ب ما زال المستشار السابق للاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن منذ مغادرته هونغ كونغ في 23 يونيو عالقا في قاعة التحويلات (الترانزيت) في مطار شيريميتييفو في موسكو بانتظار لجوء سياسي في بلد آخر يتضاءل امله في الحصول عليه. ويبدو ان وضع اللاجىء الذي تلاحقه الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس سيطول بعد ستة ايام من تقديمه طلبات لمنحه اللجوء الى 21 بلدا. واعلنت فرنسا وايطاليا انهما لن تستقبلانه من جهتها قالت الدبلوماسية الروسية اليوم الجمعة انها لم تعد قادرة على الادلاء بمزيد من التعليقات على هذه القضية. وكان مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف صرح امس ان موسكو لا تستطيع التأثير في مصير الشاب الذي تخلى في نهاية الامر عن طلب اللجوء الى روسيا . وفي بداية الاسبوع كان هذا التقني الشاب الذي كشف عن برنامج اميركي سري لمراقبة الاتصالات العالمية مصدر ارباك دبلوماسي. ففي طريق عودته من موسكو الثلاثاء، اجبر الرئيس البوليفي ايفو موراليس الذي اعلن انه مستعد لمنح اللجوء السياسي لسنودن الى بلده، على الهبوط بطائرته والتوقف في فيينا 13 ساعة بعدما رفضت دول اوروبية عديدة اشتبهت بانه يصطحب سنودن، السماح له بالمرور في اجوائها. واتهم موراليس الخميس واشنطن بالضغط على فرنساواسبانيا وايطاليا والبرتغال لمنع مرور طائرته وهدد باغلاق سفارة الولاياتالمتحدة في لاباز. واشترك في ختام اجتماع لرؤسائها في كوشابامبا (وسط بوليفيا) "اننا نطالب حكومات فرنساواسبانيا والبرتغال وايطاليا بتقديم اعتذارات علنية مناسبة بالنظر الى الاحداث الخطيرة التي حصلت". واشار الرؤساء رافايل كوريا (الاكوادور) ونيكولاس مادورو (فنزويلا) وخوسيه موخيكا (اوروغواي) وديسي بوترسي (سورينام) وكريستينا كيرشنر (الارجنتين) الى ان "الاهانة" التي تعرض لها موراليس في اوروبا ليست شخصية فقط بل تعتبر بمثابة تعرض لكل دول اميركا اللاتينية. وطالب الرؤساء بان تقدم الدول الاوروبية الاربع "توضيحات للاسباب التي حملتها على منع طائرة الرئيس ايفو موراليس من التحليق فوق اراضيها". كما عبروا عن دعمهم "للشكوى التي قدمها موراليس امام المفوضية العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة بتهمة الانتهاك وتعريض حياة الرئيس موراليس للخطر". ودانت موسكو ايضا الخميس موقف فرنساواسبانيا والبرتغال معتبرة انه "لا ينم عن عمل ودي اطلاقا حيال بوليفيا ولا حيال روسيا". وعبرت باريس الاربعاء عن "الاسف" مؤكدة انها لم تكن على علم بان الرئيس موراليس على متن الطائرة. كما دعت اسبانيا اليوم الجمعة الى تهدئة العلاقات مع بوليفيا. وقال وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو في مقابلة مع التلفزيون العام "علينا تهدئة الامور والنفوس واستئناف العلاقات". واثارت القضية توترا بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة.