قبل فوز مرسى.. الإخوان: بجاتو "ترزى النظام".. وبعد الرئاسة: داهية قضائى جاء إختيار المستشار "حاتم بجاتو", نائب رئيس المحكمة الدستورية فى التعديلات الوزارية الجديدة, بتعيينه وزيرا للدولة لشئون المجالس النيابية بمثابة المفاجأة بالنسبة لكل التيارات السياسية والثورية, وذلك مع العداء الكبير بين جماعة الإخوان المسلمين و"بجاتو" .
وتضاربت الأقاويل حول موافقة المستشار "بجاتو" لتوليه منصب وزير الدولة لشئون المجلس النيابية وخلقت حالة من الإرباك والآراء المتضاربة حول هوية المستشار وعلاقته بالإخوان, وخاصة أنه سيُسْتدعى فى غصون الشهور القادمة للمثول أمام المحكمة للإدلاء بشهادته فى قضية تزوير الإنتخابات الرئاسية السابقة .
وأفادت بعض الآراء أن "حاتم بجاتو" قد ثبت انتماءه للإخوان وكان له الدور الرئيسى فى تزوير الإنتخابات الرئاسية, والتى أسفرت عن إختيار الرئيس "محمد مرسى", وإن تنصيبه وزيرا للشئون النيابية يُعد "تكريما" له على ما فعله من أجل إنجاح الرئيس "مرسى" .
فيما إستنكر البعض اختيار المستشار "حاتم بجاتو", على أساس أن جماعة الإخوان المسلمين وصفته ب"بترزى قوانين المخلوع", حينما تم اختياره للإشراف على الإنتخابات الرئاسية السابقة، فيما اتهمته النخبة بأنه هدد بفضح ملف "مرسى" فى جولة الإنتخابات الرئاسية الأولى والثانية فعيَّنوه وزيراً للشئون القانونية والنيابية بحكومة "قنديل" لشراء "صمته" .
وعلى جانب أخر, أشار البعض إلى أن الرئيس "محمد مرسى" أقرَّ تعديلاً وزارياً جديداً لتعزيز دور الإسلاميين فى الصفوف الأولى للحكومة، وأنه ليس متوقعا حدوث أى تغيير فورى للسياسات القائمة, وكان إختيار "بجاتو" أكبر دليل على ذلك، والذى كان من أشد المعارضين للرئيس والإخوان, فى الفترة الأخيرة .
وتعجَّب البعض من دفاع الإخوان المستميت عن تعيين "بجاتو" بعد أن أمطروه بوابل من الإتهامات، وأنهم فى أمَسّ الحاجة فى هذه الأيام ل"ترزى قوانين" ولن يجدوا محترفاً أفضل من "الترزى العسكرى", كما وصفوه فى السابق .
وهناك تأكيد على أن تعيين "بجاتو" بمثابة "الستار" الذى أُسْدِل على من يمارس السلطة ويمسك خيوط الحكم فى المقطم، وأكد البعض على أنه فى موقف "محرج" لأن تعيينه ما هو إلا مخطط لوضعه داخل "محرقة الوزارة" والتخلص منه بعد شهرين أو أكثر فى أول تعديل وزارى, وذلك لما يمتلكه من أسرار ومعلومات، وخاصة وأنه لعب دورا فعالا مع الإخوان و العسكر منذ جلوسهم مع اللواء "عمر سليمان"، فضلاً عن دوره فى التعديلات الدستورية .
واعتبر بعض السياسيين: أنه بداية لإحتواء النظام السابق والعمل فى إطار الإنتهازية السياسية للجماعة، والوضع الحالى ل"بجاتو" يضع تساؤلات وعلامات إستفهام أكثر حول اختياره .
وعلى صعيد أخر, برر الشيخ "حازم أبو إسماعيل"، رئيس حزب الراية, التعديلات الوزارية ورحَّب بها، مشيرا إلى أنه لن يهبط أخلاقياً ويثور على تعيين "بجاتو" كالقوى السياسية ولن يُشغِل تفكيره بالشأن الخاص بدلاً من الشأن العام وهذا ما أدى إلى حالة من الهجوم الشديد على"أبو إسماعيل" الذى يهاجم أى معارضة ضد جماعة الإخوان المسلمين بالحصار والهتافات والاعتصامات ولكن وجد أن تعيين "بجاتو" شىء عادى بالرغم من تاريخه الأسود ولكنه لن يبدي أى اعتراض لانه يجد أنه فى تعينه دهاء سياسي وسيؤدى ذلك لإصلاح المحكمة الدستورية .
فيما أشار "عصام العريان" إلى أن اختيار "بجاتو" جاء بحسب خبرته، وأن الأساتذة الموجودين بمجلس الشورى ليست لديهم الخبرة الفنية، وأن وجوده سيفيد المجلس فيما يختص بالتشريعات وذلك بعدما طرح لاكثر من مرة أن بعض نصوص التشريعات التى تناقش فى مجلس الشورى قد يصيبها عوار دستورى و أبرزهما قانونى الإنتخابات ومجلس النواب .
و أثار تعيين "بجاتو" وزيرا للشئون النيابية جدل كبير فى الشارع المصرى ومستخدمى الفيس بوك وتويتر فقد تبادل مجموعة من مستخدمى مواقع التواصل الإجتماعى، مقطع فيديو لمظاهرة نظمها إسلاميون فى ميدان التحرير فى 27 إبريل من العام الماضى، قاموا فيها بسب المستشار حاتم بجاتو وتزامن تداول هذا المقطع مع التعديل الوزارى الأخير الذى أجراه الدكتور هشام قنديل .
وقد غنى المتظاهرون خلال الفيديو الموجود على موقع ال"يوتيوب" أغنية وهى "يا جماله يا جماله ياجماله", وشملت الأغنية عدة مقاطع تنتقد فيها المستشار "بجاتو" منها " بجاتو يا بجاتو يا بجاتو..دليلك فين روح هاتوا..إنت بتكدب كده ليه يا بجاتو..والشعب عمل فيك ايه..إنت مزور يا بجاتو" .
ويأتى السؤال هنا, هل تعيين "بجاتو" وزيرا فى حكومة "قنديل" استرضاءاً من النظام للقضاء؟, أم أنه استكمالا لمسلسل التراجع وإختلاف المواقف؟ .
وهل هو مسلسل لتبعات القرارات المتضاربة ومحاولات التعديلات الفاشلة من جماعة الإخوان المسلمين, أم إنه ضمن مسلسل الإخوان لتمكينهم من زمام الحكم بالبلد, وتطبيق سياسة "أخونة الدولة" ؟! .