المجموعتين، وتجهيز سيارات وأسلحة الهجوم، وبدأ التنفيذ بالهجوم على موقع حرس الحدود المصري و بالفعل استطاعت المجموعة الإرهابية المنفذة الاستيلاء على مدرعة لحرس الحدود وإجبار أحد الجنود على قيادتها، بعد فتح النار على زملائه فوقع 16 جنديا مصريا مضرجين في دمائهم شهداء، لكن إسرائيل كانت على أهبة الاستعداد، فقامت بالإجهاز على الخلية المنفذة عند وصولها للحدود المصرية - الإسرائيلية.
أعتقد أنه من المفيد هنا التوقف لحظة عند علاقة حماس بتنظيم «جلجلت» السلفي التكفيري. فتنظيم «جلجلت» بقيادة "ممتاز دغمش"، له تواجد في غزة و له علاقات قوية مع مجموعات سلفية في سيناء، "ممتاز دغمش" الذي كان على خلاف مع حركة حماس وطاردته فترة طويلة مهددة إياه بحكم قاسٍ، خضع و تجاوب لرغبات حماس وكتائب القسام، ويقال إن "ممتاز دغمش" حالياً في السجن.
كشفت المخابرات المصرية المعلومات الجديدة ل"مرسي"، و طالبت أن تعلن نتائج التحقيقات للشعب، لكن "مرسي" وضع التقارير في الأدراج، و لم يعطي أي جواب لطلبات المخابرات، و في المقابل بدئت المعلومات تتسرب أن حماس تحضر قائمة بأسماء من قتلوا جميعاً سواء على الحدود المصرية الإسرائيلية أو في غزة، و جميعهم من تنظيم «جلجلت» السلفي، و ستعطي هذه القائمة للأمن المصري لكي يتم إعلانها و أتهام جماعات سلفية متطرفة في سيناء و غزة بمسئوليتهم عن عملية رفح، و ينتهي الموضوع عند هذا الحد، حيث ستسلم حماس أربعة أشخاص من السلفيين المطلوبين سابقاً لديها إلى الأمن المصري كمتهمين أساسيين في عملية رفح.
علمت المخابرات ذلك و وصلها ما يجري لعمل تعتيم على نتائج التحقيقات و إبدالها بإذاعة و نشر الرواية التي اتفقت عليها حماس مع الجماعة في المقطم، فما كان من الجهاز سوى أن سرب محتوى التحقيقات إلى مجلة «الأهرام العربي» التي نشرت تفاصيل كثيرة عن الحادثة و كشفت لأول مرة عن أسماء ثلاثة من الحمساويين الذين شاركوا في العملية.
ما هو الثقب الأسود..؟؟
الثقب الأسود هو منطقة في الفضاء تحوي كتلة كبيرة في حجم صغير يسمى بالحجم الحرج لهذه الكتلة، والذي عند الوصول إليه تبدأ المادة بالانضغاط تحت تأثير جاذبيتها الخاصة، تصبح قوّة جاذبيته قوّية إلى درجة تجذب أي جسم يمر بالقرب منه، مهما بلغت سرعته، و بالتالي يمتص الثقب الأسود الضوء المار بجانبه بفعل الجاذبية، وهو يبدو لمن يراقبه من الخارج كأنه منطقة من العدم، إذ لا يمكن لأي إشارة أو موجة أو جسيم الإفلات من منطقة تأثيره فيبدو بذلك أسود.
جماعة الإخوان المسلمين تتصرف بمنطق و تأتي بفعل الثقب الأسود، ففي حركتها المندفعة نحو الاستيلاء و التمكين تعمل على امتصاص مؤسسات الدولة المصرية و الدفع بها إلى المجهول... أو إذا شئنا الدقة فهي تلقي بها إلى العدم...!!!
لقد كانت حركة جماعة الإخوان المسلمين نحو جهاز المخابرات العامة المصرية مسكونة دائما بهاجسين، هاجس الانتقام من الجهاز الذي أجهض وثبتها الكبرى إلى السلطة في عام 1965، و هاجس أنه أكبر جهاز مخابرات في العالم يملك معلومات كاملة عن تنظيمها الدولي و مخططاته و خريطة حركته و مصادر تمويله، هذه الهواجس، بالإضافة إلى استحالة اختراق الجهاز و الاستيلاء عليه من قبل الجماعة، كانت تدفع حركة الإخوان نحو المخابرات، حتى بدوافع اللاوعي، بأن يكون منطقها هو حصر هذا الجهاز و تقليصه تمهيدا لتدميره و التخلص منه و استبداله بجهاز مخابرات الجماعة الخاص.
الجهاز بالفعل يشكل عائق أساسي و عنيد أمام فاعليات الاستيلاء و الأخونة و التمكين، فهذه الفاعليات تقضي، بطبائع الأمور، الإتيان بأفعال تمثل انتهاك لصميم الأمن القومي المصري. ظهر هذا جليا في عملية رفح، فعندما فهم الإخوان أن الأمريكان غير متمسكين بالمجلس العسكري، وأنه آن الأوان لهم أن يطيحوا برموزه، فكان دور التنظيم الخاص الإخواني (بقيادة "خيرت الشاطر")، ومن خلال كتائب القسام باستخدام مجموعة سلفية تقيم في قطاع غزة ، و لها امتداد محدود في سيناء، و كانت مذبحة الجنود المصريين في رفح، هذه الجريمة التي شكلت غطاءً كاملاً ل"مرسي" للإطاحة بجهاز المخابرات و المجلس العسكري، حيث إن هذه القرارات لاقت تجاوباً شعبياً واسعاً اثر مذبحة الجنود، و أصبح "مرسي" و الإخوان هم الحاكم الأساسي لمصر و بصمت أميركي، و تمت إقالة مدير المخابرات المصري الذي يعتبره الإخوان امتداداً ل"عمر سليمان"، وتم أيضاً إقالة "طنطاوي" و "سامي عنان".
لكن الأمر برمته بدا أنه يتعرض لتهديد عنيف عندما كشفت المخابرات دور حماس في حادثة رفح، و طالبت بإعلان نتائج التحقيقات، فما كان من الرئاسة إلا انها لجئت إلى المماطلة و التسويف، في نفس الوقت الذي كانت فيه الجماعة تتفق مع حماس على شكل إخراج الموضوع بطريقة يتم فيها تحميل المسئولية كاملة للتنظيم السلفي و نفي أي مسئولية لحماس. ما ان وصلت للمخابرات أنباء عن هذه الاجتماعات و الاتفاقات، حتى لجأت إلى تسريب تفاصيل التحقيقات إلى الصحافة حتى يتم الكشف عن المسئول الحقيقي و يوضع الجميع أمام مواقفهم.
لهذا كله لم يكن بوح "أبو العلا ماضي"، بحديثه نقلا عن "مرسي" في لقاء أخير، من قبيل المصادفة العشوائية، إنه رد "مرسي" على التسريبات التي كشفت و فضحت، فبالإضافة إلى أن شخص متحفظ مثل "ماضي" لا يملك رعونة أن ينسب إلى من نقل عنه ما لم يقله، فإنه لا يملك شجاعة أن يبوح للرأي العام بما سمعه دون أن يراجع صاحبه، ولهذا فإن تصريحات "ماضي " بخصوص المخابرات تنطوي بالفعل على إحساسا مفرطا بالقلق والتوتر، إحساس ينعكس عن إدراك حقيقي لفشل محاولات متعددة لتطويع واحتواء جهاز المخابرات العامة.
بعض الناس لا يدركون أن الزمن نفسه يكبر و ينمو و أن من كان صغيراً صار كبيراً .. وأن من كان كبيراً صار صغيراً .. و لا شك أن عمر الأزمة المصرية لم يعد قصيرا وأننا جميعا كبرنا عامين.. لكنهما أثمن عامين في خزانة القرن الواحد و العشرين.. و أثمن عامين في ذاكرة هذا الجيل .. ففي عامين هرم الأعداء أيضا وشاب شعر أردوغان و نطق الغرب بأسرار الربيع .. وتضاءلت أصوات النعاج .. في عامين تقيأ الإسلام كل ما في جوفه من مرض عضال .. وعرفنا لماذا لم ننتصر في القرن الماضي كله و كيف لن نهزم في هذا القرن؟ .. وعرفنا أن المشكلة لم تكن في غياب أن (الاسلام هو الحل) .. بل المشكلة هي كيف تحول الاسلاميون الى كارثة .. وصار بسببهم (التيار الإسلامي هو الكارثة) .... و أن الاخوان هم قلب الكارثة ...
من ينظر الى إخوان مصر و تونس و سوريا و ليبيا و تركيا و حماس و كيف ينهشون في الدساتير كالضباع الجائعة وينهشون في عقول الناس وفي خرائط أوطانهم و كيف ينهشون مؤسسات الدولة القانونية ويقضمون قياداتها العسكرية و الفكرية و الثقافية من أجل سلطانهم .. ويرى كيف يمضغون لحم القرآن حيا و يلوكون آياته كشرائح اللحم.. و كيف يعلكون أحاديث النبي و صوت النبي و يأكلون لحوم اخوتهم أحياء .. من يرى ذلك فسيعرف كيف حول هؤلاء الاسلام من حل الى كارثة .. ومن ينظر كيف يمسكون الدنيا ومتاعها بأسنانهم و كيف يهزون ذيولهم أمام الناتو و السادة الغربيين وأن آخر شيء يبحثون عنه هو الآخرة .. من ينظر اليهم يعرف أن معادلة “الاسلام هو الحل" تفككت وصارت في عهدهم “الاسلام هو أداة التفكيك و ضرب الوحدة و هدم الدولة الوطنية" ...
فماذا فعل الإسلام بكم كي تفعلوا به كل هذا....؟؟؟!!!!
قالوا:
"عليك أن تتحلى بالشجاعة الكافية لاستخدام عقلك"
إمانويل كانط
الجماعة كثقب أسود..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.